عملية كربلاء 5

لیلا حیدری باطنی
42 بازدید

في ديسمبر 1986(دی 1365ه.ش)، نُفذت عملية كربلاء 5 في الجبهة الجنوبية بقيادة حرس الثورة الإسلامية، بهدف التقدم شرق البصرة و احتلال «شلمچة». و قد أسفرت العملية عن تحطيم أقوى مواقع العدو، و تحقيق التفوق السياسي و العسكري لإيران، و كانت تمهيداً لنهاية الحرب.

و كان من أهم أهداف إيران خلال الحرب، تهديد البصرة العراقية أو حصارها أو احتلالها نظراً لأهميتها العسكرية. و بينما نفذت إيران لهذا الغرض عمليات «خيبر» و «بدر» و«رمضان»، لم تدخر العراق جهداً للحفاظ على هذه المدينة، و زادت يومياً من قدراتها العسكرية على الممرات المؤدية إليها.[1]

و قرر قادة الحرب في إيران، للحفاظ على التفوق السياسي و العسكري، جعل استراتيجية «العمليات الحاسمة» أولوية، مع التركيز بشكل أكبر على منطقة شرق البصرة في تحديد مصير الحرب.[2]

بدأت عملية كربلاء 4 في 24 ديسمبر 1986 (3 دی 1365ه.ش) بهدف احتلال مدينة «أبو الخصيب» و التقدم نحو البصرة، لكنها لم تنجح بسبب جاهزية و حذر القوات العراقية (كشف تكتيكات العملية من قبل قوات إيرانية، وجود جواسيس للعدو في المنطقة، تدخل أجهزة استخبارات أمريكية، و استخدام التحصينات و العوائق مثل إطلاق المياه) و انتهت العملية في 26 ديسمبر 1986 (5 دی1365ه.ش). و قد أعاقت هذه الإخفاقات مرة أخرى تقدم إيران في منطقة شرق البصرة (من معسكر طلائية حتى شلمچة).

و قد أثر هذا الفشل على الحفاظ على موقع إيران المتفوق بعد تحرير «الفاو» لأن العراق استعاد زمام المبادرة، و حاول من خلال حملة إعلامية واسعة تحت عنوان «فشل العملية الحاسمة» و مع تصعيد الغارات الجوية و استمرار القصف على المدن، بل و محاولته استرجاع «الفاو»، أن يغيّر لصالحه موقع القوة المتفوقة.[3]

لذلك، و لتحييد إجراءات العراق، صممت إيران عملية كربلاء 5 في أقل من أسبوعين بعد عملية كربلاء 4 و نُفّذت في 9 يناير 1987 (19 دی 1365ه.ش).[4]

اختيرت «شلمچة» بوصفها أقرب طريق لاحتلال البصرة، كموقع مناسب لتنفيذ عملية كربلاء 5. و كانت هذه المنطقة محاطة من الشمال بمنطقة غمر جنوب زيد، من الشرق بالحاجز الحدودي بين إيران و العراق، و من الجنوب بنهر «أروندرود» و«أروند صغير»، و من الغرب بقناة «زوجي» و مدينتي «تنومة» و«الحارثة» العراقية.[5]

و كان تنظيم العمليات القتالية في كربلاء 5 مركزاً على أربعة مراكز قيادة: النجف، القدس، كربلاء و نوح. و كان من المقرر أن يهاجموا تحصينات فيالق العدو الثالث و السادس و السابع بأكثر من عشر فرق، إلا أنه تم تعديل طفيف بحيث تولّت قيادة نوح مسؤولية الدعم.

أما قيادة كربلاء في محور الشمال، فقد قادها «أحمد غلام‌بور» و شملت فرق 33 المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، 10 سيد الشهداء (عليه السلام)، 19 فجر، 25 كربلاء، 31 عاشورا، 41 ثار الله، إضافة إلى لوائين 18 الغدير و 48 فتح.

و قيادة القدس في محور الوسط، كانت تحت قيادة «محمد علي جعفري» و شملت فرق 14 الإمام الحسين (عليه السلام)، 8 النجف الأشرف، 32 أنصار الحسين، 7 ولي العصر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، 27 محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، و 44 قمر بني هاشم (عليه السلام).

أما قيادة النجف في محور الجنوب، فتحت قيادة «مصطفى إيزدي» و شملت فرق 5 نصر، 17 علي بن أبي طالب (عليه السلام)، 105 قدس، 155الشهداء الخاصة، 21 الإمام رضا (عليه السلام)، إضافة إلى لواءات حضرة أبي الفضل (عليه السلام)، 29 نبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، و12 قائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف).و كان هذا التنظيم يتألف من 200 كتيبة مشاة، و 24  كتيبة مدرعة، و 22 كتيبة ميكانيكية، و24  كتيبة مدفعية.[6]

كما كان للعملية أربعة محاور: المحور الأول جناح يمين المنطقة مع لواء 18 «الغدير» و فريق 33 المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، المحور الثاني منطقة الصيد مع فرق 25 كربلاء و41  ثار الله، المحور الثالث في منطقة «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي) مع فرق 31 عاشورا و19 فجر بمساندة فريق 10 سيد الشهداء (عليه السلام)، و المحور الرابع طريق شلمچة مع فريق 10 سيد الشهداء (عليه السلام). و كان المحوران الأول و الثاني تحت قيادة مركز كربلاء، و المحوران الثالث و الرابع تحت قيادة مركزي القدس و النجف.[7]

و قد نفذت عملية كربلاء 5 تحت قيادة مقر خاتم الأنبياء (صلى الله عليه و آله) بهدف احتلال «شلمچة» و التقدم نحو البصرة، و بدأت الساعة 2 فجراً في 9 يناير 1987 (19 دی 1365) تحت الرمز «يا زهرا (سلام الله علیها)»، و استمرت حتى 27 يناير 1987 (7 بهمن 1365ه.ش).[8]

و بعد ساعات من بدء العملية في المحور الثاني، عبر فريق 41 ثار الله القناة الخاصة بتربية الأسماك و السدود الأول و الثاني، مما فاجأ العدو. كما دخلت قوات فريق 19 فجر من محورين، و دخل فريق 31 عاشورا منطقة «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي) و التحق بشرق قناة «ماهی» مع فريق 41 ثار الله (عليه السلام). كما عبرت قوات فريق 33 المهدي أيضاً السدود.

و في يوم 10 يناير 1987 (20 دی 1365ه.ش)، وصلت فرق 10 و 19 إلى قناة «هفت پل» و استولت على «الهلالي» لشلمچة و المثلث الغربي لقناة «زوجي» بينما قام فريق 19 بالتحام مع جناحيه و تنظيف المنطقة المحيطة بالجسر. كما حاول فريق 31 عاشورا الاستيلاء على رأس القناة عبر السيطرة على أحد أضلاع قناة «ماهی»(السمك).[9]

بعد أن استولى مقاتلو إيران على رأس الجسر الغربي لقناة ال«ماهی»، وهو أحد أهم محاور العملية، ألحقوا خسائر كبيرة بالجيش العراقي، و دمروا العديد من المعدات و الأسلحة الحربية. دخلت وحدات جديدة من مراكز «النجف» و «القدس» حيز العمل بهدف صد ضغط قوات العراق و فتح طريق شلمچة. و بذلك، عندما دمرت قوات فريق 19 مواقع العدو في شرق منطقة «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي)، تمكن فريق 10 من تهديد «شلمچة». كما كُلّف فريق 27 محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمساندة فريق 25 كربلاء لصد العدو في غرب قناة «ماهی».[10]

بهذا الشكل، فوجئ الجيش العراقي على محور قناة ماهی (قناة السمک) بسبب غمر المياه و عوائق الطريق، و وجّه اهتمامه نحو مناطق «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي) و جزيرة «بوارين».[11]

بدأت المرحلة الثانية من العملية في 11 يناير 1987 (20 دی ه.ش1365) بدخول جميع المراكز الثلاثة حيز العمل. و قد حوصر مقاتلو مركز كربلاء بسبب عدم التحامهم و المقاومة الشديدة لقوات العراق، للحفاظ على الرأس الجسري الذي تم الاستيلاء عليه. دخلت مراكز القدس و النجف فی «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي)، و ضمن محاولة الحفاظ على المواقع، صمّموا خطة لمواصلة العملية نحو «بوارين» إلا أن العدو، لمنع مقاومة القوات الإيرانية في منطقة «پنج ضلعی» و فتح طريق «شلمچة» من جهة، و استعادة الرأس الغربي لقناة«ماهی» من جهة أخرى، شن هجمات جوية و نيران كثيفة على طرق فجر (خلفية «پنج ضلعی») و «شلمچة»، مما وضع مواقع المدفعية الإيرانية تحت الضغط.[12]

و بذلك، في اليوم الثالث للعملية، تمكن العراق من دفع القوات الإيرانية إلى الخلف عبر إدخال فيلقين في جبهات قناة «ماهی» (قناة السمک) و «شلمچة»، لكنه فشل في الاستيلاء على القناة و جسرها. و قد واجهت محاولات العراق المتزايدة من الأرض و الجو، و التوغل في بعض المحاور مثل الأرض المثلثية في رأس قناة «ماهی»، مقاومة شديدة من إيران.[13]

في اليوم الرابع من العملية، لم يتمكّن مركزا القدس و كربلاء من الالتحام في المنطقة المثلثة خلف قناة«ماهی»، بينما تقدّم مركز النجف في جزيرة «بوارين» و منع العدو من الصمود. و كان من المقرر أن يعمل مركز كربلاء في هذا اليوم على عدة محاور بهدف الحفاظ على مواقع الجناح الأيمن و تثبيت وضع منطقة قناة «ماهی». فقد شملت مهامه: الصمود أمام العدو وتهيئة الظروف المناسبة لمركزي «القدس» و «النجف»، تنفيذ عمليات إزعاجية، السعي لتحقيق الالتحام بين محاور قناة «ماهی» و المنطقة «پنج ضلعی» (المضلع الخماسي) و تعزيز الخطوط الدفاعية. و هكذا انتهت مهمة مركز كربلاء، و أُعلن أن هدفَي مركزي القدس و النجف باتا الاستيلاء على خط «نهر جاسم» و تطهير جزيرة «بوارين». كما قبل العراق، حفاظاً على قواه البشرية، بالتخلي عن محاولة استعادة المنطقة.[14]

في اليوم الخامس، خفّ الضغط العراقي، و تمكّن لواءا النجف 8 و الإمام الحسين (عليه السلام) 14 من التوغّل في شمال منطقة نهر «دوعيجي» و في عمق العدو. و في اليوم السادس من العملية، هاجم مركز النجف بهدف الاستيلاء على مركز «قصر العراق» و جزيرة «بوارين»، لكنه لم ينجح في السيطرة على هذه المناطق. أما اليوم السابع فمرّ في حالة من الجمود على الجبهات، و مع انتهاء الجيش الإيراني من عملية كربلاء 6 في الجبهة الغربية، أصبح الاعتماد على إمكانات الجيش أولوية في خطط الحرس الثوري.

في اليوم الثامن من العملية، دخل مركز كربلاء الميدان بهدف تدمير قوات العراق في منطقة قناة «ماهی». إلا أن عدم تحقيق الأهداف و ازدياد ضغط العدو أدّيا إلى تراجع القوات. و مع ذلك، تمكنت ألوية مركزي «القدس» و «النجف» من التقدم، و اضطر العراق إلى سحب قواته نحو الخلف في نهر «جاسم». و قد استولت القوات الإيرانية على جزر المنطقة، و تمركزت شرق نهر «جاسم» و دخلت العملية مرحلة جديدة.

ابتداءً من 16 يناير 1987م (26 دی 1365هـ.ش) ارتكزت السياسة العامة للعملية إلى جانب استمرار القتال و إعادة تجميع القوات على ثلاثة أهداف أساسية: منع تثبيت و تمركز القوات العراقية غرب نهر «جاسم»، السيطرة على «سرپل» غرب هذا النهر، متابعة التقدم للوصول إلى قناة «زوجي» و تطهير المناطق المحرّرة. و بناءً على ذلك، بدأت منذ ليلة 18 يناير1987م (28 دی 1365هـ.ش) عمليات الاستيلاء على «سرپل» غرب نهر جاسم، و تقدّم العمل في 19 ینایر على نحو بطيء. فقد ركّز العدو، بعد فقدان الضفة الشرقية من نهر جاسم و سعياً للحفاظ على قواته، جهده الكامل على التمسك بالضفة الغربية مهما كلّف الأمر، مستخدماً ضغطاً نيرانياً كثيفاً.

و هكذا استمرت العمليات في هذه المنطقة حتى ليلة اليوم التاسع عشر للعملية، أي 27 يناير 1987م (7 بهمن 1365ه.ش) و في هذا الوقت، کان العراق قد خسر شرق «البصرة» حتى نهر «جاسم»، بالإضافة إلى تكبده خسائر فادحة، لكنه واصل المقاومة في تقاطع «شلمچة» و نتيجة لذلك، أضاف أكثر من مائة وحدة إلى قواته. بينما كانت إيران قد دفعت إلى الميدان خلال عشرين يوماً خمسةً و عشرين وحدة فقط. و مع ذلك، و بالنظر إلى جملة من الصعوبات، منها الدفاع الجوي العراقي الكثيف، و نيران المدفعية الشديدة، و نقص الذخيرة، و غياب الآليات الهندسية، و عدم تجديد القوات، لم يكن الاستيلاء على غرب نهر «جاسم» و قناة «زوجي» أمراً يسيراً.

نظرًا لطول أمد العملية، استلزمت الخطط المناسبة للظروف الراهنة و معالجة المشكلات القائمة وقتًا و بناءً عليه، توصّل القادة إلى أن مواصلة العمليات في ظل يقظة العدو و قدرته على توقع الهجمات، لن تُثمر نتائج حاسمة إلا إذا تم الأخذ بالاعتبار قدرة كبيرة كتعزيز تنظيم القوات المسلحة من خلال توظيف جزء من إمكانيات الجيش.[15]

و جدير بالذكر أنه مع التقدّم الكبير الذي حققته القوات الإيرانية في هذه العملية، لجأ العراق إلى استخدام القنابل الكيمياوية بهدف وقف تقدّم المقاتلين الإيرانيين.[16] كما حاول تعويض إخفاقاته عبر إطلاق المرحلة الثالثة من حرب المدن بعد يومين من بدء العملية، فبدأ بقصف مدينة «سوسنگرد» لمدة اثنين و أربعين يوماً.[17]

في عملیّات كربلاء 5، استُشهد كلٌّ من حجّة الإسلام «عبدالله ميثمي»، مسؤول مكتب ممثلية الإمام الخميني (رض) في مقر خاتم الأنبياء (ص) و«إسماعیل دقائقي» قائد لواء «بدر9»، و«حسین خرازِي» قائد الفرقة 14 الإمام الحسین‌علیه‌السلام و استشهد في العمليّات التكمیلیّة لكربلاء 5، کل من «یدالله کلهر» نائب قائد الفرقة 10، و «حسین شفیع‌زاده» قائد مدفعیّة مقرّ خاتم الأنبیاء.[18]

و بعد اختراق التحصينات الحصینة شرق البصرة، تحقّق 80٪ من أهداف العمليّة، فيما تمكّنت القوّات الإيرانيّة من تحرير 75 كيلومتراً مربّعاً من المناطق الاستراتيجيّة داخل العراق. أمّا خسائر الجيش العراقي فقد شملت تدمير40 طائرة، و 5 مروحيات، و800 دبابة و مدرّعة، و 180 مدفعاً، و 400 قطعة من المعدّات، و90 آلية هندسية، و 1000 مركبة. أمّا الغنائم فشملت 190 دبابة و مدرّعة، و20 مدفعاً من مختلف الأنواع، و250 قطعة معدّات، و 200 مركبة.[19]

 كما دمّرت القوّات الإيرانيّة 81 لواءً و كتيبة مستقلّة للعدو، و تعرّض 24 لواءً و كتيبة أخرى لأضرار بالغة. و بلغت خسائر العراق 90 ألف قتيل و جريح، إضافة إلى 2365 أسيراً.[20]

و إلى جانب النتائج الميدانيّة التي تحقّقت بفضل سرعة تحرّك المقاتلين و مفاجأة العدو سواء من حيث التوقيت (بعد مدّة قصيرة من عمليّات كربلاء 4) أو من حيث التكتيك (إذ شنّت إيران هجماتها من محورين شرقي ـ غربي و شمالي ـ جنوبي خلافاً لاتّجاه انتشار الجيش العراقي، ما اضطرّه للدفاع بتشكيلين مختلفين تماماً) كانت المكاسب المعنويّة للعملية لافتة أيضاً. فقد استعادَت إيران مكانتها السياسيّة و العسكريّة التي حقّقتها بعد تحرير «الفاو» فيما تعرّض العراق لضربة شديدة نتيجة عجزه عن استعادة شرق البصرة، و تفكّك جزء كبير من جيشه. كما أنّ إثبات قدرة إيران الميدانيّة و عجز العراق عن الصمود أمامها، دفع المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لإنهاء الحرب.[21]

وصف آية الله السيد علي الخامنئي، رئيس الجمهورية آنذاك، هذه العملية بأنها «آخر المطارق التي هوت على رأس صدام» و صرّح حجّة الإسلام «أكبر هاشمي رفسنجاني» القائد الأعلى للحرب و المتحدّث باسم المجلس الأعلى للدفاع آنذاك، بأن تقدّم المقاتلين كان «خاطفاً كالبرق و نابعاً من الشجاعة و الإقدام»‌[22]. و يروي «محسن رضائي» القائد الأسبق للحرس الثوري: «لأكثر من أسبوعين، كان العدو يقصفنا بالصواريخ و الطائرات و المدفعية ليلاً و نهاراً. و في اليوم العاشر أو الثاني عشر، التقطنا إحدى مكالمات «عدنان خيرالله» مع «صدام». فقال صدام: ماذا تفعلون؟ فأجابه عدنان: سيّدي! نحن نطلق النار من ألفي فوهة مدفع، و مع ذلك لا نحرز شيئاً»‌.[23]

حظي الانتصار في العملية بأصداء واسعة في الإعلام العالمي؛ إذ اعترفت الصحافة الدولية بتفوّق إيران في الجبهات، و وصفت عمليات كربلاء 5 بأنها «أنجح العمليات العسكرية في الحرب»، و رأت أن نهاية الحرب بانتصار إيران باتت ممكنة‌.[24]

و استكملت عمليات كربلاء 5 بعمليتين شبه موسّعتين:عملية كربلاء 6 التي نُفذت في يومي 13 و 14 يناير 1987( 23 و 24 دی 1365ه.ش) فی الجبهة الشمالية الغربية للبلاد بهدف تحرير نفت‌شهر (نفت‌شهر) و السيطرة على (نفت‌خانه) العراقية، تلتها عملية كربلاء 5 التكميلية التي بدأت في 22 فبراير 1987 (3 اسفند 1365 ه.ش) و استمرت لمدة عشرة أيام العملية التكميلية لكربلاء 5 في 22 فبرایر 1987( 3 إسفند 1365هـ.ش) و استمرت عشرة أيام، بهدف ترميم الخط الدفاعي في نهر «جاسم» و تأسيس خط دفاعي موثوق به لتأمين وضع أفضل للعمليات اللاحقة.[25]

و كانت العملية التكميلية نهايةً لسياسة «ملاحقة المعتدي»، إذ استمرّت الحرب بعد ذلك في جبهات الشمال لتهديد مدينتَي «السليمانية» و«كركوك»‌.[26]

إن النجاح في كربلاء 5 أدّى إلى الحضور العسكري الأميركي في الخليج و تدخّل أكبر من المجتمع الدولي في مسار الحرب، كما مهّد هذا النجاح الميداني لإصدار القرار 598 المتعلّق بإنهاء  الحرب.[27]


[1] . فوزي، يحيى؛ لطف‌الله‌زادگان، علي رضا، روزشمار جنگ ایران و عراق، کتاب چهل‌وسوم: زمینه‌سازی در تدارک عملیات سرنوشت‌ساز(اليوميّات الميدانية لحرب إيران و العراق – الكتاب الثالث و الأربعون: تمهيد العمليات المصيرية)، طهران: مركز دراسات و أبحاث الحرب التابع لحرس الثورة الإسلامية، 1999 (1378ه.ش)، ص 18.

[2] . عملیات کربلای5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة) طهران: مركز دراسات و أبحاث الحرب التابع لحرس الثورة الإسلامية، 2004 (1383 ه.ش)، ص 11 و 18.

[3] . دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة) ، طهران: مركز الدراسات و البحوث للحرب، حرس الثورة الإسلامية الإيراني، 1995 (1374ه.ش)، ص 23؛ حاجي خداوردي خان، مهدي،  نبرد در کانال ماهی (معركة فی قناة «ماهی»)، طهران مركز دراسات و أبحاث الحرب التابع لحرس الثورة الإسلامية ، 2014 (1393ه.ش)، ص 18؛ جمشيدي، محمدحسين؛ يزدان‌فام، محمود، روزشمار جنگ ایران و عراق، کتاب چهل ‌وهفتم: آخرین تلاش‌ها در جنوب (اليوميّات الميدانية لحرب إيران و العراق – الكتاب السابع و الأربعون: آخر المحاولات في الجنوب)،  طهران: مركز دراسات و أبحاث الحرب التابع لحرس الثورة الإسلامية ، 2002 (1381ه.ش)، ص 18؛ عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 17.

[4] . جزايري، سيد مسعود،بر بلندای شلمچه، (على قمّة شلمچة)، قم: نسيم حیات؛ طهران: صرير، 2005 (1384ه.ش)، ص 25 و 28 و 53؛ جمشيدي، محمدحسين؛ يزدان‌فام، محمود،  روزشمار جنگ ایران و عراق، کتاب چهل‌وهفتم (اليوميّات الميدانية لحرب إيران والعراق – الكتاب السابع والأربعون)، ص 18؛ عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره، (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة) ص 11.

[5] . جزايري، سيد مسعود، بر بلندای شلمچه (على قمّة شلمچة)، ص 40.

[6] . عملیات کربلای 5 درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 9–23؛ دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة) ص 45–199؛ جعفري، مجتبي، اطلس نبردهای ماندگار (أطلس المعارك الخالدة،) طهران: نوديد طراحان، 2004 (1383)، ص 127.

[7]. دروديان، محمد،  نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 71.

[8] . عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 9.

[9] . المصدر نفسه، ص 25 و 26.

[10] . حاجي خداوردي خان، مهدي، نبرد در کانال ماهی (معركة قناة «ماهی»)، ص 19 و 20؛ دروديان، محمد،  نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 73.

[11] . دروديان، محمد، دروديان، محمد، معركة شرق البصرة (معركة شرق البصرة) ، ص 73

[12] .  عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 28 و 29

[13] . المصدر نفسه، ص 33؛ دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 108 و 110.

[14]. عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 35.

[15] . المصدر نفسه، ص 37–46؛ دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 130–138.

[16] . دایرة‌المعارف انقلاب اسلامی ویژه نوجوانان و جوانان (الموسوعة الإسلامية للثورة الإيرانية الخاصة بالمراهقين و الشباب) – المجلد 3، طهران: سورة مهر، 2015 (1394ه.ش)، ص 180–182.

[17] . عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 9.

[18] . دایرةالمعارف انقلاب اسلامی (الموسوعة الإسلامية للثورة الإيرانية) المجلد 3، ص 180–182.

[19]. عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 9؛ رشيد، محسن، اطلس جنگ ایران و عراق (أطلس حرب إيران و العراق)، طهران: مركز دراسات و أبحاث الحرب التابع لحرس الثورة الإسلامية ، 2010 (1389ه.ش)، ص 77.

[20] . عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 9؛ الموسوعة الإسلامية للثورة الإيرانية – المجلد 3، ص 180–182

[21]. عملیات کربلای 5: درهم شکستن دژهای دفاعی بصره (عملية كربلاء 5: تدمير الحصون الدفاعية في البصرة)، ص 48–51؛ دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 153 و 154؛ رشيد، محسن، اطلس جنگ ایران و عراق (أطلس حرب إيران و العراق)، ص 77 و 78.

[22] . حاجي خداوردي خان، مهدي، نبرد در کانال ماهی (معركة فی قناة «ماهی»)، ص 287 و 288؛ جمشيدي، محمدحسين؛ يزدان‌فام، محمود، روزشمار جنگ ایران و عراق، کتاب چهل‌وهفتم (اليوميّات الميدانية لحرب إيران والعراق – الكتاب السابع و الأربعون)، ص 18

[23] .  ناگفته‌های عملیات کربلای 5 به روایت سردار محسن رضایی(الأسرار المجهولة لعملية كربلاء 5 برواية القائد «محسن رضائي»)، 9 ینایر 2016(19 دی 1394 ه.ش)، وكالة تسنيم للأنباء.

[24] . دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 162–164.

[25] . جمشيدي، محمدحسين؛ يزدان‌فام، محمود، روزشمار جنگ ایران و عراق کتاب چهل‌وهفتم: آخرین تلاش‌ها در جنوب(اليوميّات الميدانية لحرب إيران و العراق – الكتاب السابع  و الأربعون: آخر المحاولات في الجنوب)، ص 21؛ الموسوعة الإسلامية للثورة الإيرانية – المجلد 3، ص 182.

[26].رشيد، محسن، اطلس جنگ ایران و عراق (أطلس حرب إيران و العراق)، ص 66.

[27] . دروديان، محمد، نبرد شرق بصره (معركة شرق البصرة)، ص 195.