الشخصيات

آقاسی زاده شعرباف، حسن

13 بازدید

حسن آقاسي زاده شعر باف (1959 – 1987) كان المعاون الفني والهندسي لمقر قيادة خاتم الانبياء ‌صلی الله علیه و آله في فترة الدفاع المقدس للحرب المقروضة على الجمهورية الاسلامية.

ولد في مدينة مشهد بتاريخ  1959 م، كان من الطلاب المجتهدين والمتفوقين في الدراسة، كان ملتزماً بوظائفه وواجباته الدينية ويشارك في المحافل الدينية منذ فترة شبابه، وكان يطالع ويقرأ في كتب الشهيد مطهري والرسالة العملية للامام الخميني قدس الله سرهما، تعرض عدة مرات للضرب والشتم من قبل رجال الأمن والشرطة في مرحلة دراسته الثانوية بسبب توزيعه لاشرطة التسجيل المتعلقة بالإمام الخميني قدس سره ورسائله للشعب الايراني.

ومع تصاعد أحداث الثورة والاحتجاجات الشعبية ضد النظام البهلوي تم اختياره ليواصل تعليمه خارج البلاد بعد حصوله على شهادة الدبلوم، حيث انتقل إلى كندا بعد أخذ موافقة ممثلية الامام الخميني قدس سره في مدينة قم واستشارة والده ومجموعة من المثقفين.

وعندما هاجر الامام الخميني قدس سره من العراق إلى باريس كان آقاسي زاده طالبا جامعياً في جامعة تورنتو بكندا ضمن تخصص مهندس بناء، انتقل إلى باريس هو ومجموعة من الجامعيين المتواجدين في كندا ليقوموا بحراسة بيت الامام الخميني قدس سره لمدة أربعة عشر يوماً، إضافة لقيامه بالترجمة للصحفيين.

خاطب الامام الخميني قدس سره آقاسي زاده وأصدقاءه بعد أن اطلع على أوضاعهم الدراسية المتميزة قائلاً: "سنحتاج إليكم بالمستقبل القريب، أنهوا دراستكم بسرعة لتكونوا بديلاً عن الكوادر الطاغوتية"، حيث عاد بعدها إلى كندا.

أنهى آقاسي زاده رسالة الماجستير بتخصص " بناء الجسور"، واختار موضوع رسالته للماجستير بناء لحاجة القوات القتالية الفنية " منصات الصواريخ"، وحصل على العلامة الكاملة في دفاعه عن الرسالة والمرتبة الأولى على دفعته.

اطلعت صحيفة الغاردين على خبر تفوقه فاجرت لقاء صحفي معه، ونشرت اللقاء في الصحيفة، وعرضوا عليه البقاء في كندا في نفس الوقت براتب مغري، ولكن آقاسي زاده رفض العرض وأجابهم: "بأنه مديون لشعبه وعليه العودة إلى ايران لخدمة وطنه".

عندما سيطر الطلبة الجامعيون السائرون على خط الامام على وكر التجسس الامريكي (السفارة الامريكية في طهران) وطالبوا بتسليم الشاه وارجاعه إلى ايران كان آقاسي زاده في كندا، تعرضت ايران لجهوم اعلامي خارجي لتشويه حركة الطلاب وأهدافها، والضغط عليها ايران، فقام آقاسي زاده في لقاءاته مع الصحف الكندية بتوضيح وشرح أهداف الطلبة الجامعيين من السيطرة على السفارة الامريكية، وكانت هذه اللقاءات الصحفية مؤثرة جداً في ابطال أهداف الحملة الاعلامية الغربية المضادة.

عاد آقاسي زاده إلى ايران في عام 1982 م وتزوج، وانضم في البداية إلى جهاد البناء، واستمر بالعمل ستة أشهر برفقة زوجته، حيث انتقل إلى مدينة خوف من مدن خراسان الجنوبية ليكون في خدمة الشعب، وبعد ذلك انتقل للعمل في قوات الحرس الثوري ضمن قسم الهندسة القتالية.

تم تكليفه بإنشاء مقر قيادة الصراط المستقيم وخاتم الأنبياء ‌صلی الله علیه و آله  للاستفادة القصوى والمطلوبة من امكانيات الوزارات في شؤون الحرب، بناء على ما أبرزه من جدارة وقدرة وعلاقة عميقة على أداء المهام المختلفة التي أوكلت له، وقبل التصدي لمسؤولية المعاون الفني والهندسي لمقر خاتم الانبياء ‌صلی الله علیه و آله.

كان آقاسي زاده مشرفاً بشكل مباشرعلى بناء عدة مشاريع منها: مستشفيات فاطمة الزهراء ‌سلام الله علیها، والامام الرضا ‌علیه السلام، وانشاء القواعد الصاروخية، والقواعد العسكرية، والمشاريع الهندسية الضخمة المؤثرة على نتائج الحرب بشكل كبير، وكذلك شارك في انشاء السدود الترابية وقنوات للتحكم بمسار المياه، والسواتر الدفاعية وانشاء الطرقات الداعمة خلف الجبهات، وتركيب الجسور الثابتة والعائمة.

في عمليات والفجر 8 تعرضت منطقة الفاو ونهر آروند لهجوم جوي واسع من قبل الجيش البعثي، حيث قصفوا كل الجسور التي تربط القوات الايرانية من مصب الخليج الفارسي إلى المحطة 7 آبادان على نهر آروند، ولم يهدأ بال المهندس آقاسي زاده حتى قام بالمساعدة في اصلاح الجسوروترميمها، وتحريك الاجزاء العائمة من مكان لآخر كجندي عادي بشكل سريع ليتمكن القادة من نقل القوات المساندة إلى الخطوط الأمامية للقتال.

وعندما حاصرت القوات العراقية مجموعة من المقاتلين في عمليات كربلاء 5 اضطر للعمل بشكل متواصل ليلا ونهاراً لاحداث جسر لتتمكن القوات من عبور النهر، ومن شدة الارهاق والتعب نام على الجسر وسقط في النهر، فقام رفاقه بإنقاذه من الغرق أو وقوعه في أسر القوات العراقية.

شارك حسن آقاسي زاده في عمليات رمضان، محرم، خيبر، والفجر 1 إلى 9، وعمليات كربلاء 1 إلى 9، وعمليات والفتح والنصر، وجُرح خلالها خمس مرات، وتعرض لاصابة خطيرة في الظهر، ولم يجد فرصة متواصلة لتلقي العلاج المناسب.

كتب آقاسي زاده في 2  يوليو 1986 م وصية طويلة عندما أرد الذهاب للحج، حيث حمد الله وأثنى عليه وشكره على ارسال الانبياء وهداية الأئمة ‌علیهم السلام، وأثنى على قيادة الامام الخميني قدس سره، وشكر الله على نعمة تواجده مع المقاتلين، والتوفيق للتوبة من الذنوب و المعاصي، وادراك معارف الحج، وبعدها قدم الشكر لوالديه، وفي قسم آخر من الوصية ذكر زوجته قائلاً: إن أفضل ذكرى لدي عنها أنها شاركتني في جميع المحن والمصاعب الوحدة التي واجهتني، وإن من دواعي العزة والافتخار لنا أن يكون كل هذا الجهد والعناء في سبيل الاسلام والدفاع المقدس، وبعد وفاتي، ينبغي لمن يحبني أن يحبها ويخدمها".

ذهب آقاسي زاده في تاريخ 20  أكتوبر 1987 م إلى منطقة العمليات في ماووت السليمانية في العراق أثناء عمليات النصر 8، وفي أثناء قيادته السيارة ليلاً وأنوارها مطفأة  سقطت صخور ضخمة بسبب قصف مدفعي على سفح الجبال المطلة على الطريق، فاصابت إحداها السيارة فانحرفت عن الطريق وسقطت في منحدرعميق، فاستشهد على أثرها آقاسي زاده.[1]

خلف الشهيد حسن آقاسي زاده ثلاثة من الاولاد : حجت وزينب وزهراء.

دفن جثمان الشهيد في صحن الحرية ضمن حرم الامام الرضا ‌علیه السلام بعد تشييعه في مدينة مشهد المقدسة.

 

[1] خلاصة المقال من موسوعة الدفاع المقدس، المجلد الأول، طهران، مركز موسوعة معهد أبحاث العلوم وتعليم الدفاع المقدس.2011 م ص:186 - 188.