المجموعات، المؤسسات، المنظمات

لواء 40 مشاة "سراب"

إعداد: محسن شيرمحمد نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
19 دورہ

لواء 40 مشاة "سراب" هو إحدى وحدات القوات البرية للجيش الإيراني في محافظة أردبيل، وقد شارك في الحرب المفروضة.

يعود تاريخ تشكيل لواء 40 "سراب" إلى السنوات الأولى من الحرب المفروضة. في عام 19ش81م، شُكِّل اللواء 40 في سراب[1] باندماج الكتائب 199، 152، 175، 755 وكتيبة الخيالة المدرعة.[2] بعد ذلك، أُرسل هذا اللواء إلى الجبهة الجنوبية، وتمركز على الضفة الشرقية لنهر كارون (في خوزستان) من منطقة بهمنشير حتى السلمانية حتى أواخر أبريل 1982م، حيث اضطلع بمهمة الدفاع عن هذه المنطقة.[3]

بعد انتهاء عملية فتح المبين (أبريل 1982م)، حلّ لواء 40 "سراب" محل اللواء 2 المدرع من الفرقة 16 قزوين، وتولى مسؤولية الدفاع عن منطقتي بستان والجذّابة.[4]

ولغرض الدفاع عن المناطق المحررة بعد عملية بيت المقدس (مايو ويونيو 1982م) والتحضير للعمليات اللاحقة[5]، جرى تفعيل مقر عمليات القائم (عج) في 31 مايو 1982م. أُنيط بهذا المقر مهمة الدفاع عن المنطقة الممتدة من غرب دزفول-شوش-موسيان حتى ممر الجذّابة. وكانت الوحدات التابعة لهذا المقر تشمل اللواء 84 (خرم آباد)، واللواء 55 مظلات، واللواء 37 المدرع (شيراز)، وكذلك اللواء 40 مشاة "سراب".[6]

في 11 أغسطس 1983م، ولغرض تثبيت المنطقة التي تم الاستيلاء عليها في عملية والفجر 2 والمواقع الدفاعية غرب حاج عمران، اختير اللواء 40 مشاة "سراب" -الذي كان منخرطاً في مسرح عمليات خوزستان حتى ذلك الحين- وتم نقل الكتيبة 708 مشاة منه إلى هذه المنطقة.[7] وفي ديسمبر 1986م، وُضع اللواء 40 "سراب" مع الفرق 28، 30، 64 و23 قوات خاصة التابعة للجيش تحت إمرة مقر الشمال الغربي.[8]

صمم اللواء 40 مشاة "سراب" عملية في ميمك عام 1987م. وقد نُفذت عملية نصر-2 في 3 يونيو 1987م بهدف إحباط المحاولات المستمرة للعدو لاستعادة ميمك، ولتشتيت تركيز الجيش العراقي عن جبهات أخرى.[9] شارك في هذه العملية اللواء 40 "سراب" بالكتيبة 199 و 152 مشاة، وسرية من الكتيبة 175 كقوة احتياط، والكتيبة 348 مدفعية، وسرية هندسة قتالية، وكتيبة درك من قاعدة الشهيد طاهري. كان قائد اللواء 40 في هذه العملية هو العقيد سيابخش نصيري زيبا.[10]

أسفرت عملية نصر-2 عن تدمير كامل لكتيبتي مشاة من اللواء 4 جبلي العراقي، وتدمير 60% من اللواء 4، و40% من كتيبة الكوماندوز، و50% من كتيبتي المدفعية 661 و 663، وتدمير سرية دبابات بالكامل، بالإضافة إلى مقتل وجرح 800 جندي وأسر 22 من القوات العراقية.[11] كما أسفرت العملية عن الاستيلاء على المرتفعات 400، 404، و 396 و20 كيلومتراً مربعاً من الأراضي العراقية.[12]

في 24 يوليو 1987م، شن الجيش العراقي هجوماً ضخماً على المواقع الدفاعية للمجاهدين، مستخدماً 9 ألوية كوماندوز وكتيبتي دبابات، وبإسناد ناري من 13 كتيبة مدفعية. كما استخدم العدو 40 مروحية لإنزال قوات خاصة على مرتفعات ميمك.

تسببت كثافة النيران الموجهة من 10 كتائب مدفعية عراقية على مواقع وطرق إمداد القوات الإيرانية، إلى جانب القصف المكثف من القوات الجوية العراقية، في إحداث وضع حرج لللواء 40 مشاة "سراب"، الذي كان يمثل القوة الوحيدة المدافعة عن الخط الأمامي في المنطقة. صمد اللواء 40 في القتال العنيف لمدة ثمانية أيام متواصلة. بناءً على أمر من القائد العام للقوات البرية للجيش آنذاك العميد حسين حسني سعدي، تم إدخال ثلاثة أطقم نيران جوية تابعة لسلاح الجو للجيش كانت متمركزة في منطقة سومار لتقديم الدعم الفوري للواء 40. كما تم تكليف وإرسال فرق نيران وإنزال إضافية، تتألف من مروحيات كوبرا الهجومية ومروحيات النقل 214، من قاعدة كرمنشاه القتالية، لتعزيز مجموعة الإسناد الجوي. قامت فرق الطيران التابعة لسلاح الجو بطلعات جوية مستمرة، حيث ألحقت ضربات قاسية بقوات العدو وأجبرتها على التراجع. في الوقت نفسه، تولت هذه الفرق مهمة إجلاء جرحى اللواء 40 "سراب" إلى مراكز الإسعاف، ونقل قوات الإسناد الجديدة إلى منطقة القتال، مما عزز من قوة المجاهدين بالإمداد بالقوات والذخائر والتموين.[13] ومع ذلك، نجح العدو في نهاية المطاف باحتلال جزء من مرتفعات ميمك.[14]

استمراراً للعمليات السابقة، نُفذت عملية نصر-6 في 1 أغسطس 1987م. شارك فيها ستة ألوية من القوات البرية للجيش، بما في ذلك اللواء 40 "سراب"، لمواجهة أكثر من 15 لواء عراقياً في مرتفعات ميمك. في الساعات الأولى للعملية، نجح مجاهدوا الإسلام، بعد اختراق حقول الألغام والعوائق، في السيطرة على المرتفعات والتلال الحاكمة في ميمك، بما في ذلك التلة 670 والمحور المتصل بها، والتلة 643، وكَلَه قَندي وتلة الشهداء. شن العراق 42 هجوماً مضاداً مكثفاً لإعادة احتلال المرتفعات. وبعد 13 يوماً من القتال العنيف، انتهت عملية نصر-6 بانتصار وحدات القوات البرية للجيش، بما في ذلك اللواء 40 سراب، وتحرير ميمك بالكامل.[15]

استمراراً لمسيرة الدفاع المقدس، شارك اللواء 40 في أكثر من 17 عملية هجومية ودفاعية في مناطق الشمال الغربي، والجنوب، والجنوب الغربي للبلاد.[16]

على مدى ثماني سنوات من الحرب المفروضة، استشهد 1603 أفراد من اللواء 40 "سراب"، وأصيب 2000 فرد، وأُسر 1400 آخرون.[17] وكان الشهيد محمد باقر روحي كاشيكلايي من أبرز شهداء اللواء 40، وحاملاً لوسام التضحية، حيث خدم كنائب لقائد كتيبة خلال فترة الدفاع المقدس.[18]

بعد الحرب المفروضة، كان اللواء 40 من الوحدات التي خُصصت لمحافظة أردبيل تنفيذاً لخطة ثامن للقوات البرية للجيش. قبل ذلك، كانت بعض وحدات اللواء متمركزة في أردبيل والبقية في سراب. وطبقاً للخطة الشاملة للقوات، أُضيفت إلى اللواء 40 وحدات أخرى من تشكيلات مختلفة تابعة للقوات البرية للجيش. كما رُقِّيَت بعض وحدات اللواء 40، مما أدى إلى زيادة قوته واستعداده القتالي. كان اللواء يُعرف سابقاً باسم "اللواء 40 سراب"، ولكنه يُعرف الآن باسم اللواء 40 مشاة المستقل (مقره الرئيسي في أردبيل). يتمركز اللواء حالياً في محافظتي أردبيل وأذربيجان الشرقية، ويتولى مسؤولية الدفاع عن المنطقة في حال وقوع أي تهديد. تمتد منطقة مسؤولية اللواء 40 لتشمل أقصى نقطة شمالية من البلاد، وتمتد لتصل إلى الحدود البحرية في محافظة جيلان، وتمتد على طول بحر خزر[19]

في إطار خطة مساعدة الشعب، يسعى اللواء 40 لتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين في الحوادث والكوارث الطبيعية مثل السيول والزلازل وغيرها. وكمثال على ذلك، وخلال فترة تفشي جائحة كورونا التي استمرت 15 شهراً، شاركت هذه الوحدة بكل تجهيزاتها وإمكاناتها، بما في ذلك توفير المستشفيات، للسيطرة على هذا المرض.[20]

كان كل من العميد سيابخش نصيري زيبا[21] والعميد محمد جوادي[22] من أبرز قادة اللواء 40 خلال فترة الدفاع المقدس. ويتولى حالياً قيادة هذا اللواء العقيد السيد علي نباتي.[23]

 

 

[1] "«10 هزار نیروی ارتشی در قالب طرح مردم یاری در مناطق سیل زده حضور دارند/ رژه نیروهای مسلح روز ۲۹ فروردین ...»(10 آلاف جندي من الجيش حاضرون في المناطق المتضررة من السيول ضمن خطة مساعدة الشعب/ استعراض القوات المسلحة يوم 29 فروردین..."، ) موقع سبلان ما الإخباري، 27 فروردین 1398ش/ 16 أبريل 2019م. www.sabalanema.ir/news/80966.

[2] أكبري باكرو، سلمان، تیپ 40 سراب (اللواء 40 سراب)، شهرية صف، ع 426، آبان 1395 ش/ أكتوبر 2016م، ص 39.

[3] بختياري، مسعود، عملیات بیت‌المقدس و آزادسازی خرمشهر(عملية بيت المقدس وتحرير خرمشهر)، طهران، إيران سبز، ط2، 1387 ش/ 2008م، ص 26.

[4] المصدر نفسه، ص 82 و 83.

[5] المصدر نفسه، ص 155.

[6] المصدر نفسه، ص 138.

[7] أصلاني، علي أكبر، فرمانده تكاور(قائد القوات الخاصة)، طهران، إيران سبز، 1399 ش/ 2020م، ص 221 و 222.

[8] المصدر نفسه، ص 337.

[9] جعفری، محمد، اطلس نبردهای ماندگار (أطلس المعارك الخالدة)، طهران، سوره سبز، ط35، 1393 ش/ 2014م، ص 139.

[10] "شمشير پيروزي براي تيپ 40 سراب" (سيف النصر للواء 40 سراب)، وكالة أنباء الدفاع المقدس، 28 مهر 1392 ش/ 20 أكتوبر 2013م. www.defapress.ir/fa/news/4807

[11] المصدر نفسه.

[12] لطف‌الله‌زادگان، علي رضا، روزشمار جنگ ایران و عراق(التقويم اليومي للحرب الإيرانية العراقية)، الكتاب التاسع والأربعون: تصویب قعطنامه 598 (اعتماد القرار 598)، طهران، مركز اسناد دفاع مقدس (مركز وثائق الدفاع المقدس)، 1387 ش/ 2008م، ص 50.

[13] أردشيرزاده، كريم، حماسه‌ های ماندگار هوانیروز در دفاع مقدس(الملاحم الخالدة لسلاح الجو في الدفاع المقدس)، طهران، نوديد طراحان، ط1، 1388 ش/ 2009م، ص 144 و 145.

[14] جعفری، محمد، المصدر نفسه، ص 141.

[15] "شمشير پيروزي براي تيپ 40 سراب" (سيف النصر للواء 40 سراب).

[16] أكبري باكرو، سلمان، المصدر نفسه، ص 40.

[17] "اللواء 40 التابع للجيش شارك في 16 عملية خلال الدفاع المقدس"، وكالة مهر للأنباء، 7 مهر 1400 ش/ 29 سبتمبر 2021م. www.mehrnews.com/news/5316555/.

[18] "أُقيم حفل إهداء وسام التضحية لشهداء الكتيبة 22 بهمن"،  وكالة مهر للأنباء)، 25 خرداد 1402 ش/ 15 يونيو 2023م. www.mehrnews.com/news/5811174/.

[19]  أكبري باكرو، سلمان، المصدر نفسه، ص 38.

[20] "الجيش لا يزال في الميدان لاحتواء كورونا"،  وكالة مهر للأنباء، 28 فروردین 1400 ش/ 17 أبريل 2021م. www.mehrnews.com/news/5191423.

[21] "پيكر جانباز شهيد نصيري زيبا با حضور فرمانده نيروي زميني ارتش تشييع شد" ("تشييع جثمان الجانباز (المحارب القديم) الشهيد نصيري زيبا بحضور قائد القوات البرية للجيش")، باشگاه خبرنگاران جوان (نادي المراسلين الشباب)، 5 مرداد 1392 ش / 27 يوليو 2013م،، www.yjc.ir/fa/news/448616.

[22] "تجليل از امير سرتيپ محمد جوادي يادگار دفاع مقدس" ("تكريم الأمير العميد محمد جوادي، من تركة الدفاع المقدس")، خبرگزاري دانشجويان ايران (وكالة أنباء الطلبة الإيرانية - إيسنا)، 4 خرداد 1396 ش / 25 مايو 2017م،

[23] "فرمانده جديد تيپ ٤٠ ارتش منصوب شد" ("تعيين قائد جديد للواء 40 في الجيش")، خبرگزاري بسيج (وكالة أنباء التعبئة - بسيج)، 7 إسفند 1401 ش / 26 فبراير 2023م، www.basijnews.ir/fa/news/9495237 - "ارتش در اوج اقتدار و صلابت است" ("الجيش في أوج الاقتدار والصلابة")، خبرگزاري مهر (وكالة مهر للأنباء)، 29 فروردين 1402 ش / 18 أبريل 2023م، www.mehrnews.com/news/5757823