الشخصيات
آرمان محمد
16 بازدید
محمد آرمان ( 1964 – 1987 ) نائب قائد كتيبة خيبر للهندسة في مؤسسة جهاد البناء لمحافظة كرمان أثناء فترة الدفاع المقدس.
ولد محمد آرمان في مدينة جيرفت في نوفمبر1964، وكان والده عاملا عادياً، وكان يلاقي صعوبة في تأمين المصاريف المعيشية لعائلته المكونه من سبعة أفراد بسبب الاوضاع المالية، مما اضطره للهجرة من مدينة جيرفت إلى قرية دشتکوچ، وكان عمر محمد حينها سنتين، وبعد فترة اضطر والد محمد وأخويه الكبيرين للعودة إلى مدينة جيرفت لمواصلة التعليم الدراسي وكان عمر محمد وقتها ستة سنوات.
توفى والده وهو في الرابع الابتدائي، فزادت حياة العائلة صعوبة، واستطاع بمساعدة أمه والعمل بعد فترة الدراسة أن ينهي مرحلتی التعلیم الابتدائية والمتوسطة .
ارتبط محمد آرمان في فترة المراهقة بأحد مساجد مدينة جيرفت بواسطة أحد أساتذته، وبدأ يتردد على المسجد بشكل مستمر، وخلال فترة ارتباطه بالمسجد تكفل بتوزيع صور الامام الخميني، وانضم مع أخيه إلى مظاهرات أهالي قرية دشتكوج المناهضة لحكومة النظام البهلوي، وقاما بحرق مركز لبيع المشروبات الكحولية في مدينة جيرفت.
كان يحب رياضة المصارعة وكرة القدم، وقد أحرز تقداً ملموساً في رياضة المصارعة.
استمر نشاطه بعد انتصار الثورة الاسلامية في مكتب للحزب الجمهوري في مدينة جيرفت، وكان يواصل عمله في المكتب إلى وقت متأخر بالليل.
بعد مضي سنة على بداية الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية، التحق بقوات التعبئة وأصبح عضواً فيها - وهو في أول ثانوي – وبعدها أرسلوه إلى محافظة خوزستان، وشارك في علميات الفتح المبين، حيث أصيب بشظية، واحترقت يده بسبب اشتعال حشوة القاذف آر بي جي، ونقل على الفور إلى المستشفى الواقع في مدينة يزد، وبعد تحسن صحته نسبياً نُقل إلى مدينة جيرفت لتلقي العلاج المناسب. ليصبح عضواً في مؤسسة جهاد البناء في محافظة كرمان.
يتكررحضور محمد في الجبهات بشكل مستمر، ويتصدى للخدمة في مختلف الاعمال، ففي عمليات رمضان استلم مهمة الاتصالات اللاسلكية، وفي عمليات والفجر التحضيرية كان من ضمن جهاد البناء، وفي عمليات خيبر كان رسولا، حيث أصيب خلال هذه العمليات، وشارك في عمليات بدر والفجر 8 وكربلاء 5.
وفي أثناء عمليات منطقة شلمجه، تم اعطاء المهمات الصعبة للوحدة الهندسية في جهاد البناء، حيث كان محمداً نائباً لقائد الدعم الحربي في جهاد البناء التابع لمحافظة كرمان.
كان يتميز بالجرأة وعدم الخوف، ففي جزيرة مجنون - مع كونه مسؤولا - كان منشغلاً مع زملائه في تهيئة الطريق تحت مرمى نيران العدو، ويساهم في رفع معنويات الاخرين.
كان شخصاً متميزاً في الحرب باعتراف أصدقائه و وزملائه المقاتلين، ففي الوقت الذي يؤدي مهامه ويمارس مسؤوليته يتحول إلى مسعف تارة وأخرى إلى سائق سيارة الاسعاف، ويغطي أي عمل يحتاجه الميدان.
كان يتمتع بخبرة خاصة في تحديد مسارات الطلقات النارية من خلال أزيزها، وقد رُويت عنه الكثير من القصص والذكريات.
استطاع محمد الحصول على شهادة الدبلوم في الاقتصاد بالاستفادة من العطل الصيفية وبقية الفرص المتاحة، وقد درس بعض الدروس الحوزوية في سنة 1985 ميلادي لفترة محدودة، تزوج في أواخر العام 1985 ميلادي، وبعد مضي اسبوعين من زواجه التحق مجدداً بالجبهات.
اُقترح عليه التصدي لادارة الخدمات الزراعية في مدينة جيرفت بعد اصابته بجراحات في احدى العمليات، ولكنه لم يقبل بذلك بعد أن استشار المسؤولين في جهاد البناء, وعاد مجدداً للجبهات.
استشهد محمد في شهر سبتمبرمن العام 1987 ميلادي في جزر مجنون بعد تعرضه لقذيفة دبابة أثناء قيامه بشق طريق مقابل خندق الكمين .
قرر محمد قبل استشهاده العزم على السفر مع عائلته وأخواته وعوائلهم وأولادهم إلى مدينة الأهواز والاستقرار هناك.
رجع محمد آرمان إلى منزله قبل ليلة من استشهاده، وأخذ طفله الوحيد رضا وعمره عدة أشهر، فاصطحبه إلى مقر عمله حتى يشاهده أصحابه،وعندما عاد إلى منزله اجتمع بعائلته اجتماعاً عاطفياً، وأوصاهم بأمه خيراً.
وكانت آخرعبارة يرددها أثتاء شهادته بحسب نقل المقربين منه " يازهراء".[1]
[1] خلاصة المقال من موسوعة الدفاع المقدس، المجلد الأول، طهران، مركز موسوعة معهد أبحاث العلوم وتعليم الدفاع المقدس 1390، ص141 و 142.