التسلح
صاروخ إكزوسيت
إعداد: محسن شیرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
6 دورہ
صاروخ إكزوسيت هو من أهم الصواريخ التي صُنعت في فرنسا، وقد استخدمه الجيش العراقي البعثي في حرب السنوات الثماني المفروضة لمهاجمة السفن العسكرية والمدنية الإيرانية في مياه الخليج الفارسي.
صاروخ إكزوسيت، الذي يعني اسمه "السمكة الطائرة"، يبلغ طوله 4.7 متراً وقطره 350 ميليمتراً، وبوزن إجمالي يبلغ 670 كيلوغراماً. وهو مسلح برأس حربي يزن 165 كيلوغراماً. يبلغ متوسط مداه حوالي 70 كيلومتراً، بينما تصل نماذجه الأحدث إلى مدى يبلغ 180 كيلومتراً. يُوجّه هذا الصاروخ عبر توجيه راداري نشط وهو مصمم ليكون صاروخ سطح-سطح ولديه القدرة على الطيران على ارتفاع مترين فقط فوق سطح الماء. وقد صُمّم لتدمير السفن الحربية الصغيرة والمتوسطة (مثل الفرقاطات والمدمرات).[1] ومع ذلك، تُعدّ قدرته التدميرية ضد السفن الكبيرة كحاملات الطائرات محدودة للغاية.[2]
استغل العراق في حربها على إيران، باستخدام مروحيات سوبر فريلون لإطلاق صواريخ إكزوسيت على السفن في ممر خور موسى وميناء الإمام. ونظراً لأن هذه المروحيات لم تكن مزودة بأنظمة للتعرّف على الصديق من العدو (IFF)،[3] فقد استهدفت في بعض الأحيان سفناً تجارية كانت تحمل بضائع للعراق نفسه.[4] من ضمن الأعمال العدوانية الأخرى التي نفذتها مروحيات سوبر فريلون (المسلحة بالإكزوسيت) كان الهجوم على المنصات والمنشآت النفطية في شمال الخليج الفارسي.[5]
وفي2 أكتوبر 1982م، استُهدفت الفرقاطة الإيرانية "كهنموئي" بالقرب من جزيرة خارك بصاروخ إكزوسيت، مما أدى إلى تدميرها.[6] وكان الهجوم على المنصات والمنشآت النفطية في شمال الخليج الفارسي وبعض الجزر مثل خارك، من ضمن الأعمال الأخرى التي نفذتها المروحيات المسلحة بالإكزوسيت.[7] مع تصاعد وتيرة الحرب المفروضة، استخدم الجيش العراقي صواريخ الإكزوسيت ضد ناقلات النفط الإيرانية أيضاً، حيث استغل المروحيات المزودة بهذه الصواريخ لاستهداف 20 ناقلة نفط تحمل النفط الإيراني في شمال الخليج الفارسي.[8]
استمر سلاح الجو التابع للجيش العراقي في استخدام صواريخ إكزوسيت خلال المراحل اللاحقة من الحرب، وذلك عبر الاستعانة بطائرات سوبر إتاندارد. ففي أول عملية بهذه الطائرة (27 مارس 1984م)،[9] أُطلِق صاروخ إكزوسيت واستهدف بالخطأ ناقلة النفط اليونانية "فيليكون" التي كانت تحمل 80 ألف طن من النفط الكويتي، وذلك جنوب جزيرة خارك، مما ألحق بها أضراراً جزئية.[10]
وفي يوم الجمعة 21 ديسمبر 1984م، أطلقت طائرة سوبر إتاندارد صواريخ إكزوسيت على ناقلة النفط "ماغنوليا" التي ترفع علم ليبيريا (وكانت تحمل نفطاً إيرانياً)[11] على بُعد 31 ميلاً جنوب خارك، مما أدى إلى إغراقها.[12]
اعتباراً من عام 1985م، أُدرجت صواريخ إكزوسيت أيضاً على مقاتلات الميراج العراقية.[13] وباستغلال قدرات طائرات الميراج، شُنت هجمات في ديسمبر 1986م على جزيرة لارك، التي تقع على مسافة 1150 كيلومتراً من الأراضي العراقية، مما أسفر عن إلحاق خسائر فادحة بمنشآتها النفطية.[14]
كانت حادثة المدمرة الأمريكية "يو إس إس ستارك" (USS Stark) إحدى أهم الحوادث المتعلقة بصاروخ الإكزوسيت خلال الحرب العراقية الإيرانية. ففي 17 مايو 1987م، استهدفت طائرة من طراز "جت فالكون" مُجهزة بقمرة قيادة، طائرة ميراج المدمرة الأمريكية "يو إس إس ستارك" في المياه الشمالية الشرقية للبحرين، وذلك بإطلاق صاروخَي إكزوسيت، مما أسفر عن مقتل 37 بحاراً وإصابة 11 آخرين.[15] كانت طائرة "جت فالكون" في الأصل طائرة إيرانية، قام طيارها بالفرار بها إلى العراق. وقد أعاد العراق ترميمها وتجهيزها لتكون قادرة على حمل صاروخَي إكزوسيت.[16]
على مدار الحرب، وبهدف الدفاع عن جزيرة خارك، بدأت إيران في استخدام العاكسات (Reflectors) للتصدي لنظام توجيه صواريخ إكزوسيت.[17] حيث كانت إيران تثبّت العاكسات على القوارب لإرسال إشارات مضللة تُحوّل مسار الصواريخ.[18] وبالإضافة إلى ذلك، ساعد نشر شرائط الألومنيوم (Chaff) بواسطة مروحيات القوات البحرية أثناء عمليات مرافقة وحماية أسطول الناقلات والسفن التجارية، على تحويل مسار صواريخ إكزوسيت إلى حد ما.[19]
إجمالاً، اشترى العراق من فرنسا 734 صاروخ إكزوسيت في الفترة ما بين 1980 و 1987م،[20] وقد استُخدمت هذه الصواريخ في 257 هجوماً على السفن.[21]
[1] منتظري، مهدي، موشکهای ضدکشتی مدرن (صواريخ حديثة مضادة للسفن)، مجلة صف، العدد 40، 1362ش/ 1983م، ص 19.
[2] كوردزمن، أنتوني وإبراهام واغنر، درسهای جنگ مدرن، جنگ ایران و عراق (دروس الحرب الحديثة، حرب إيران والعراق)، ج 2، ترجمه حسين يكتا، منشورات مرزوبوم، 1390ش/2011م، ص 589.
[3] شيرمحمد، محسن، بر فراز دریاها: نگاهی به تاریخ هوادریا و حماسه اسکادرانهای هواناو، بالگرد و بال ثابت در جنگ تحمیلی (فوق البحار: نظرة على تاريخ الطيران البحري وملحمة أسراب الطائرات الحوامة، المروحيات والطائرات الثابتة الجناح في الحرب المفروضة)، طهران، دفتر پژوهشهای نظری و مطالعات راهبردی نداجا (مكتب البحوث النظرية والدراسات الاستراتيجية للقوة البحرية للجيش)، 1400ش/2021م، ص 261.
[4] المصدر نفسه، ص 262.
[5] المصدر نفسه.
[6] عبدالرحمن برزكر، کهنمویی: خاطرات ناخدایکم شریف فرزادینیا (كهنموئي: مذكرات العميد البحري شريف فرزادي نيا)، طهران، انتشارات دفتر پژوهش نیروی دریایی (منشورات مكتب بحوث القوة البحرية)، 1391ش/2012م، ص 36 إلى 39.
[7] شيرمحمد، محسن، فوق البحار… (نفس المرجع أعلاه)، ص 230.
[8] المصدر نفسه، ص 232.
[9] نافياس، مارتن س وإي. آر هوتن، حرب الناقلات (جنگ نفتکشها)، ترجمة بجمان بورجباري ورحمت قره، طهران، بنیاد حفظ آثار و نشر ارزشهای دفاع مقدس (مؤسسة حفظ الآثار ونشر قيم الدفاع المقدس)، 1392ش/2013م، ص 149.
[10] كوردزمن، أنتوني وإبراهام واغنر، درسهای جنگ مدرن، جنگ ایران و عراق (دروس الحرب الحديثة، حرب إيران والعراق): ج 2، ص 502.
[11] نافياس، مارتن س وإي. آر هوتن، حرب الناقلات، ص 167؛ كوردزمن، أنتوني وإبراهام واغنر، درسهای جنگ مدرن، جنگ ایران و عراق (دروس الحرب الحديثة، حرب إيران والعراق)، ج 2، ص 507.
[12] زرگر، عقيل، سراب داستان میراژهای عراقی: بخش دوم (سراب، قصة طائرات ميراج العراقية: القسم الثاني)، شهرية الصناعات الجوية، شهريور 1388ش / أغسطس/سبتمبر 2009م، العدد 219، ص 5.
[13] كوردزمن، أنتوني وإبراهام واغنر، درسهای جنگ مدرن، جنگ ایران و عراق (دروس الحرب الحديثة، حرب إيران والعراق)، ج 2، ص 403.
[14] زرگر، عقيل، المصدر نفسه، ص 7.
[15] خليلي، حسين، نبردهای هوایی ایران (المعارك الجوية الإيرانية)، منشورات إيران سبز، طهران، 1398ش (2019م)، ص 319 و 320.
[16] إم. وودز، كيفن وآخرون، جنگ ایران و عراق از دیدگاه فرماندهان صدام (حرب إيران والعراق من وجهة نظر قادة صدام)، ترجمه عبد الحميد حيدري، طهران، منشورات مرزوبوم، 1393ش(2014م)، ص 360.
[17] المصدر نفسه، ص 349.
[18] المصدر نفسه، ص 350.
[19] شيرمحمد، محسن، اسکادران ضد سطحی بالگرد AB-212 هوادریا در دفاع مقدس (سرب مضاد للسطح للمروحية AB-212 التابعة للطيران البحري في الدفاع المقدس، القسم الثاني)، مجلة صنایع هوایی، العدد 319، تير و مرداد 1398ش/يوليو/أغسطس 2019م، ص 7.
[20] نافياس، مارتن س وإي. آر هوتن، حرب الناقلات (جنگ نفتکشها)، ص 169.
[21] المصدر نفسه، ص 15.
