المجموعات، المؤسسات، المنظمات
كمجن
إعداد: محسن شيرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
14 دورہ
"گُمجن" هو اسم القوة القتالية المشتركة للحروب غير النظامية أو حرب العصابات، وقد جرى تشكيلها من عشائر المنطقة. تولى الجيش الإيراني تدريب هذه القوة على تكتيكات القتال، وتم دفعها إلى الجبهة للمساهمة في الدفاع ضد الغزو خلال الحرب المفروضة.
يعود تاريخ تأسيس گُمجن إلى الأيام الأولى من الحرب المفروضة. ففي الأسبوع الأول من القتال، قررت هيئة الأركان المشتركة للجيش المضي في خطة تسليح وتجهيز وتنظيم عشائر غرب البلاد. ومن الجدير بالذكر أن هيئة الأركان المشتركة كانت حين بدأ الغزو العراقي الشامل بمثابة هيئة تنسيق لقيادة القوات المسلحة، تتولى الإشراف والتوجيه العام للعمليات. لذا، كان تعبئة عشائر غرب البلاد مهمة تقع خارج النطاق الوظيفي الرسمي لهيئة الأركان المشتركة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.[1] ولتسهيل تعبئة هذه القوات، تم الاستعانة بكريم سنجابي، وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة آنذاك، والذي ينحدر من قبيلة سنجابي العشائرية.[2]
في 29 سبتمبر 1980م، أُرسلت مجموعة القيادة والأركان الخاصة بتعبئة عشائر غرب البلاد إلى المنطقة الغربية من طهران تحت مسمى "الرتل المُرسَل من سماجا". ترأس هذه القوة الرائد المشاة محمود رستمي، وكانت تتكون من 57 فرداً (7 ضباط، 20 ضابط صف، 3 موظفين، و 27 جندياً). بعد تمركزها في ماهيدشت بكرمانشاه، عملت المجموعة على تنظيم وتجهيز وتدريب عشائر المنطقة ضمن تشكيل عُرف باسم "الحشد العشائري".[3] حتى 9 نوفمبر 1980م، تم توزيع 6280 بندقية برنو و270 بندقية إم-1 على القبائل المشاركة، التي شملت: سنجابي، گوران، كلهر، عثمانوند، ولدبيگي، جلالوند، زردلان، وسرفيروز آباد. ووصل عدد المتطوعين المُسجلين للانضمام إلى گُمجن إلى 20 ألف مقاتل.[4]
بعد عملية التسليح، تم تسمية التشكيلات العشائرية تحت أسماء القبائل الخاصة بها، مثل: فوج سنجابي، فوج كلهر، وفوج قلخان وما شابه ذلك. كان كل فوج يتكون من كتيبتين، وكل كتيبة قوامها 400 مقاتل، ليصبح إجمالي قوام الفوج 800 مقاتل.[5] تولى دعم مقر هيئة الأركان المشتركة للجيش مسؤولية تأمين المعدات، والمركبات المطلوبة، ومنظومة الاتصالات الخاصة بـگُمجن.[6]
اكتسب تسليح عشائر غرب البلاد، خاصة في الأيام الأولى من الحرب المفروضة، أهمية نفسية ودعائية عالية. وقد بثت وسائل الإعلام في البلاد أخبار إرسال القوات العشائرية إلى منطقتي عمليات سربل ذهاب وگيلان غرب تحت عناوين مثل: "جهوزية وإرسال 30 ألف عنصر من العشائر الغربية وجهوزية 200 ألف مقاتل عشائري غربي للتحرك إلى الجبهة".[7]
بعد تنظيمها، كُلفت قوة گُمجن العشائرية بمهمة تأمين المنطقة الواقعة بين محوري: كرمانشاه، إسلام آباد غرب، قلاجه، سرجله، مرتفعات نسلر بلالر وامتدادها حتى تنكاب. بالإضافة إلى محور كرمانشاه، قازانجي، كوزران، باينكان، ميرآباد، بزميرآباد، ودشت ذهاب.[8]
كانت أول عملية قتالية للحشد العشائري لغرب البلاد (كمجن) هي التصدي لهجوم العدو في قطاع كيلان غرب بتاريخ 6 أكتوبر 1980م.[9] في الأيام الأولى للحرب المفروضة، نجحت كمجن في تأمين القطاع الواقع على محور سربل ذهاب إلى إسلام آباد في محافظة كرمانشاه، وذلك بإنشاء قواعد عملياتية في: ده سرخ، مله كبود، بالان، وبزميرآباد. تمكنت هذه القوات من طرد عناصر العدو إلى ما وراء الحدود، مما أدى إلى استقرار الوضع الأمني في محور سربل ذهاب-إسلام آباد.[10]
تضمنت الأنشطة العملياتية لكمجن خلال الدفاع المقدس المشاركة في: العمليات الهجومية في مضيق حاجيان (4 يناير 1981م)،[11] ومرتفعات بازي دراز على ثلاث مراحل (6 ديسمبر 1980م، و 22 إبريل 1981م، و 2 سبتمبر 1981م)،[12] واحتلال مرتفعات كاري في سهل ذهاب (6 يوليو 1981م)،[13] وعملية مطلع الفجر في شياكوه (11 ديسمبر 1981م).[14]
بالإضافة إلى ذلك، شاركت گُمجن بالتعاون مع قوات الجيش والحرس الثوري في عملية مسلم بن عقيل في سومار بتاريخ 1 أكتوبر 1982م،[15] والتي أفضت إلى تحرير 150 كيلومتراً مربعاً من المناطق المحتلة، بما في ذلك مرتفعات كهنه ريك وكيسكه في سومار.[16]
منذ 28 يونيو 1983م حتى 27 ديسمبر 1986م، تولت گُمجن مهام العمليات الدفاعية في جبهة نفط شهر-سومار.[17]
أثناء تمركز كمجن في سومار، تعرضت المنطقة لقصف كيماوي مكثف بتاريخ 10 دي ديسمبر 1986م، مما أسفر عن إصابة 400 فرد. كانت شدة القصف الكيماوي والإصابات الناجمة عنه بالغة، حتى أن قائد كمجن العشائرية فقد بصره مؤقتاً. وقد أسفر هذا القصف عن نفق الماشية، بما في ذلك البغال التي كانت تُستخدم لنقل الأفراد والإمدادات عبر المسالك الجبلية.[18]
بناءً على مصادقة المجلس الأعلى للدفاع، نُقلت مسؤولية الإشراف على عشائر غرب البلاد في البداية إلى القوات البرية للجيش بتاريخ 1 إبريل 1985م.[19] ومع استمرار الحرب المفروضة، وُضعت مسؤولية جذب وتنظيم وتدريب واستخدام القوات الشعبية بموجب القانون، على عاتق الحرس الثوري الإسلامي.[20] وبناءً على ذلك، وفي 4 إبريل 1987م، تنفيذاً لأمر القيادة العامة لمقر خاتم الأنبياء (ص) واستناداً إلى مصادقة المجلس الأعلى للدفاع، نُقلت هذه المسؤولية إلى الحرس الثوري الإسلامي.[21] تم نشر هذه الوحدة في منطقة نفط شهر وسومار لتأمين خط دفاعي بطول 25 كيلومتراً وتولى الحرس الثوري مسؤولية الدفاع عن هذا القطاع،[22] وبذلك انتهى النشاط العملياتي لكمجن.
شارك ما يقرب من 13 ألف مجاهد من عشائر غرب البلاد، غالبيتهم متطوعون، في مناطق العمليات خلال الحرب، وتراوحت فترات خدمتهم التناوبية بين شهرين وما يزيد عن 80 شهرا.[23]
سجلت قوة كمجن خلال الحرب خسائر بلغت 1200 فرد (شهيد، جريح، أسير).[24] تمركز الشهداء والجرحى من كمجن العشائرية بشكل أساسي في النصف الثاني من عام 1980م في قطاعات سربل ذهاب، ومرتفعات بازي دراز و سنبله، وكيلان غرب، وتنك حاجيان، وداربلوط وبانسيران. وكان علي مراد ألماسي، من قبيلة كلهر، هو أول شهيد يسقط للقوة العشائرية في 4 يناير 1981م في تنك حاجيان. وشملت حصيلة الخسائر ليس فقط أفراد العشائر، بل أيضاً الكوادر العسكرية والمدنية المُلحقة بالتشكيل.[25]
تناوب على قيادة كمجن العشائرية خلال الحرب ستة قادة، بدءاً من الرائد محمود رستمي الذي تولى المهمة من سبتمبر 1980م وحتى أواخر عام 1981م، ثم عاد العقيد محمود رستمي لقيادتها للمرة الثانية من ديسمبر 1982م حتى إبريل 1985م. تبعه العقيد عبدالله مهربويا الذي قاد القوة حتى نهاية عام 1986م، واختتم التسلسل بالرائد أحمد أسدي من ديسمبر 1986م حتى إبريل 1987م.[26]
[1] جميلي، جهانغير، عمليات تاخت گُمجن عشايري (عمليات هجوم کٌمجن العشائرية)، طهران، هیئت معارف جنگ شهید سپهبد صیاد شیرازی (هيئة معارف الحرب للشهيد الفريق صیاد شيرازي)، 1389 ش / 2010م، ص 9.
[2] جميلي، جهانغير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس (کمجن: دور عشائر محافظة كرمانشاه في ثماني سنوات من الدفاع المقدس)، طهران، إيران سبز، 1391 ش / 2012م، ص 23 حتى 25.
[3] رستمي، محمود، «گُمجن در جنگ(کمجن في الحرب)،شهرية صف، ش 348، مهر 1388 ش / أكتوبر 2009م، ص 61.
[4] جميلي، جهانغير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 42 و 43.
[5] المصدر نفسه، ص 46.
[6] المصدر نفسه، ص 25.
[7] رستمي، محمود، المصدر نفسه، ص 62 و 63.
[8] جميلي، جهانگير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 30.
[9] رستمي، محمود، المصدر نفسه، ص 61.
[10] جيلي، جهانگير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 16.
[11] المصدر نفسه، ص 100.
[12] المصدر نفسه، ص 97 و 104 و 105.
[13] المصدر نفسه، ص 86.
[14] المصدر نفسه، ص 106.
[15] أحمدي، أحمد، عمليات مسلم ابن عقيل مهر 1361 (عملية مسلم بن عقيل أكتوبر/تشرين الأول 1982م)، طهران، إيران سبز، 1398 ش / 2019م، ص 10.
[16] جعفري، مجتبى، اطلس نبردهاي ماندگار (أطلس المعارك الخالدة)، ط35، طهران، منشورات سوره سبز، 1393 ش / 2014م، ص 8.
[17] جميلي، جهانگير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 124.
[18] رستمي، محمود، المصدر نفسه، ص 64.
[19] المصدر نفسه، ص 61 و 62.
[20] المصدر نفسه، ص 275.
[21] المصدر نفسه، ص 61 و 62.
[22] جيلي، جهانگير، عمليات تاخت گُمجن عشايري، ص 16.
[23] المصدر نفسه.
[24] جيلي، جهانگير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 169.
[25] رستمي، محمود، المصدر نفسه، ص 63.
[26] جيلي، جهانگير، گُمجن: نقش عشاير استان كرمانشاه در هشت سال دفاع مقدس، ص 66.
