الشخصيات
جمران، مصطفی
فاطمة کثیري
24 دورہ
مصطفي جمران (1981-1933 م) من الشخصيات المؤثرة في إيران ولبنان، وزير الدفاع في جمهورية إيران الإسلامية ومؤسس هيئة الحرب غير النظامية خلال فترة الحرب المفروضة العراقیه ضد إيران.
وُلِد مصطفى جمران الساوي في 9 مارس 1933م في طهران. قضى فترة التعليم الثانوي في مدرسة دارالفنون ومدرسة البرز. منذ سن الخامسة عشرة، كان يشارك في دروس تفسير القرآن التي كان يُدرّسها آية الله محمود طالقاني في مسجد هداية في طهران، ودروس الفلسفة والمنطق التي كان يُدرّسها الأستاذ مرتضى مطهري. [1]
بدأجمران نشاطاته السياسية في عام 1953م، بالتزامن مع أحداث ومنازعات نهضة النفط الوطنية. بعد انقلاب 19 اغسطس وسقوط حكومة الدكتور محمد مصدق، انضم إلى نهضة المقاومة الوطنية الإيرانية وتم قبوله في كلية الهندسة بجامعة طهران. في السابع من دیسمبر من نفس العام، أُصيب في حادثة جامعة طهران التي وقعت بسبب احتجاج الطلاب على حضور ريتشارد نيكسون (نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية). [2]
جمران سرعان ما أصبح شخصية مؤثرة وموهوبة بين أعضاء الجمعية الإسلامية لطلاب جامعة طهران. تخرج في عام 1958م في تخصص الميكانيكا الكهربائية،[3] وأصبح مدربًا في نفس الكلية الفنية. [4] في نفس العام، تم قبوله بمنحة دراسية في جامعة تكساس. بعد حصوله على درجة الماجستير، واصل دراسته في هندسة الكهرباء وحصل على درجة الدكتوراه في الإلكترونيات وفيزياء البلازما من جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا. [5]
في عام 1961م، أصبح أول عضو شرفي ودائم في منظمة الطلاب الإيرانيين في أمريكا،[6] ولكن بسبب التوجهات الخاصة للمنظمة، أسس مع عدد من الشباب المناضلين الجمعية الإسلامية لطلاب الإيرانيين في كاليفورنيا، ونتيجة لنشاطاته السياسية ضد الحکم البهلوي، تم قطع منحة دراسته. [7]
في عام 1961م، تزوج من السيدة تامسن هيمن. بعد توظيفه في معهد بل للأبحاث (أحد أهم المراكز العلمية والصناعية في أمريكا)، انتقل مع عائلته إلى نيوجيرسي. في عام 1963م، سافر إلى مصر مع إبراهيم يزدي، حيث تعلم لمدة عامين تقنيات الحرب العصابات، وبعد ذلك تولى مسؤولية تدريب المقاتلين الإيرانيين.
جمران عاد إلى أمريكا في عام 1967م ، وفي عام 1970م، بدعوة من الإمام موسى الصدر (زعيم الشيعة في لبنان) للذهاب إلى لبنان. عادت زوجته بعد عام بسبب الظروف الصعبة للحياة في لبنان مع أطفالها إلى أمريكا وانفصلت عنه. [8] خلال سنوات إقامته في لبنان، تولى إدارة المدرسة الصناعية الفنية في جبل عامل. في عام 1977م، تزوج في لبنان من غادة جابر. [9]
في سنوات 1972م و1973م، شارك في الحرب المسلحة ضد النظام الصهيوني في جنوب لبنان، وتواصل وتعاون مع القادة الفلسطينيين وياسر عرفات. بعد اختطاف صديقه ورفيقه الإمام موسى الصدر
في31 اغسطس 1978م عاد إلى إيران في مارس 1979م، بعد انتصار الثورة الإسلامية شوقًا لرؤية الإمام الخميني، بعد 22 عامًا.[10]
في أغسطس 1979، تولى وزارة الدفاع في جمهورية إيران الإسلامية قيادة العمليات لمواجهة أنشطة الانفصاليين في مدينة باوه بكردستان. وبأمر تاريخي من الإمام الخميني في صباح 19 أغسطس 1979م، وبفضل مقاومة وجهادجمران ورفاقه، تم تحرير مدينة باوه في 20 أغسطس 1979م..
في 7 نوفمبر 1979م، عُين جمران وزيراً للدفاع من قبل الإمام الخميني، وفي 10 مايو 1980م، أصبح عضواً في المجلس الأعلى للدفاع، وكُلف بتقديم تقارير دورية عن أعمال الجيش.[11] كما كان أحد النواب المنتخبين عن مدينة طهران في الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي في يونيو 1980م.[12]
بعد بدء الحرب المفروضة في 22 سبتمبر 1980م، توجه جمران مع آية الله السيد علي خامنئي (ممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع ونائب عن طهران في مجلس الشورى الإسلامي) إلى الأهواز، حيث نفذوا بنجاح أول هجوم حرب عصابات ضد القوات البعثية التي كانت قد تقدمت حتى قرب الأهواز. وبعد ذلك، أسسوا هيئة الحرب غير النظامية بالتنسيق بين الجيش، والحرس الثوري، وقوات المتطوعين في الأهواز. [13]
الدكتورجمران أنشأ وحدة هندسية نشطة لهيئة الحروب غير النظامية، مما أدى إلى بناء الطرق العسكرية بسرعة في مناطق مختلفة. قام بتركيب مضخات مياه بجانب نهر كارون وإنشاء قناة في غضون شهر واحد، مما ساعد في توجيه المياه نحو دبابات العدو العراقي، وبهذه التكتيك أوقف تقدم قوات العدو نحو الأهواز .[14]
في نوفمبر 1980م، خلال عملية تحرير سوسنجرد التي نفذها الجيش والحرس الثوري وقوات الحروب غير النظامية، أصيب في قدمه اليسرى وذهب إلى الجبهة قبل أن يتعافى تمامًا. في 21 مايو 1982م، بعد الانتصار في العملية المنسقة بين قوات الجيش والحرس الثوري وهيئة الحروب غير النظامية، تم احتلال مرتفعات الله أكبر ودهلاوية من قبل القوات الإيرانية. [15]
في الحادي والعشرین من یونیو عام 1982م، أصيب مصطفى جمران بجروح في مؤخرة رأسه نتيجة انفجار قذيفة هاون أثناء تفقده للخطوط الأمامية في جبهة الجنوب (منطقة دهلاوية). تم تقديم الإسعافات الأولية له في مستشفى سوسنجرد، لكنه استشهد أثناء نقله إلى مستشفى الأهواز في سيارة الإسعاف. شيع الناس جثمانه أولاً في الأهواز ثم في طهران أمام مجلس الشورى الإسلامي، ودفن في 23 یونیو 1982م في القطعة 24 من جنة الزهرا فی طهران. تم إنشاء نصب تذكاري له في دهلاوية، بالقرب من طريق سوسنجرد - بستان، مكان استشهاده. [16].
ترك الشهيد جمران مناجات وادعیه وكتابات عرفانیه . ومن بين كتبه التي تم نشرها بجهود شقيقه، مهدي جمران، من قبل مؤسسة شهيد جمران، هناك ثلاث مجموعات: المخطوطات التاريخية بعنوان «خدا بود و دیجر هیج»(كان الله ولا شيء آخر) ، «جهاد و شهادت»(الجهاد والشهادة)، «علی زیباترین سروده هستی» (علي أجمل قصائد الوجود)؛ مجموعة من المحاضرات بعنوان «انسان و خدا»(الإنسان والله)، "كردستان"، "لبنان"؛ تقارير عرفانیه ومختصرة عن الملاحم والعمليات في الحرب المفروضة مثل «رقصی جنین میانه میدانم آرزوست»(رقص كهذا في وسط الميدان هو أمنيتي). [17]
فيلم القصير «به یاد سردار شهید دکترجمران»(إلى ذكرى الشهيد القائد الدكتورجمران) من إخراج محمد رضا باسدار في عام 1981م[18]، وفيلم «ج» الذي يعرض يومين من حياةجمران في معركة باوه، من إخراج إبراهيم حاتمي كيا في عام 2013م. [19] في السنوات 1995-1993م، تم إنتاج المسلسل التلفزيوني «سيمرغ» حول دورجمران والطيارين أحمد كشوري وعلي أكبر شيرودي في أحداث مدينة باوه. [20]
[1]. دایرةالمعارف انقلاب اسلامي ویجه نوجوانان و جوانان (موسوعة الثورة الإسلامية الخاصة بالمراهقين والشباب)، ج2، طهران: سوره مهر، 2005م، ص60.
[2]. نفس المصدر، ص60 و 61؛ یاران امام به روایت اسناد ساواک (رفاق الإمام من خلال وثائق الساواك)، ج11: شهید سرافراز دکتر مصطفیجمران (الشهيد الشریف الدكتور مصطفىجمران، طهران): مرکز بررسي اسناد تاریخي وزارت اطلاعات ، 1999م، ص5.
[3] نجفبور، مجيد، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، طهران: مؤسسه فرهنغي هنري و مرکز اسناد انقلاب اسلامي ، 2014م، ص30 و 37.
[4]. یاران امام به روایت اسناد ساواک (رفاق الإمام من خلال وثائق الساواك)، ج11، ص6.
[5]. نجفبور، مجید، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص38.
[6]. یاران امام به روایت اسناد ساواک (رفاق الإمام من خلال وثائق الساواك)، ج11، ص7.
[7]. نجفبور، مجید، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص42ـ40.
[8]. نفس المصدر، ص46 و 62 و 76؛ یاران امام به روایت اسناد ساواک (رفاق الإمام من خلال وثائق الساواك)، ج11، ص9.
[9]. جعفريان، حبیبه، نیمه بنهان ماه 1(الجانب الخفي من القمر1):جمران به روایت همسر شهید (تشمران من خلال رواية زوجته الشهيد)، طهران: رواية فتح، 1999م، ص11؛ نجفبور، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص63.
[10]. نجفبور، مجید، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص99 و 100.
[11]. دایرةالمعارف انقلاب اسلامي ویجه نوجوانان و جوانان (موسوعة الثورة الإسلامية الخاصة بالمراهقين والشباب)، ج2، ص62؛ نجفبور، مجید، برستوي دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص135.
[12]. یادنامه الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيد الدكتور مصطفىجمران، مؤسسة الشهيدجمران، 1982م، ص15؛ دایرةالمعارف انقلاب اسلامي ویجه نوجوانان و جوانان (موسوعة الثورة الإسلامية الخاصة بالمراهقين والشباب)، ج2، ص62.
[13]. یادنامه اولین سالجرد شهادت شهید دکتر مصطفیجمران (إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيد الدكتور مصطفىجمران)، ص15 و 16.
[14]. نجفبور، مجید، برستوی دهلاویه (السنونو دهلاوية)، ص153 و 154.
[15]. همان، ص175؛ یادنامه اولین سالجرد شهادت شهید دکتر مصطفیجمران (إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيد الدكتور مصطفىجمران)، ص20ـ17؛ یاران امام به روایت ساواک (یاران الإمام من رواية ساواک)، ج11، ص32.
[16]. فتاحی، شیوا، قطعهاي از آسمان دهلاویه (قطعة من السماء دهلاویة)، طهران: سازمان هنري و ادبیات دفاع مقدس، 2014م، ص72؛ دایرةالمعارف انقلاب اسلامي ویجه نوجوانان و جوانان (موسوعة الثورة الإسلامية الخاصة بالمراهقين والشباب)، ج2، ص62.
[17]. شاهد یاران(شاهد الاصدقاء)، ش37، آذر 2008، ص72.
[18]. فراستي، مسعود، فرهنغ فیلمهاي جنغ و دفاع ایران (موسوعة أفلام الحرب والدفاع الإيرانية (2012ـ1980م)، طهران: ساقي، 2013م، ص310.
[19]. ماهنامه سینمایي فیلم (المجلة الشهرية السينمائية فيلم )، السنة الثانية والثلاثون، ش473، ابریل-مایو2013م، ص60.
[20]. نفس المصدر، ش245، 25 نوفمبر 1999م، ص110 و 111.