شاهپور بختیار

سجاد نادری‌پور
14 بازدید

شاهپور (شاپور) بختیار كان آخر رئيس وزراء في عهد حكم البهلويين، و قد وقف إلى جانب «صدام حسين» خلال الحرب المفروضة على إيران و سخر إمكاناته كلها لمواجهة الجمهورية الإسلامية.

 ولد شاهبور بختیار عام 1915(1294ه.ش)[1] في منطقة بختياري الإيرانية. أتم دراسته الابتدائية في «شهركرد» و «أصفهان» ثم حصل على شهادة الثانوية العامة في تخصص الرياضيات من المدرسة الفرنسية في بيروت.[2] و في ربيع عام 1939(1318ه.ش) نال دبلوم العلوم السياسية و درجة الليسانس في الفلسفة و الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا.[3]

تزوج بختيار سنة 1939 (1318ه.ش) من امرأة فرنسية، و في العام التالي (1940) انضم طوعا إلى الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية.[4] و بعد نهاية الحرب، حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس، و كذلك على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون.[5]

بدأ بختيار نشاطه السياسي عام 1942(1321ه.ش) بانضمامه إلى حزب إيران و مع تأسيس الجبهة الوطنيّة و صعود حكومة «مصدّق» بدأ بالتعاون مع هذا الحزب.[6] و في عام 1949(1328ه.ش) أصبح عضوا في اللجنة المركزية لحزب إيران، ثم انتخب في يونيو1950(خرداد 1329ه.ش) عضوا في المجلس المركزي للجبهة الوطنية.[7]

استمر بختيار في نشاطه السياسي حتى عام 1964(1343ه.ش) بصفته أحد المعارضين البارزين لحكومة «بهلوي» ما أدى إلى فشل محاولتين لدخوله مجلس الشورى الوطني، و اعتقاله ثماني مرات بتهمة النشاط ضد النظام الملكي.[8] و مع تصاعد الخلافات بينه و بين أعضاء حزب إيران سنة 1964، تم تهميشه سياسيا، اتجه إلى ممارسة الأنشطة الاقتصادية.[9]

في عام 1977(1356ه.ش)، عاد «شاهپور بختيار» إلى الساحة السياسية الإيرانية بعد أن وجّه رسالة نقدية إلى «محمدرضا پهلوي» و وقّعها معه كل من «كريم سنجابي» و«داريوش فروهر».[10]تمثلت أبرز نشاطات بختيار في تلك الفترة في المجال الإعلامي، مثل إصدار البيانات و المقابلات الصحفية و الحوارات التلفزيونية التي جعلته في موقع المتحدث باسم الجبهة الوطنية الإيرانية.

في ديسمبرعام 1978، توصّل «محمد رضا پهلوي» إلى اتفاق مع بختيار عبر «ناصر مقدم» (رئيس جهاز السافاك) لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضيه، فحصل بختيار على ثقة مجلس الشورى الوطني و عيّن رئيسًا للوزراء.[11] و بقي في منصبه حتى 11 فبراير عام 1979(22 بهمن 1357 ه.ش).

بعد انتصار الثورة الإسلامية، اختبأ بختيار في إيران لمدة ستة أشهر، ثم غادرها في يوليو 1979(تیر1358ه.ش) مستخدماً جواز سفر فرنسياً باسم "فرانسوا"، أعدّه له «ميشيل بونياتوفسكي» وزير الداخلية الفرنسي الأسبق.[12]

في فرنسا، حظي بختيار بدعم كامل من الأجهزة الاستخباراتية الغربية و تلقى تمويلاً من الدوائرالصهيونية لمتابعة مؤامراته ضد الجمهورية الإسلامية [13]و منذ وصوله إلى باريس، أسس مقرًا كان نقطة التقاء للملكيين و الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية المناهضة للثورة الإسلامية.

و في مارس 1980(1358ه.ش) سافر بختيار إلى العراق برفقة «غلام علي أويسي» (الحاكم العسكري لطهران في عهد بهلوي) و العميد «جواد معين زاده» (عضو جهاز السافاك). وافقت الحكومة العراقية على تزويدهم بكافة الإمكانات لتأسيس محطة إذاعية موجهة ضد الثورة الإسلامية، و هكذا وُلدت إذاعة "صوت إيران الحرة".[14]کانت هذه الإذاعة تهدف إلى بث الدعاية لفصل الشعب و القوات المسلحة عن النظام الإسلامي، و تهيئة الأجواء لانتصارات العراق في الحرب المفروضة.[15]

واحد من أهم التحركات التي قام بها «بختيار» في الأشهر التي سبقت العدوان العراقي على إيران كانت التخطيط و التمويل لانقلاب «نقاب» الذي استهدف إسقاط الجمهورية الإسلامية في ديسمبر 1979م (آذر1359ه.ش).[16]لعب ضباط الاستخبارات العراقية دوراً بارزاً في هذا الانقلاب.

[17]التقى بختيارمع الرائد الطيار «فرهاد نصيرخاني» و «منوچهر قرباني‌فر» (من قادة انقلاب نقاب) بصدام حسين، و قدموا له خطة العملية و أسماء المشاركين فيها. و قد وعدت الحكومة العراقية بختيار بتقديم الدعم المالي و السياسي و العسكري و اللوجستي الكامل للانقلاب، و بالاعتراف بالحكومة الجديدة في حال نجاحه.

عشية العدوان العراقي على إيران، صرّح بختيار في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بتاريخ 24 يوليو1980(2 مرداد 1359ه.ش) قائلاً: «نتعاون مع كل من يساعد في إسقاط حكم الملالي، و سنحلّ خلافاتنا مع صدام حسين بعد سقوط الجمهورية الإسلامية».[18]و مع بدء الحرب العراقية ضد إيران، أعلن بختيار دعمه لنظام البعث[19]و وجّه رسالة إلى صدام قال فيها:«اسحقوا إيران، لا بأس أن يُقتل مليون أو مليونان من الإيرانيين».[20]

كانت وزارة الخارجية البريطانية ترى أن أحد العوامل التي أدت إلى الهجوم المتسرع للعراق على إيران، كان المعلومات الخاطئة التي قدمها بعض الإيرانيين الهاربين، و منهم «شاهپور بختيار» إلى بغداد، و التي زعمت أن إيران في تلك المرحلة غيرقادرة على خوض حرب أو الصمود فيها.[21]

كان بختيار يعتقد أنّ هجوم العراق على إيران سيؤدي إلى انهيار الجيش الإيراني خلال أسبوع واحد، و أنّ الثورة الإسلامية ستسقط في غضون شهر.[22] على أن يتولّى هو إدارة المناطق الإيرانية المحتلة. [23]

كان بختيار في أحاديثه للصحافة يُعلن دعمه للعراق، و يدّعي أن إيران هي التي بدأت بالهجوم على العراق. كما صرّح بوضوح بوجود مصالح مشتركة بينه و بين «صدام حسين» في مواجهة الجمهورية الإسلامية.[24] و في 23 يناير 1983(3 بهمن 1361) و خلال مقابلة مع صحيفة «السياسة» الكويتية، أنكر بختيار تبعية الجزر الثلاث «طنب الكبرى» و «طنب الصغرى» و«أبو موسى» لإيران و اعتبر النزاع حولها مع دول الجوار بلا فائدة[25].

كما كان بختيار مستشاراً لصدام في إدارة الحرب المفروضة؛ إذ اقترح على العراق قصف جزيرة «خارك» لقطع عائدات النفط الإيرانية.[26]

لم تقتصر علاقات «بختيار» مع النظام البعثي العراقي على النشاطات السياسية فحسب، بل شملت التعاون الاستخباراتي و العسكري أيضاً. ففي بداية الحرب المفروضة، دعا «صدام» المعارضين الإيرانيين إلى التواجد في جبهات القتال خلف القوات العراقية لتشكيل حكومة في المناطق الإيرانية المحتلة.[27]

كما كان ضباط جيش النظام البهلوي الذين عملوا تحت إشراف «بختيار» متواجدين بين القادة العراقيين.[28] لتقديم المشورة العسكرية لهم. من الأنشطة الأخرى لعناصر بختيار القيام بالدعاية بين الأسرى الإيرانيين لاستمالتهم للانقلاب على إيران، إلى جانب تنفيذ أعمال تخريبية داخل البلاد.[29]

واصل بختيار أنشطته المعادية للجمهورية الإسلامية حتى بعد انتهاء الحرب المفروضة. فعلى سبيل المثال، في الأيام الأخيرة من عام 1990(1368ه.ش) دعا بختيار الشعب الإيراني إلى الخروج إلى حدائق المدن للاحتجاج على الحكومة الإيرانية، و الاستماع إلى رسالته التي قال إنها ستُبث عبر محطات «راديو إيران» في 20 مارس 1990(1368ه.ش).[30]

و في هذه الفترة، كان بختيار يواجه أيضاً مخاطر من معارضيه. ففي أغسطس 1980(مرداد 1359ه.ش) حاولت مجموعة مكوّنة من ثلاثة أشخاص يحملون جوازات سفر سورية و لبنانية و فلسطينية دخول منزله في ضواحي باريس، إلا أن محاولتهم لاغتياله باءت بالفشل و أخيراً، في 6 أغسطس 1991(15مرداد 1370ه.ش) قُتل بختيار في منزله بضواحي باريس، و دُفن في مقبرة «مون‌پارناس» في العاصمة الفرنسية.[31]


[1] . عاقلی، باقر، شرح حال رجال سیاسی و نظامی معاصر ایران(سيرة الرجال السياسيين و العسكريين المعاصرين في إيران) المجلد 1، طهران: دار النشر «گفتار–علم» 2001، ص 282.

[2] . سفري،محمد علي، قلم و سیاست - سرگذشت رژیم شاهنشاهی در آخرین روزها( القلم و السياسة – تاريخ النظام الشاهنشاهي في أيامه الأخيرة) المجلد 4، طهران: دار النشر پروين–نارمك، 2001، ص 171.

[3] . نفس المصدر.

[4] . نفس المصدر، ص 171–172.

[5] . عاقلي، باقر، نفس المصدر.

[6] . صناعي، محمد حسن، «شاهپور بختیار»، المجلة الفصلية للدراسات التاريخية، السنة 2، العدد 6، ربيع 2005، ص 5.

[7] . نفس المصدر.

[8] . نفس المصدر.

[9] . نفس المصدر، ص 20.

[10] . نفس المصدر، ص 22.

[11]. پورآرین، فؤاد، اقدامات دولت شاهپور بختیار برای مهار انقلاب اسلامی ایران (إجراءات حكومة «شاهپور بختیار» للحد من الثورة الإسلامية في إيران)، مجلة متين البحثية، العدد 46، 2010، ص 7.

[12]. شوكت، حميد، پرواز در ظلمت - زندگانی سیاسی شاپور بختیار( الطيران في الظلام – الحياة السياسية لشاپور بختیار) ألمانيا: دار النشر «بازتاب»، 2014، ص 399.

[13] . مطالعات سیاسی (الدراسات السياسية)، طهران: مؤسسة الدراسات و الأبحاث السياسية، المجلد 1، 1991، ص 223.

[14] . موقع تاريخ إيران، http://tarikhirani.ir/fa/news/335.

[15] . جهانی، فرشته، درباره نقش شاپور بختیار در جنگ تحمیلی(حول دور شاپور بختیار في الحرب المفروضة)، وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، https://irna.ir/xjvFnw؛ طالع، هوشنگ، تاریخ تجزیه ایران - مرزهای باختری ایران(تاريخ تقسيم إيران – الحدود الغربية لإيران) المجلد 3، « لنگرود»، دار النشر «سمرقند»، 2007، ص 264.

[16] . نجفپور، مجيد، دست خدا بر نقاب (يد الله على نقاب) طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 2018، ص 27؛ موقع تاريخ إيران، نفس المصدر.

[17]. نفس المصدر.

[18] . موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية، https://b2n.ir/y60018

[19] . طالع، هوشنگ، نفس المصدر، ص 263

[20] . موقع مشرق نيوز، https://www.mashreghnews.ir/news/.

[21]. موقع إيسنا نيوز، https://www.isna.ir/news/99070603727.

[22] . تفرشي، مجيد، کمک گرفتن شاپور بختیار از صدام و اسرائیل در اسناد محرمانه وزارت خارجه انگلیس (تعاون شاپور بختیار مع صدام و إسرائيل في الوثائق السرية لوزارة الخارجية البريطانية)، مجلة إلكترونية «گذرستان»( شاهپور بختیار) https://psri.ir/?id=nukw1k1gk6.

[23] . جريدة كيهان، ملی‌گرایان؛ شریک تجاوز صدام(القوميون؛ شركاء عدوان صدام)، العدد 20162، الثلاثاء 6 مارس 2012(۱۶ اسفند ۱۳۹۰ه.ش).

[24] . تفرشي،مجيد، نفس المصدر

[25] . طالع، هوشنگ، نفس المصدر، ص 280.

[26] . موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية، نفس المصدر

[27] . تفرشي، مجيد، نفس المصدر.

[28]. مجلة إلكترونية«گذرستان»، خاطرات یک سردار، کودتای نوژه (ذكريات قائد، انقلاب نوژه)، https://psri.ir/?id=mwyflgfwjk.

[29] . ده‌نمکی، مسعود، فرهنگنامه اسارت و آزادگان، زندان‌ها «ابوغریب» - دفتر دوم، (معجم الأسرى و المحررين، سجون «أبو غريب» – المجلد الثاني)، المجلد 76، طهران: مؤسسة نشر كتاب نشر، 2022، ص 26.

[30] . جهانی، فرشته ویاري، سياوش، فعالیت‌های سیاسی شاپور بختیار در سال‌های پس از انقلاب اسلامی ایران(النشاط السياسي لشاهپور بختیار في السنوات بعد الثورة الإسلامية الإيرانية)، المجلة العلمية للبحوث الوثائقية للثورة الإسلامية، السنة 5، العدد 10، خريف و شتاء 2023، ص 32–33.

[31] . طلوعي، محمود، بازیگران عصر پهلوی (ممثلون عصر پهلوي) المجلد 2، طهران: دار نشر علم، 1993، ص 596.