الشخصيات

ابوترابی، سید علی اکبر

معصومه عابدینی
12 بازدید

حجة الاسلام السيد علي أكبر أبوترابي فرد (1939 – 2000 م ) المعروف بـ " سيد المحررين " وقدوة المقاومة " في قترة الاسر التي قضاها في السجون البعثیه فی العراق لمدة عشر سنين.

ولد السيد علي أكبر عام ( 1939 م) وهويته الوطنية صادرة من قرية طايقان ضمن المحافظة المركزية(1)، ولكنه من أهل قزوين.

حصل أبوترابي على دبلوم الرياضيات من ثانوية الحكيم نظامي في مدينة قم ، ولان والده من رجال الدين فقد شجعه ليوصل دراسته في الحوزة العلمية(2)، وتنقل في دراسته الدينية بين الحوزات العلمية في مشهد وقم والنجف الأشرف، وكان من الطلاب المميزين في حوزة النجف، وقد حضردروس الامام الخميني قدس سره لفترة (3).

بدأ نشاطه السياسي ضد النظام البهلوي في (5 يونيو 1963 م)، وانتقل إلى النجف الأشرف قبل أن يتم ابعاد الامام الخميني قدس سره إليها(4).

تزوج من عائلة محمد زاده (صديقي) أحد المصرفيين في سوق طهران في عام 1967 م، وسافر مع زوجته إلى النجف الأشرف(5)، وأثناء رجوعه من النجف الأشرف إلى ايران في عام 1970 م، تم القبض بسبب حمله لرسائل الامام الخميني قدس سره ومنشوراته، وحُكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر، واستقر بعد خروجه من السجن في مدينة قم المقدسة، وكان تحت مراقبة رجال الامن (الساواك) بسبب ارتباطه مع السيد علي اندرزكوأثناء تواجده في قم وطهران(6)، وكان نشاطه السياسي مترافقاً مع دراسته وتوأماً لها.

قاد مجموعة من الشباب بعد انتصار الثورة الاسلامية لحماية قصر سعد آباد والحفاظ عليه، وكان له دور في السيطرة على ثكنة الجيش للقوات المدرعة في مدينة قزوين(7)، ولم يسمح بخروج المدرعات والأسلحة من القاعدة.

تمركز نشاط السيد أبوترابي بعد فترة من انتصار الثورة الاسلامية في مدينة قزوين، واستلم رئاسة أول لجنة في لجان الثورية الاسلامية في مدينة قزوين(8)، وتم انتخابه رئيساً للشورى بعد الانتخابات التي اجريت لاختيار أعضاء شورى المدينة في قزوين(9)

، ومع بداية الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية التحق بجبهات القتال شوقاً ، وانضم إلى مقر الحرب غير المنظمة مرافقاً للشهيد الدكتور جمران.

شارك في الاشهر الأولى للحرب في عمليات لاستعادة مرتفعات الله أكبر في جنوب البلاد وفق الخطط المعدة، ذهب في عملية استطلاع في عمق الاراضي العراقية مع ثلاثة من الافراد في ( 17 ديسمبر 1980 م) للبحث عن المعابر والطرق الممكنة لعبور القوات الايرانية المهاجمة، ولكن وقعوا بالاسر بعد محاصرتهم من قبل القوات العراقية .

وكان الظن الغالب في البداية أن السيد ابوتراب قد استشهد، وبناء على ذلك رثاه الدكتور جمران في رسالة ألم وحزن على فراق رفيق الدرب والجهاد، وعبرعن هذه الشخصية الشجاعة والمحبوبة بعدة كلمات: " أنا أشهد أن السيد على أكبر أبوترابي ضحى بكل وجوده في سبيل الله وعزة الاسلام وانتصار الثورة الاسلامية حتى الرمق الاخير من حياته".

يصف السيد أبوترابی الأيام الاولى من الأسر قائلاً: كان ياخذوننا عدة مرات من الزنازين إلى حبل المشنقة ويقومون بالعد التنازلي 1 و2 لإيهامنا بتنفيذ الاعدام لإنتزاع الاعترافات، وهذا العمل يتكرر بشكل يومي، وفي ليلة أخذونا إلى مدرسة العمارة حيث خاطب اللواء العراقي المسؤولين هناك قائلاً: "ليس من حقه أن ينام "، وفي منتصف تلك الليلة جاؤوا وثقبوا رأسي بالمسمار، لكن الضربة لم تكن من النوع الذي قتلني حتى أتخلص من الألم.
وكانت شخصيته وسلوكه في المعسكرات والسجون في العراق، والتي صاحبتها اضطهادات لا إنسانية، حازمة وثابتة لدرجة أنها أثرت حتى على الجنود والضباط العراقيين.
لقد كان السيد أبوترابي مثل الأب الحكيم والروحي والقائد لجميع الأسرى الإيرانيين الموجودين في معسكرات الأسر العراقية، وقيادته في المعسكرات العراقية مشهورة لدى جميع الأسرى الإيرانيين..

ومن جملة الأنشطة التي كان يقوم بها طوال فترة وجوده في سجون الأسر التي استمرت عشرة سنوات، تشكيل مجموعات ثقافية، واقامة الدروس التعليمية، والقاء الخطب في المناسبات الدينية المختلفة، واقامة مجالس العزاء، ودروس في شرح نهج البلاغة وشرح بعض الايات الأخلاقية في القرآن بما يتناسب مع وضع الأسر، والدعوة إلى الحفاظ على السلامة الجسدية.

عُين مسؤولاً عن معسكر الأسرى في (3 مارس 1985 م) وكان له دور مؤثر في الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المعسكر، وكان يشجع الأسرى على ممارسة الرياضة والفنون، فاستشعر الادارة البعثية الخطر من نشاطاته المؤثرة، فقامت بتبعيده إلى بغداد في ( 22 مايو 1985 م)، ولكن بعد تسعة عشر يومًا، أُعيد إلى المعسكر وبمجرد استقراره في المعسكر قام بتشجيع الأسرى على تعلم اللغات المختلفة، وفي نفس السنة دعى إلى تعيين يوم الخميس بـ " يوم صلة الأرحام"، ومن ضمن البرامج التي قام بها هي تكريم بعض الأسرى بين فترة وأخرى على جهودهم المتميزة في المعسكر، فقام العراقيون بنقله إلى المطبخ، وهناك سعى إلى إعداد الأطعمة المناسبة وتقديمها للأسرى حسب الإمكانيات المتاحة هناك، وأقنع مسؤولي معسكر الاسرى بالسماح لهم باقامة مجلس العزاء على وفاة الإمام الخميني قدس سره.

أصبح السيد علي أكبر أبوترابي بعد تحرير الأسرى في صيف عام 1990 م ممثل ولي الفقيه في شؤون الأسرى، وبعد ذلك إنتخبه أهل طهران نائباً عنهم في الدورة الرابعة لمجلس الشورى الاسلامي، حيث حاز على المرتبة الثانية من أصوات أهالي طهران، وشارك في انتخابات الدورة الخامسة لمجلس الشورى الاسلامي، وحاز على المرتبة الثالثة فيها.

في 1 يونيو 2000 م تعرض لحادث سير وهو في طريقه لزيارة مدينة مشهد توفي هو ووالده على أثرها وفارق الحياة إلى بارئه، وطالب كل من آهالي مدينة طهران وقم وقزوين بدفنه في مدنهم كل حسب استدلاله، ولكن وبحسب ماهو هو مذكور في الوصية فقد وري الثرى بجوار الامام الرضا ‌عليه السلام في باب الدخول رقم 12.(10)

  1. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض)، طهران: سوره مهر،2009 م، ص  443.
  2. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض): ص44.
  3. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص78.
  4. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص74-75.
  5. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص80-81.
  6. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص89-90.
  7. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص152.
  8. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص152.
  9. كتاب "پاسیاد پسر خاک" ( خواطر ابن الأرض):ص158-159.
  10.  خلاصة المقال من موسوعة الدفاع المقدس، المجلد الأول، طهران: 2011م ص276-281.