قاعدة خرمشهر البحرية

بقلم: محسن شیرمحمد نقله الی العربیة: سید محمود عربی
2 بازدید

تعد قاعدة خرمشهر البحرية، الواقعة في الجزء الشرقي من المدينة، أقدم منشأة للبحرية الإيرانية، وقد شاركت في مواجهة العدو خلال فترة الدفاع المقدس.

في عام 1932م، بدأت قاعدة خرمشهر البحرية نشاطها بوصول المدمرتين المدفعيين "بَبر" و"بلنك"، بالإضافة إلى 9 قطع بحرية لوجستية.[1] وفي سبتمبر 1941م، وعقب هجوم الحلفاء على إيران، قامت مدمرات بريطانية كانت متجهة نحو البصرة، بمهاجمة القطعتين "بَبر" و"بلنك"، في قاعدة خرمشهر البحرية، وأغرقتهما، كما استولت على باقي الوحدات البحرية العائمة الإيرانية.[2]

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ نشاط وتطوير القوات البحرية الإيرانية اعتباراً من عام 1947م.[3] ونظراً للوضع الجغرافي لميناء خرمشهر ووقوعه على ضفاف شط العرب، فضلاً عن وجوده عند نقطة الصفر الحدودية، فقد تم إعداد خطة لإخلاء قاعدة خرمشهر البحرية قبل الثورة الإسلامية. وبموجب هذه الخطة، تم إجلاء الوحدات البحرية من خرمشهر وإرسالها إلى قاعدتي بوشهر وبندر عباس.

بعد انتصار الثورة الإسلامية، عادت الوحدات البحرية العائمة إلى قاعدة خرمشهر تدريجياً بدءاً من أوائل عام 1979م، وذلك لعدم توفر المساكن والمرافق اللازمة لأفرادها في القواعد الجديدة، وكذلك بسبب نقص الأرصفة في بوشهر نتيجة لوصول الفرقاطات من فئة "بیکان".[4]

وبعد الثورة، بدأت مؤامرات العناصر المعادية لها، لا سيما في خوزستان وخرمشهر، بدعم من نظام البعث. وفي مايو/يونيو 1979م، تصدّى مغاوير القاعدة البحرية في خرمشهر لأعمال شغب "خلق العرب" في المدينة، مما أدى إلى استعادة الهدوء.[5]

في فبراير 1980م، وفي أعقاب فيضان في خوزستان، قدمت قاعدة خرمشهر البحرية المساعدة للمتضررين باستخدام القوارب والمروحيات والأفراد.[6] وفي 21 أبريل 1980م، ومع تصاعد الاعتداءات الحدودية العراقية، تم تشكيل مركز عمليات "أروند" التابع للفرقة المدرعة 92 في الأهواز (الجيش) للدفاع عن خرمشهر. تم وضع هذا المركز في قاعدة خرمشهر البحرية، ووضعت تحت إمرته كتيبة الدعم 151، وفوج الجندرمة في عبادان، ووحدات من الكتائب 156 و221 و293 من الفرقة 92 (الجيش)، بالإضافة إلى ثلاث بطاريات مدفعية من مجموعتي المدفعية 22 و55.[7] ومع ذلك، لم تكن البحرية الإيرانية موافقة على تمركز هذا المركز في هذا الموقع بسبب قربه من الحدود العراقية.[8]

في 28 أغسطس 1980م، أصبح العميد البحري حکمت جوادي قائداً لمركز عمليات "أروند".[9] ومع تزايد احتمالية الاشتباك مع العراق، طلب من طهران إمداده بأسلحة ثقيلة.[10] وفي 13 سبتمبر 1980م، تم إرسال مجموعة من الكوماندوز البحري إلى خرمشهر.[11] وفي 15 سبتمبر 1980م، ونتيجة لزيادة الهجمات الحدودية العراقية، تم إرسال السفن القتالية التابعة لقاعدة خرمشهر، بما في ذلك الفرقاطات "كيوان" و"تيران" و"ماهان" و"مهران" والناقلة "بايندر"، من خرمشهر إلى ميناء الإمام الخميني.[12] ومع ذلك، لم تتمكن قطعتان بحريتان لوجستيتان هما "لنكه" و"هرمز"، والسفينة الملكية "كيش" من مغادرة الميناء، ومع بداية الحرب المفروضة، تم تدميرها وإغراقها من قبل قوات العدو.[13]

في 16 سبتمبر 1980م، تم إرسال مجموعة من مشاة البحرية من قاعدة بوشهر إلى خرمشهر، مصحوبة بأفراد متخصصين في استخدام المدافع عيار 106 ملم وقاذفات الهاون عيار 81 ملم.[14] وفي 19 سبتمبر 1980م، تصاعد نشاط القوات البحرية العراقية في شط العرب،[15] حيث أعلنت الحكومة العراقية أن جميع السفن التي تمر عبر النهر يجب أن تبحر تحت العلم العراقي.[16]

في 20 سبتمبر 1980م، وقع اشتباك في شط العرب (الذي يقع ضمن منطقة نفوذ قاعدة خرمشهر) بين السفن الإيرانية والفرقاطات العراقية، مما أدى إلى غرق فرقاطة عراقية وأخرى إيرانية.[17] كما جنحت سفينة عراقية وفرقاطتان صاروخيتان وفرقاطة تابعة لخفر السواحل عراقية.[18]

في 21 سبتمبر 1980م، تعرضت القاعدة البحرية في خرمشهر لقصف مدفعي عراقي،[19] مما أدى إلى قطع جميع شبكات الاتصال مع الوحدات البحرية العائمة في البحر.[20] كما استهدف العدو فرقاطة بحرية إيرانية قرب جزيرة مينو، مما أدى إلى إغراقها.[21] وفي نفس اليوم، أُغلق مطار عبادان وجميع رحلاته أُلغيت.[22] وفي اليوم نفسه، صدرت الأوامر للقاعدة البحرية في خرمشهر بوضع جميع الوحدات البحرية العائمة المعادية في شط العرب تحت نيران المدفعية،[23] ومنع عبور أي سفينة إلى الموانئ العراقية.[24]

يوم 22 سبتمبر 1980، عقب شن العراق لهجوم واسع النطاق، كانت قوات قاعدة خرمشهر البحرية من بين  الوحدات الاولی  التي دخلت في مواجهة مباشرة مع العدو. في هذا اليوم، تعرضت الفرقاطات (زوارق بطول 65 قدمًا) المتمركزة في قاعدة خرمشهر  تم استهدافه لنیران العدو ،[25] في حين قامت منظومات الدفاع الجوي المتمركزة في قاعدة خرمشهر البحرية بصد الهجمات الجوية التي شنها العدو.[26]

مباشرة بعد الهجوم العراقي، تم إرسال كتيبة من المغاوير البحرية بقيادة العميد البحري هوشنك صمدي من قاعدة بوشهر إلى خرمشهر، حيث اشتبكت مع العدو إلى جانب القوات المسلحة الأخرى.[27] قاومت هذه الكتيبة حتى يوم 14 أكتوبر 1980م، ثم تم استبدالها بكتيبة المغاوير البحرية من منجيل.[28]

وتولى العميد هوشنك صمدي قيادة قاعدة خرمشهر البحرية من 14 حتی 26 أكتوبر 1980م،[29] ثم خلفه العميد خليل أحمدي.[30] بعد سقوط خرمشهر، تمركزت قوات المغاوير البحرية في قاعدة خرمشهر الواقعة على الضفة الشرقية لنهر كارون، وواصلت الدفاع عن المنطقة.[31] وفي شهر نوفمبر 1980م، اشتبك هؤلاء الأفراد في منطقة ذوالفقاري (عبادان) مع وحدات أخرى من الجيش وحرس الثورة، ومنعوا تسلل العدو إلى جزيرة عبادان.[32]

في صباح 24 مايو 1982م، وضمن المرحلة الأخيرة من عملية "بيت المقدس"، قامت قوات المغاوير البحرية التابعة لقاعدة خرمشهر بعبور نهر كارون ودخول مدينة خرمشهر.[33] وفي عملية "والفجر 8" 1985م، التي نفذها الحرس الثوري للسيطرة على شبه جزيرة الفاو، تولت قاعدة خرمشهر البحرية مسؤولية تدريب الغواصين.[34] ومنذ عام 1985م، وعقب عملية "والفجر 8" وحتى نهاية الحرب المفروضة، تولى الحرس الثوري مسؤولية العمليات في جنوب خوزستان.

وبعد الحرب، واصلت قاعدة خرمشهر البحرية نشاطها في معسكرين: خرمشهر وبهمنشير، وتم تغيير اسمها ليصبح "قاعدة شهداء المغاوير البحرية". ويتولى العميد البحري سيد مرتضى درخوران قيادتها حالياً.[35]

 

[1] گروه اساتید معارف جنگ، معارف جنگ، طهران، منشورات إيران سبز، 1393

[2] المصدر نفسه، ص 444.

[3] المصدر نفسه.

[4] المصدر نفسه.

[5] جعفري جبلی، علی ومنصورى، مجید. “تقویم تاریخ دفاع مقدس نداجا: زمینه‌های بروز جنگ”، المجلد 1، طهران، دفتر پژوهش‌های نظری و مطالعات راهبردی نداجا، (مكتب الدراسات النظرية والبحوث الاستراتيجية للقوة البحرية للجيش "نداجا")، 1388 هـ. ش. (2009 م)، ص 154، 155، 175.

[6] المصدر نفسه، ص 164، 165.

[7] المصدر نفسه، ص 225-226.

[8] المصدر نفسه، ص 239.

[9] المصدر نفسه، ص 285.

[10] المصدر نفسه، ص 296.

[11] المصدر نفسه، ص 307، 308.

[12] المصدر نفسه، ص 318.

[13] گروه اساتید معارف جنگ، المصدر نفسه، ص 444.

[14] جعفري جبلی، علی ومنصورى، مجید. المصدر نفسه، ص 323.

[15] بهروزی، فرهاد. “تقویم تاریخ دفاع مقدس نزاجا: آخرین روزهای صلح”، المجلد 1، طهران، مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1384 هـ. ش. (2005 م)، ص 428.

[16] المصدر نفسه، ص 429.

[17] حسینی، السید یعقوب. “عملیات پدافندی اروند در مهر و آبان 1359، (عمليات الدفاعية في نهر أروند في شهري مهر وآبان 1359”)، طهران، إيران سبز، 1397 هـ. ش. (2018 م)، ص 262.

[18] جعفری جبلی، علی ومنصورى، مجید. المصدر نفسه، ص 349.

[19] حسینی، سید یعقوب. المصدر نفسه، ص 262.

[20] جعفری جبلی، علی ومنصورى، مجید. المصدر نفسه، ص 390.

[21] بهروزی، فرهاد. المصدر نفسه، ص 455.

[22] جعفری جبلی، علی ومنصورى، مجید. المصدر نفسه، ص 367.

[23] المصدر نفسه، ص 372.

[24] المصدر نفسه، ص 399.

[25] «من جعفر برمکی بودم ـ خاطراتی از دریادار دوم تکاور داریوش ضرغامی از روزهای اول جنگ در خرمشهر»، (كنت جعفر برمكي - ذكريات من الأدميرال الثاني من قوات الكوماندوز داریوش ضرغامي عن الأيام الأولى للحرب في خرمشهر)، 10 فروردين 1395 هـ. ش. (30 مارس 2016 م)، www.farmande.tv/?p=39436.

[26] كريمي، قاسم. “دفاع از خرمشهر”، طهران، إيران سبز، 1395 هـ. ش. (2016 م)، ص 156.

[27] یاحسینی، السید قاسم. “تکاوران نیروی دریای در خرمشهر”، طهران، سوره مهر، 1393 هـ. ش. (2014 م)، ص 123.

[28] حسینی، السید یعقوب. المصدر نفسه، ص 156.

[29] المصدر نفسه.

[30] المصدر نفسه، ص 186.

[31] موقع التاريخ الشفوي، 17 آذر 1398 هـ. ش. (8 ديسمبر 2019 م)، www.oral-history.ir/?page=post&id=8929.

[32] یاحسینی، السید قاسم. المصدر نفسه، ص 249.

[33] المصدر نفسه، ص 268.

[34] گروه اساتید معارف جنگ، المصدر نفسه، ص 454.

[35] «پایگاه دریایی خرمشهر شناسنامه نیروی دریایی ارتش است» (القاعدة البحرية بخرمشهر هي بطاقة تعريف البحرية للجيش)، وكالة أنباء إيلنا، 9 مرداد 1399 هـ. ش. (30 يوليو 2020 م)، www.ilna.ir3/947368.