عبد الرسول زرین

عماد عزت‌آبادی
3 بازدید

«عبد الرسول زرین» قناص فرقة الإمام الحسين (ع) الرابعة عشرة في حرس الثورة الإسلامية، استشهد في 1 مارس 1984م(11اسفند 1362هـ.ش) بعد أن نفذ ثلاثة آلاف إصابة ناجحة. ولد «عبد الرسول زرین» في 27 يوليو 1936م (5 مرداد 1315هـ.ش) في قرية «دشمن‌زياري» التابعة لمدينة «بهبهان». كان والده «شكر الله» يعمل في الزراعة، و کانت والدته «نازي».[1] كان والده و جده من وجهاء قبيلة اللُر، إلا أن العداء بينهم و بين خوان المنطقة أدى إلى مقتل والده و هو في سن الطفولة. فقد والده في الرابعة من عمره و والدته في السادسة، و استولى خوان المنطقة على ممتلكات عائلته، فتولى خاله كفالته و رعايته [2]و منه تعلم الرماية و إصابة الأهداف.[3]

في الثالثة عشرة من عمره، واجه «عبد الرسول» الخوان الذين اغتصبوا ممتلكاتهم، ثم اضطر إلى مغادرة منطقته حفاظاً على حياته، فانتقل إلى مدينة «شهرضا» في محافظة «أصفهان» حيث يقيم أقرباؤه من جهة والده.[4] و بعد سنتين انتقل إلى أصفهان ليستقل بحياته هناك. بدأ عمله بفتح متجر صغير لبيع الملابس، ثم بعد زواجه[5]سنة 1963م(1342ه.ش) اشترى متجراً آخر لبيع الخزف و قد رزق بأربعة أبناء و ثلاث بنات.[6]

تعرف عبد الرسول في أصفهان على الهيئات الدينية و الشخصيات المتدينة، و مع انطلاق الثورة الإسلامية انضم إلى صفوف الثوار و كان يوزع بيانات «الإمام الخميني» في أحياء «أصفهان» مما جعله عُرضة للتهديد عدة مرات من قبل الحكومة. و هو أول من رفع شعار «الله أكبر» فوق أسطح منازل حي «الشيخ صدوق» في «أصفهان». كما شارك مع مجموعة من أبناء المدينة في إسقاط تمثال الشاه في ميدان «المجسمة» أمام أعين عناصر السافاك، مما جعله مطارداً من قبل النظام، فانتقل إلى «شيراز». مكث هناك لفترة من الزمن حتى عاد إلى أصفهان في خضم الثورة.[7]

بعد انتصار الثورة الإسلامية انضم «عبدالرسول زرّين» إلى لجنة الثورة الإسلامية، ثم التحق بحرس الثورة الإسلامية بعد تأسيسه.[8] و في عام 1979(1358ه.ش) حين بدأت الحركات الانفصالية المعادية للثورة في كردستان، توجه ضمن مجموعة مؤلفة من ستين مقاتلاً برفقة الشهيد «حسين خرازي» إلى مدينة «سنندج» و انضم إلى فرقة الضربات السريعة بقيادة «خرازي» و شارك في تطهير المنطقة من أصحاب الفكر المعادي للثورة.

و مع اندلاع الدفاع المقدس، توجّه «عبدالرسول زرّين» مع «حسين خرازي» إلى جبهات الجنوب، و أصبح قنّاصاً في صفوف قوات «خرازي» و «رحيم صفوي»[9]. و في إحدى العمليات دمّر ثمانية عشر دبابة للعدو عبر إصابة رماة المدافع الرشاشة أو سائقي الدبابات بدقة عالية.[10]

و خلال عملية رمضان عام 1982(1381ه.ش) أُصيب بشظايا قذيفة دبابة في بطنه و ساقه. ظلّ حتى استشهاده في عام 1984(1362ه.ش) حاضراً على نحو متواصل في أغلب عمليات الجنوب و الغرب، و كان يشرف على تدريب القناصين الجدد.[11]

أطلق «الشهيد حسين خرازي» على «عبدالرسول زرّين» لقب كتيبة «زرّين» الواحدة.[12] و يُقال إنه استطاع بمفرده تحرير عدة تلال من أيدي العدو عبر استهداف جنوده، فأُطلق عليها لاحقاً اسم «تلال زرّين». و كان يركّز على إصابة قادة العدو و العناصر المؤثرة في صفوفه.[13] و قبل كل عملية قنص، كان يتوضأ و يتلو الآية الكريمة: ﴿و ما رميت إذ رميت﴾، ثم يوجّه سلاحه نحو العدو.[14]

الذروةُ في أعمال عبد الرسول زرّین كانت في المرحلة الثالثة من عمليّات «والفجر ٤» أكتوبر و نوفمبر 1983 (مهر و آبان 1362 ه.ش) على الجبهة الغربيّة.

ففي هذه المرحلة من العملية، حين واجه المقاتلون صعوبة في التقدم و اشتدت مقاومة حرس رئاسة الجمهورية ل«صدام»، تمكن زرّين من القضاء على اربعين فردا من تلك القوات، فمهد بذلك الطريق لتقدم المقاتلين. و قد قال الشهيد «حسين خرازي» إن نجاح تلك العملية كان بفضل «زرين».[15]

و بسبب إنجازاته الفعالة، كان العدو يعرفه جيدًا؛ فقد استهدف العديد من جنرالات البعث و القناصين المهرة للعدو، و يُقال إنهم كانوا يطلقون عليه لقب «صياد الخميني».[16]

كان زرّين ذا طبع مرح، دائم الوضوء، و لم يكن يغفل عن تعليم القرآن و الصلاة للناس حتى خلال إجازاته في أصفهان.[17] و في المرحلة الثالثة من عملية «خيبر» في 2 مارس 1984(11 اسفند 1362ه.ش) نال شرف الشهادة إثر إصابته بشظية في رأسه في جزيرة «مجنون» بالعراق، و دُفن في روضة الشهداء بأصفهان.[18] و يُروى أن العدو، بعد استشهاده، أعلن بفرح عبر الراديو و اللاسلكي قائلًا: «لقد قتلنا صياد الخميني».[19]

و جاء في جزء من وصية الشهيد «عبد الرسول زرّين» قوله:«حافظوا على الوحدة كي لا نتلقى الضربات من الأعداء الداخليين و الخارجيين. أيها المسؤولون، يا من بأيديكم إدارة شؤون البلاد... اعلموا أن هذه المناصب تكليف و مسؤولية، فإذا جعلتم أعمالكم خالصة لله و توكلتم عليه، فستكونون مرفوعي الرأس في الدنيا و الآخرة».[20]

صدر كتاب «الكتيبة الواحدة» من تأليف «إلهه حاجي حسيني» عن دار نشر «مقيم» و مركز البحوث سنة 2013م (1392 ه.ش) و تناول سيرة هذا الشهيد. و في عام 2018م(1397 ه.ش) أُنتج فيلم رسوم متحركة بعنوان «الكتيبة الواحدة» من قبل مركز الإنتاج و النشر الرقمي للثورة الإسلامية. كما أُنتج عام 2020م(1399ه.ش) فيلم وثائقي بالعنوان نفسه من إخراج «داريوش ياري» و بُث على القناة الأولى في التلفزيون الإيراني. و في العام نفسه عُرض الفيلم السينمائي «القنّاص» من إخراج «علي غفاري» في مهرجان «فجر» السينمائي التاسع و الثلاثين، و نال جائزة العنقاء البلورية لأفضل فيلم من منظور وطني، إضافة إلى جائزة أفضل المؤثرات الميدانية الخاصة.

و في نوفمبر 2019م (آبان 1398 ه.ش) أُقيمت مراسم تذكارية للشهيد «عبدالرسول زرين» و لألف و مئتي شهيد رياضي من محافظة أصفهان، و أُطلق اسمه على قاعة الرماية في المدينة، فأصبحت تُعرف باسم قاعة «زرّين» للرماية.[21]


[1] . مركز الدراسات و البحوث لمؤسسة الشهداء و شؤون المضحين، معجم أسماء الشهداء – محافظة أصفهان، مجلد2، الحروف د-ف، طهران، الإدارة الثقافية و الشؤون الاجتماعية، دار نشر شاهد، 2016(1395 ه.ش) ، ص 1094.

[2].خليل فرهنگ، صغری، گردان تک‌نفره زرین 3 هزار شلیک موفق داشت (كتيبة «زرين» الواحدة حققت 3 آلاف تسديدة ناجحة)، صحيفة جوان، ش 4583،ص7، https://www.javanonline.ir/0033kN؛ زحمتكش گلیان، محمدرضا، بررسی نقش اقدامات شهید عبدالرسول زرّین در هشت سال جنگ تحمیلی (دراسة دور أعمال الشهيد عبدالرسول زرين في حرب الثماني سنوات)، المؤتمر الدولي السابع للدراسات الدينية، العلوم الإنسانية و الأخلاقيات البيولوجية في الإسلام، 27 أبريل 2023(7 اردیبهشت 1402ه.ش)، ص 3.

[3] . حسين زاده، مجيد، داستان مردی که گردان تک‌نفره بود (قصة الرجل الذي كان الكتيبة الواحدة)، صحيفة خراسان، ش 21270، 26 يوليو 2023(4 مرداد 1402 ه.ش) ص 1.

[4] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه، ص7؛ زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص3.

[5] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه، ص7.

[6] . زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص3

[7] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه

[8] . حسين زاده، مجيد، المصدر نفسه.

[9] . المصدر نفسه.

[10] . زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص9.

[11] . زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص4.

[12] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه.

[13] . حسين زاده، مجيد، المصدر نفسه؛ موقع «نويد شاهد» https://search.eitaa.com/?url=https://navideshahed.com/0026wL

[14] زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص7؛ حسين زاده، مجيد، «داستان مردی که گردان تک‌نفره بود (قصة الرجل الذي كان الكتيبة الواحدة»، صحيفة خراسان، ش 21270، 26 يوليو 2023(4  مرداد 1402 ه.ش)، ص 1.

[15] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه، ص7

[16] . المصدر نفسه.

[17] . زحمتكش گلیان، محمدرضا، المصدر نفسه، ص8؛ حسين زاده، مجيد، المصدر نفسه، ص1.

[18] . مركز الدراسات و البحوث لمؤسسة الشهداء و شؤون المضحين، المصدر نفسه، ص1094.

[19] . خلیل فرهنگ، صغری، المصدر نفسه، ص7

[20] . المدونة الرسمية للشهيد عبدالرسول زرين، https://shahidzarrin.ir/2025/01/14/%d9%88%d8%b5%db%8c%d8%a…

[21] . وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، https://www.irna.ir/amp/83526390/