المجموعات، المؤسسات، المنظمات
فرقة 77 خراسان
إعداد: محسن شیرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
17 دورہ
فرقة 77 خراسان هي تشكيل عسكري تابع للجيش الإيراني من منطقة شمال شرق البلاد، وقد لعبت دوراً قتالياً في الحرب المفروضة التي شنتها العراق على إيران.
تمتلك فرقة 77 تاريخاً عسكرياً طويلاً. ففي عام 1921م، صدر الأمر بتشكيل الجيش الموحد (قشون متحد الشکل)، وتم تأسيس فرقة مركزها مدينة مشهد تحت اسم "فرقة الشرق".[1] تطورت هذه الفرقة تدريجياً، وتم تثبيتها في المحافظة بثلاثة ألوية تنظيمية، لتُعرف باسم "فرقة 77 خراسان". قبل الثورة الإسلامية، كان قائد هذه الفرقة يُعدّ واحداً من الشخصيات الثلاثة الأكثر نفوذاً وتأثيراً في المنطقة.
شملت المهام التي شاركت فيها هذه الفرقة قبل الثورة: المناورات العسكرية للدول الأعضاء في حلف السنتو، وحرب ظفار، والمشاركة كقوات لحفظ السلام في فيتنام وفلسطين، بالإضافة إلى عمليات الإغاثة في زلزال طبس عام 1978م.
بعد انتصار الثورة الإسلامية، ومع اندلاع الأزمات الداخلية، انتشرت الفرقة في منطقتي تركمن صحراء وكردستان.[2] مع بدء الحرب المفروضة، أُرسلت وحدات من فرقة 77 إلى خوزستان، حيث اشتركت في مواجهة العدو غرب دزفول والأهواز.[3] وفي أوائل أواخر أكتوبر 1980م، وعقب حصار عبادان، تم دفع الكتيبة 153 التابعة للفرقة عبر البحر باستخدام الحوامات والمروحيات إلى المنطقة.[4] وفي 31 أكتوبر 1980م، اشتبكت هذه الكتيبة مع العدو في قطاع ذوالفقاري، ونجحت في منع سقوط عبادان.[5]
في عام 1980م، تولت فرقة 77 قيادة قطاع آبادان وخرمشهر وبادرت إلى وضع خطة لكسر حصار آبادان.[6] وبناءً على هذه الخطة، التي عُرفت باسم عملية ثامن الأئمة، كُلفت الألوية الأول والثاني والثالث من فرقة 77، بالتعاون مع وحدات من الحرس الثوري، بمهمة تحرير المناطق المحتلة شرق نهر كارون.[7]
مع انطلاق العملية فجر 27 سبتمبر 1981م، شنت الألوية هجومها على العدو: اللواء الأول من قطاع ذوالفقاري، واللواء الثاني من فياضية، واللواء الثالث من دارخوين. وبعد يومين من القتال، نجحت القوات في طرد قوات العدو من شرق كارون وفك حصار آبادان. وفي ختام العملية، أُجري استعراض للأسرى العراقيين أمام كبار قادة الجيش الإيراني، وألقى قائد فرقة 77، العقيد السيد شهاب الدين جوادي، خطاباً موجهاً للأسرى باللغة العربية.[8] عُرفت فرقة 77 بعد هذا الانتصار باسم "فرقة ثامن الأئمة الظافرة ".[9]
شاركت فرقة 77 أيضاً في عملية فتح المبين، حيث ساهمت في احتلال تلة أبو صليبي خات وموقع الرادار.[10] مع بدء العملية في 22 مارس 1982م، اشتبك اللواء الثالث من فرقة 77 مع قوات العدو.[11] وبعد يومين من القتال، تم تحرير 150 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الإيرانية المحتلة، من عين خوش حتى فكة.[12]
وفي المرحلة الرابعة من عملية بيت المقدس، دخلت الألوية الثلاثة من فرقة 77 المعركة ضمن مقر فجر، حيث كُلفت بمهمة الدفاع عن جسر نو ومنع قوات العدو من الفرار من خرمشهر.[13] كما شاركت الألوية الثلاثة في عملية رمضان في يوليو 1982م في المنطقة الحدودية الجنوبية الغربية من خوزستان، تحت إمرة مقر فجر.[14]
شاركت فرقة 77 في عملية والفجر 1 في إبريل 1983م في قطاع فكة. كما كان لها حضور في عملية والفجر 2 في يوليو 1983م في منطقة شمال غرب البلاد، والتي أدت إلى احتلال ثكنة حاج عمران العراقية.[15]
وفي عملية خيبر في مارس 1984م، والتي أسفرت عن السيطرة على جزيرة مجنون، شاركت الألوية الأول والثاني والثالث من فرقة 77. واستمرت الفرقة في التمركز في نفس المنطقة خلال عملية بدر في مارس 1985م.[16]
شارك اللواء الأول من فرقة 77 في عمليتي قادر 1 و 2 في قطاع غرب أشنوية خلال شهري يوليو وسبتمبر 1985م. كما شارك اللواء مع وحدات الجيش الأخرى في عملية نصر 6 في أغسطس 1987م في منطقة ميمك، والتي استمرت ثمانية أيام.[17]
خلال فترة الدفاع المقدس، ونظراً للتهديدات المحدقة بالحدود الشرقية لإيران بسبب تواجد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، جرى تشكيل اللواء الرابع من فرقة 77 لمواجهة هذا الخطر المحتمل.[18]
توالى على قيادة فرقة 77 خلال الحرب المفروضة القادة: العقيد السيد شهاب الدين جوادي، والعميد الثاني عظيم أزگمي، والعقيد منوتشهر دجكام، والعقيد علي بخشي نيكفرد.[19] قدمت فرقة 77 تضحيات جسيمة بلغت 2300 شهيد، و15949 جريحاً، بالإضافة إلى 2865 أسيراً سقطوا في قبضة العدو.[20]
بقيت القوة الرئيسية فرقة 77 خراسان لعدة سنوات بعد انتهاء الدفاع المقدس مُتمركزة في جنوب وجنوب غرب البلاد، حيث اضطلعت بمهام متنوعة شملت الدفاع عن الحدود وتطهير حقول الألغام. عقب انتهاء الحرب وتطبيق "خطة الرجوع"، عادت الوحدات التابعة لفرقة 77 من مناطق العمليات إلى منطقتها الإقليمية (الشرق) في ديسمبر 1992م. وفي أغسطس 1998م، ونظراً لتحركات طالبان في أفغانستان، وما نتج عنها من إخلال بالأمن وتصاعد الحساسيات على الحدود الشرقية، أُرسلت وحدات من الفرقة إلى الشريط الحدودي لتأمين الحدود ومكافحة مهربي المخدرات.[21]
في عام 2002م، تم فصل اللواء الرابع من فرقة 77 ليصبح تشكيلاً مستقلاً باسم اللواء 38 المدرع تربت جام. وفي وقت لاحق، تنفيذاً لخطة ثامن، تحولت كل من اللواء 277 قوتشان، اللواء 377 مشهد، واللواء 177 تربت حيدرية إلى وحدات مستقلة. حالياً، تقتصر مسؤولية مقر فرقة 77 على الإشراف على شؤون هذه الألوية الثلاثة المستقلة.[22]
يتولى قيادة فرقة 77 خراسان حالياً العميد الثاني عبد الرحمن ساسانيان.[23]
[1] راميننجاد، رامين، تاريخ لشكر خراسان (تاريخ فرقة خراسان)، ج 2، مشهد، آهنگ قلم، 1391 ش / 2012م، ص 13.
[2] أكبري، حميد رضا، «هشتمين معبر آسمان (المعبر الثامن للسماء)، شهرية صف، ش 439، دي 1396 ش / ديسمبر 2017م، ص 61.
[3] راميننجاد، رامين، المصدر نفسه، ص 40 و 44 و 45.
[4] شير محمد، محسن، بر فراز درياها ـ نگاهي به تاريخ هوادريا و حماسه اسكادرانهاي هواناو، بالگرد و بال ثابت در جنگ تحميلي (فوق البحار - نظرة على تاريخ الطيران البحري وملحمة أسراب الحوامات والمروحيات والأجنحة الثابتة في الحرب المفروضة)، طهران، دفتر پژوهشهای نظری و مطالعات راهبردی نیروی دریایی (مكتب الدراسات النظرية والدراسات الاستراتيجية للقوة البحرية)، 1400 ش / 2021م، ص 148.
[5] سَروري، روح الله وأبو القاسم جاوداني، عملية ثامن الأئمة، طهران، آجا، 1390 ش / 2011م، ص 69 و 70.
[6] المصدر نفسه، ص 88 و 89.
[7] مركز مطالعات وتحقيقات جنگ (مركز الدراسات والبحوث الحربية)، نبردهاي شرق كارون به روايت فرماندهان (معارك شرق كارون برواية القادة)، ط1، طهران، مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ سپاه پاسداران (مركز دراسات وبحوث حرب الحرس الثوري)، 1379 ش / 2000م، ص 176.
[8] جعفري، مجتبى، اطلس نبردهاي ماندگار (أطلس المعارك الخالدة)، ط35، طهران، سوره سبز، 1393 ش / 2014م، ص 64.
[9] أكبري، حميد رضا، المصدر نفسه، ص 60.
[10] حسيني، السيد يعقوب وآخرون، نقش ارتش جمهوري اسلامي ايران در هشت سال دفاع مقدس ـ نبردهاي غرب دزفول (دور جيش جمهورية إيران الإسلامية في ثماني سنوات من الدفاع المقدس - معارك غرب دزفول)، ج 1، طهران، سازمان عقیدتی سیاسی ارتش (منظمة العقائدية السياسية للجيش)، 1372 ش / 1993م، ص 215 و 216.
[11] المصدر نفسه، ص 220.
[12] جعفري، مجتبى، المصدر نفسه، ص 74.
[13] دروديان، محمد، سيري در جنگ ايران و عراق ـ از خونينشهر تا خرمشهر (جولة في حرب إيران والعراق - من خرمين شهر إلى خرمشهر)، ج 1، ط4، طهران، مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ سپاه پاسدارا(مركز دراسات وبحوث حرب الحرس الثوري)، 1377 ش / 1998م، ص 155 حتى 158.
[14] حسيني، السيد يعقوب، عملية رمضان، إيران سبز، 1392 ش / 2013م، ص 85.
[15] راميننجاد، رامين، المصدر نفسه، ص 130 و 131.
[16] المصدر نفسه، ص 136 و 138.
[17] المصدر نفسه، ص 143-144 و 158.
[18] أكبري، حميد رضا، المصدر نفسه، ص 62.
[19] راميننجاد، رامين، المصدر نفسه، ص 210.
[20] المصدر نفسه، ص 173 و 176 و 178.
[21] أكبري، حميد رضا، «يگان تانك مقتدر در مؤلفههاي نظامي (وحدة الدبابات القوية في المكونات العسكرية)، شهرية صف، ش 442، فروردين وأرديبهشت 1397 ش / مارس وأبريل 2018م، ص 44.
[22] أكبري، حميد رضا، «متحرك و هجومي (متحرك وهجومي)، شهرية صف، ش 448، آبان 1397 ش / أكتوبر 2018م، ص 56؛ أكبري، حميد رضا، «يگان تانك مقتدر در مؤلفههاي نظامي»، ص 44؛ راميننژاد، رامين، المصدر نفسه، ص 62.
[23] وكالة أنباء شبستان، 27 إسفند 1397 ش / 18 مارس 2019م، www.shabestan.ir/detail/News/774296.
