الشخصيات
آهنکران، محمد صادق
17 بازدید
يُعد الرادود (المنشد) محمد صادق آهنكران أحد أشهر الرواديد في ايران، حيث كان للطمياته ودور مهم في شد عزائم المقاتلين ورفع معنوياتهم والهامهم الحماس والشجاعة خلال الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
اشتهر محمد صادق آهنكران بـ " صادق آهنكران"، وُلد في مدينة الأهواز في يونيو 1957م، كان آهنكران يرافق والده أكثر الأوقات عندما يذهب إلى مسجد الحي (مسجد مرعشي)، وكان والده يقرأ الأدعية المخصصة بعد أداء الصلوات المفروضة ( تعقيبات الصلاة) وهذا الأمر كان له تأثير ايجابي على روحيته ومعنوياته(1)، وفي سن الثاني عشر من عمره شارك بشكل رسمي لأول مرة في قراءة العزاء أيام تاسوعاء وعاشوراء في مسجد "جيت ساز" بمدينة الاهواز(2)، أنهى المرحلة المتوسطه من دراسته في ثانويات "الثقافة" و "شاهبور" في الأهواز، وفي النهاية حصل على الدبلوم من ثانوية " خرداد نيكان" في طهران. (3).
التحق السيد آهنكران بالخدمة العسكرية في عام1977م وبعد أن تلقى التدريبات لمدة ستة أشهر في كرج انتقل بعدها إلى كردستان كعضو ضمن فريق التنمية والتطوير، وبقي يعمل في قسم الصيد في مدينة مريوان لمدة سنة(4)، تم اعتقاله في مريوان من قبل رجال أمن النظام البهلوي بسبب ارتباطه بعلماء الدين الذين تم نفيهم إلى مريوان، حيث تم نفيه إلى منطقة حدودية باسم " دله مرز" لمدة شهر تقريباً، ومع تطور أحداث ثورة الشعب في ايران وتصاعدها، واستمرارالاشتباكات قبل انتصار الثورة الاسلامية قرر الهروب من الخدمة العسكرية بناء على أوامر الامام الخميني قدس سره، وعاد إلى مسقط رأسه الاهواز، وبقي متخفياً في مدينة دزفول لعدة أشهر(5).
واصل نشاطه بعد انتصار الثورة الاسلامية في يناير 1979م ضمن مسجد الحيي في مدينة الأهواز(6)، وفي تلك الفترة تم تشكيل لجنة " برستو" وكان السيد علي شمخاني مسؤولا عليها، حيث قام السيد آهنكران ورفاقه بالتصدي لأعمال الفوضى والشغب والعناصر المعادية للثورة بالأضافة إلى استقطاب الشباب وجذبهم. وتسلم مسؤولية مخازن الأسلحة، ومع تزايد النشاطات التخريبية لحركة " خلق عرب " المدعومة من قبل العناصر المعادية للثورة الاسلامية وحزب البعث العراقي(7) قرروا تشكيل قوات الحرس الثوري في الجلسة التي انعقدت في منزل السيد علم الهدى(8)، وتم انتخاب السيد علي شمخاني بعنوان قائد لقوات الحرس الثوري قي الأهواز، وتم تعيين السيد آهنكران معاون مسؤول الأحوال الشخصية ومسؤول الموارد البشرية، وبعد تأسيس قوات الحرس الثوري وتحديد المبنى المخصص لها تصدى آهنكران لتدريس مقرر " المعارك في صدر الإسلام" ضمن الأنشطة الثقافية والتربوية(9).
عمل السيد آهنكران مع انشغاله بأنشطة قوات الحرس وإقامة الحلقات التربوية في المجال الفني من خلال أخيه حميد الذي كان لديه فريق عمل مسرحي، فانضم إلى الفريق، وشارك مع حسين بناهي(10) في عمل مسرحي(11).
تزوج آهنكران في 8 فبراير 1980م، وكان من ثمرة هذا الزواج أن رزقه الله بولدين وبنت ،محمد علي وحسين وزهراء(12).
مع بداية الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية في 22 سبتمبر 1980 م كان حرس خوزستان من الأوائل القوات التي تصدت للهجوم، وشارك آهنكران في عدة عمليات مع سائر قوات الحرس، وكان يلقي الأشعار الحماسية والثورية واللطميات ومجالس العزاء التي تعلمها منذ الصغر في جبهات القتال، وقرأ لطمية بعنوان" هنيئاَ لكم أيها الشهداء الذين اختلطت دماؤهم بتراب خوزستان"(13) في حسينية جمران بحضور الامام الخميني قدس سره، فاشتهر وذاع صيته بين المقاتلين .
شارك آهنكران في عمليات لتحرير سوسنكرد 17 نوفمبر 1980م، وعمليات طريق القدس لتحرير مدينة بستان، وإضافة إلى مشاركته العسكرية كان يُحيي مجالس الدعاء ومجالس العزاء للمقاتلين (14).
وعندما أذاع المقدم التلفزيوني خبر تحرير مدينة بستان في تقريره، واشار إلى مراسم إحياء دعاء كميل وذكر اسم آهنكران، وبعد ذلك أصبح اسم آهنكران مشهوراً بين الناس.(15)
أصدر القائد العام لحرس الثورة الاسلامية السيد محسن رضائي بعد عمليات طريق القدس قراراً بعدم مشاركة آهنكران في العمليات القتالية حفاظاً على حياته، وحصر مشاركته في المعسكرات القتالية باحياء مراسم الدعاء والعزاء لأهميته.
ومن اللطميات التي قرأها لطمية بعنوان " باتجاه ديار العاشقين " في عمليات الفتح المبين 22 مارس 1982م، وعمليات بيت المقدس 30 ابريل 1982م، ولطمية ( يا جيش صاحب الزمان) في عمليات مسلم بن عقيل 1 اكتوبر1982م، ولطمية " القافلة" في عمليات والفجر التمهيدية 6 فبراير 1983م، ولطمية " أيها الجيش الحسيني" في عمليات خيبر 22 فبراير 1984م، وعمليات والفجر8 في 9 فبراير1986م، ولطمية " علينا القيام بعمليات أخرى سريعة" في عمليات كربلاء4 في 24 ديسمبر1986م، وكربلاء 5 في 9 يناير 1987م. (16)
واذاعة العراق هي أول من أطلق لقب " بلبل الخميني على السيد آهنكران بعد أن قامت الاذاعة بإشاعة خبراً كاذباً عن قيام القوات العراقية بإفشال عمليات والفجر التمهيدية وتكبيد القوات الإيرانية خسائر عظيمة، وأسر " بلبل الخميني" . (17).
اقترح السيد كمال خرازي رئيس مركز الاعلام الحربي في تاريخ 1983م، تأسيس مركز لإدارة شؤون المبلغين والرواديد وتنظيم ارسالهم للوحدات القتالية، أطلق عليه " مركز الدعاء"، حيث كان السيد آهنكران والسيد محمد حسين آل مبارك من الأعضاء الاساسيين لهذا المركز. (18)
كانت ألحان آهنكران وصوته العذب طوال فترة الحرب التي استمرت ثمان سنوات تتردد وتنتقل بين المقاتلين وفي ميادين الحرب لتحثهم وتلهبهم الحماس خطوة خطوة للدفاع عن أرض ايران، لتصبح أشعاره الحماسية ونغمة صوته جزء من ذكريات المقاتلين والشعب المشتركة عن جبهات الدفاع المقدس. (19)
شعر السيد آهنكران بأن وظيقته في ايران قد انتهت بعد توقف الحرب المفروضة عليها، وعليه أن يؤدي وظيفته في جبهات أخرى، فقرر الذهاب إلى بعض البلدان العربية وبالخصوص لبنان لقراءة اللطميات الحماسية هناك، ولأجل تحقيق هذا الأمر استقر في قم لتعلم اللغة العربية، وهناك تعززت علاقته بعلماء الدين واستفاد من علومهم(20)، وبسبب تغير الظروف الاجتماعية شعر السيد آهنكران بأن قراءة اللطميات بالطريقة التقليدية لم تعد مؤثرة، فقرر لأجل حفظ الروح الحماسية أن يعيد قراءة تلك اللطميات بأطوار جديدة بالتزامن مع الموسيقى، وقد تم ذلك بعد أخذ مشورة مجموعة من العلماء من بينهم آية الله محي الدين الشيرازي الذي قد له بعض النصائح والملاحظات، وانتشر أول البوم له في الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني قدس سره تحت عنوان " فَلْتُذْرِفِ الدُّمُوعُ "، حيث حقق انتشاراً كبيراً، وبالخصوص لطمية " تنتقل القافلة من محطة إلى محطة " (21).
واصل آهنكران دراسته بعد توقف الحرب، وتمكن من الحصول على شهادة البكالوريوس في الأدب الفارسي من جامعة طهران(22)، كان أحد أعضاء هيئة أمناء المقاتلين في الأهواز وطهران، وأغلب مشاركاته في احياء مراسم العزاء واللطم كانت مختصة لهذه الهيئة(23).
جُمع تراث السيد آهنكران في مجموعة ألبومات :" فَلْتُذْرِفِ الدُّمُوعُ" و " شهادة مثنوي" و " خلود الحرارة وأرض كربلاء"(24)، وكذلك طبع كتاب يشتمل على ذكرياته ونصوص اللطميات يحمل عنوان " كتاب آهنكران" بقلم الكاتب علي أكبري في عام 2012م (25).
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية،ج1، طهران:سوره مهر، 2005م، ص24، أكبري، علي، كتاب آهنكران، طهران: يازهراء عليها السلام، 2012م ، ص42 و 43.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص43 و 44.
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص24.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص48.
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص24.
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص24.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص56.
- أحد الطلبة الجامعيين السائرين على نهج الامام الخميني، قاد مجموعة من المقاتلين في بداية الحرب العراقية المفروضة على ايران، واستشهد في مدينة الهويزة بتاريخ ديسمبر1980م/ موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص24.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص57 و 58.
- حسين بناهي أصله من مدينة كهكيلويه وبوير أحمد، ولكنه استقر في مدينة الأهواز، درس العلوم الدينية قبل انتصار الثورة، وبعدها انضم للنشاطات الثورية برفقة حسين علم الهدى، (كتاب آهنكران، ص58)، دخل مجال التمثيل والإخراج في السينما والتلفزيون، وتوفي عام 2004م، رامين، علي، زماني، كامران، دانشنامه دانشگستر، طهران، مؤسسة دانش گستر، 2010، ص368.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص58.
- نفسه، ص76- 86.
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص24 و 25.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص90 – 108.
- نفسه، ص115.
- نفسه، ص 128 – 187.
- نفسه، ص156.
- نفسه، ص162.
- موسوعة معارف الثورة الاسلامية، ج1، ص25.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص204.
- كتاب آهنكران، ص231.
- نفسه، ص45.
- نقسه، ص219 و 221.
- موقع خبري "انلاين" 29 اغسطس 2020م، رقم الخبر 1426782.
- أكبري، علي، كتاب آهنكران، ص31.