الأماكن
محافظة همدان
إعداد: سجاد نادري بور
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
6 دورہ
قدّمت محافظة همدان في فترة الحرب المفروضة، تضحيات جسيمة للثورة الإسلامية، بلغت: 8,000 شهيد، و27,000 مصاب، و1,000 أسير محرَّر.
تبلغ مساحة محافظة همدان 19,493 كم مربع، وهي تقع في القسم الغربي من إيران. يحيط بها من الشمال إقليما زنجان وقزوين، ومن الجنوب لرستان، ومن الشرق المحافظة المركزية، ومن الغرب كرمانشاه وجزء من محافظة كردستان.[1]
إن التنوع المناخي في المحافظة ناتج عن تركيبتها الجغرافية، بما في ذلك الجبال العالية، ووفرة الأنهار والعيون الطبيعية، وكثرة المرتفعات والمنخفضات، مما يجعل طقسها غير مستقر.[2]
يعود أول ذكر لاسم همدان إلى عام 1100 ق.م. في نقش للملك الآشوري تيجلات بليسر الأول تحت اسمي "أمدانة" أو "همدانا". غير أن اسمها كان "هغمتان" في الكتابات الأخمينية، وعُرفت في كتاب المؤرخ اليوناني هيرودوت باسم "أكباتان".[3]
بناءً على إحصاءات عام 2016م، يُقدّر عدد سكان المحافظة بـ1,738,234 نسمة. يتوزع السكان على 1,097,217 نسمة في المناطق الحضرية و639,005 نسمة في المناطق الريفية، بالإضافة إلى 2,012 نسمة من السكان غير المستقرين (كالعشائر والغجر والمشردين). مدن المحافظة هي: همدان، فامنين، رزن، كبودرآهنگ، بهار، أسد آباد، ملاير، تويسركان، ونهاوند.[4]
لعب سكان همدان، تحت زعامة آية الله السيد أسد الله مدني، دوراً فاعلاً في انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م. ويشهد على هذا الدور: إضراب الطيارين المساعدين (همافر) لمدة أسبوع (2800 فرد) في قاعدة شاهرخي (الشهيد نوجه) في 21 يناير 1979م، وكذلك مسيرة عائلاتهم داخل القاعدة التي انتهت باعتقال 11 امرأة. [5]
مباشرة بعد الثورة، وبتاريخ 18 و 19 مارس 1979م، أبدت القوات العسكرية التابعة لجيش همدان (من الفرقة 28 كردستان) مقاومة بطولية لحماية ثكنة سنندج من الحصار المطبق الذي فرضته عليها القوى المناهضة للثورة.
تم تشكيل حرس الثورة في همدان في سبتمبر 1979م، بتركيز من آية الله مدني، وتوجهت قواته مباشرة إلى كردستان للقتال ضد القوى المناهضة للثورة. كما ساهمت قوات الحرس الثوري للمحافظة في تحرير المدن التالية:
مريوان ومهاباد: (أغسطس 1979م). محور قروه – دهكلان: (مايو 1980م). بيجار: (أغسطس 1980م). بانه: (مايو 1980م). مريوان: (يونيو 1980م). سقز: (أغسطس 1979م). تحرير مدينة باوه: (أغسطس 1980م).[6]
وفي حادثة منفصلة، كان لوجود قوات الحرس الثوري في قاعدة الشهيد نوجه بهمدان في 10 يوليو 1980م دور حاسم في إحباط انقلاب عسكري خططت له قوى موالية للولايات المتحدة والنظام الملكي السابق.
منذ اليوم الأول للحرب المفروضة في 22 سبتمبر 1980م، انطلق طيارو قاعدة الشهيد نوجه (همدان) لقصف مواقع العدو في عمق الأراضي العراقية. وخلال الأسبوع الأول، نجح هؤلاء الطيارون وأنظمة الدفاع الجوي للقاعدة في إسقاط 10 طائرات معادية في سماء المحافظة.[7]
في عام 1981م، أُرسل عدد من قادة الحرس الثوري في غرب البلاد إلى جبهة الجنوب لتشكيل لواء جديد. وكان لحسين همداني، أحد مؤسسي حرس الثورة في همدان ومحمود شهبازي؛ الذي كان آنذاك قائد حرس الثورة في همدان، دور فعال في تشكيل هذا اللواء الجديد الذي سُمّي "27 محمد رسول الله".[8] كما شارك متطوعو التعبئة(البسيج) من المحافظة في وحدات لواء نبي أكرم (ص)، والفرقة 3 الخاصة بالشهداء، والفرقة 43 الهندسية للإمام علي (ع) التابعة للحرس الثوري.
في مارس 1983م، تشكل لواء 32 أنصار الحسين (ع) بقيادة الشهيد حسين همداني، مما وحّد مشاركة مجاهدي المحافظة في مناطق الحرب. وخلال فترة الدفاع المقدس، شارك مجاهدو الحرس الثوري والتعبئة من المحافظة في 30 عملية هجومية وأكثر من 20 مهمة دفاعية.[9]
كما شارك مجاهدو الجيش من اللواء المدرع للشهيد قهرمان في المحافظة في منطقة كردستان بين عامي 1979م و 1980م، ولعبوا أدواراً في عمليات مختلفة، وشاركوا في عدة عمليات دفاعية في منطقتي الجنوب والجنوب الغربي بعد بدء الحرب.[10]
نفذ طيارو قاعدة الشهيد نوجه العديد من العمليات الجوية ضد العدو خلال الحرب، أبرزها: عملية H3 الجوية فوق قاعدة الوليد العراقية، التي أدت إلى تدمير 50% من طائرات العراق، وكذلك العملية الجوية فوق سماء بغداد وقصف مصفاة الدورة التي نفذها الطيار الشهيد عباس دوران.[11]
تعرضت محافظة همدان لـ300 هجوم جوي طوال سنوات الحرب، منها 130 هجوماً استهدف مناطق سكنية وتجارية وصناعية، حيث أُصيبت بألفي قذيفة وقنبلة وصاروخ. وقد أسفر قصف العدو لصلاة الجمعة في ملعب القدس بهمدان، وقصف مدينة نهاوند جنوب المحافظة، عن استشهاد 786 شخصاً وتدمير 16 ألف وحدة سكنية وتجارية وصناعية.[12]
كان لجهاد البناء في محافظة همدان أنشطة دعم وهندسة مؤثرة طوال الحرب. شارك مجاهدو المحافظة في مختلف العمليات عبر مهام هندسية في الدفاع المقدس، بما في ذلك: شق طريق على مرتفعات بازي دراز (كرمانشاه)، وبناء جسر سيد الشهداء على نهر تشومان عند الحدود مع محافظة السليمانية العراقية.[13]
منذ عام 1983م، شُكّلت هيئة دعم الحرب، وأوكل إليها تنظيم وتغطية المساعدات الشعبية من المحافظة. تولت هذه الهيئة، المشكّلة من ممثلين عن الجيش، والحرس الثوري، وجهاد البناء، ومكتب المحافظ، ولجنة إمداد الإمام الخميني، ومنظمة الرعاية الاجتماعية، ومكتب إمام الجمعة، مسؤولية إيصال المساعدات إلى مناطق الحرب والجبهات حتى عام 1988م.
شملت المساعدات الشعبية من همدان تبرعات نقدية بقيمة 10 مليارات ريال، وتبرعات عينية نُقلت بـ10 آلاف شاحنة صغيرة وكبيرة، بالإضافة إلى حوالي 10 كيلوغرامات من الذهب والمجوهرات قُدمت إلى الجبهتين الغربية والجنوبية. كما أقامت الهيئة مطبخين كبيرين في المناطق الوسطى ومناطق القتال في جيلان غرب، دزفول، والأهواز، حيث كانا يُحضّران الطعام لـ70 ألف مقاتل يومياً. ومن الأنشطة الأخرى لهيئة الدعم، بناء وترميم 5 آلاف وحدة سكنية وإدارية وتجارية وصناعية في ضواحي سرپل ذهاب، والتبرع بـ80 ألف وحدة دم لجرحى الحرب.[14]
شارك من هذه المحافظة خلال السنوات الثماني للحرب أكثر من 80 ألف متطوع في صفوف التعبئة والحرس الثوري، وأكثر من 20 ألف متطوع في جهاد البناء والهلال الأحمر وهيئة دعم الحرب (التابعة للحكومة). ومن هذا العدد قُدّم: 8,000 شهيد، و16,000 مصاب، و970 أسيراً محرَّراً.[15]
من بين الشهداء البارزين في المحافظة هم: حاج محمد طالبيان، آية الله محمد علي حيدري، علي تشيت سازيان، تقي بهمني، محمد رضا فراهاني، حاج ستار إبراهيمي، حسن تاجوك، محسن عينعلي، إبراهيم علي معصومي، حسين علي نوري، يونس كنجي، علي رضا حاجي بابايي، حاج رضا شكري بور، رسول حيدري، ومصيب مجيدي.[16]
أبرز شهداء المحافظة هو اللواء الشهيد حسين همداني، الذي كان من مؤسسي حرس الثورة في همدان، وأول قائد للواء 32 أنصار الحسين (ع)، وقائد لواء 16 قدس في جيلان، وقائد لواء 27 محمد رسول الله (ص)، ونائب قائد مقر ثار الله (ع) للحرس الثوري، ونائب قائد التعبئة، والقائد العسكري الأعلى للقوات المتواجدة في سوريا لمواجهة إرهابيي داعش. استشهد في أكتوبر 2015م خلال مهمة استشارية في ريف حلب، حيث وقع في كمين نصبه إرهابيو داعش.[17]
تعد كتب "دختر شينا (ابنة شينا)"، و"گلستان يازدهم (بستان الحادي عشر)"، و"آب هرگز نميميرد (الماء لا يموت أبداً)" من الكتب التي تتناول قضايا الدفاع المقدس، وتدور محاورها حول شهداء محافظة همدان، وقد كتب قائد الثورة تقريظاً لها.
افتُتح متحف حديقة الدفاع المقدس في همدان في منطقة تلة عباس آباد عام 2010م.[18]
[1]أكبري، منوتشهر، وصيتنامه كامل شهداي استان همدان، ج 1 (الوصايا الكاملة لشهداء محافظة همدان، ج 1(، طهران، انتشارات شاهد (منشورات شاهد)، 1395 ش / 2016م، ص 25.
[2] المصدر نفسه.
[3] المصدر نفسه.
[4] مركز آمار إيران (مركز الإحصاء الإيراني)، نتايج تفصيلي سرشماري عمومي نفوس و مسكن 1395 (النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن 2016م)، طهران، 1397 ش / 2018م، ص 90.
[5] موقع مركز اسناد انقلاب إسلامي (مركز وثائق الثورة الإسلامية)، كود الخبر: 5581.
[6] أكبري، منوتشهر، المصدر نفسه، ص 28.
[7] المصدر نفسه.
[8] موقع مركز اسناد انقلاب إسلامي، 14 / 7 / 1400 ش (6 أكتوبر 2021م)، كود الخبر: 7207].
[9] أكبري، منوتشهر، المصدر نفسه، ص 29-28.
[10] المصدر نفسه، ص 29.
[11] المصدر نفسه.
[12] وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية - إرنا، https://irna.ir/x3mSQq؛ وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون،https://www.iribnews.ir/00DXdW
[13] أكبري، منوتشهر، المصدر نفسه، ص 30-29.
[14] خبرگزاري إيسنا (وكالة أنباء الطلبة الإيرانية – إيسنا، كود الخبر: 8607-03769 / 14 / مهر 1386 ش (6 أكتوبر 2007م.
[15] أكبري، منوتشهر، المصدر نفسه، ص 30.
[16] المصدر نفسه.
[17] سایت مركز اسناد انقلاب إسلامي (موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية)، "گذري برحيات سياسي– اجتماعي سردار شهيد حاج حسين همداني" (نظرة على الحياة السياسية والاجتماعية للعميد الشهيد الحاج حسين همداني، كود الخبر: 5231
[18] وكالة تسنيم للأنباء https://tn.ai/1360616
