التسلح
طائرة الاستطلاع RF-4
إعداد: محسن شيرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
9 دورہ
RF-4 هي إحدى طائرات الاستطلاع التابعة للقوات الجوية للجيش الإيراني. وقد كان دورها الرئيسي في الدفاع المقدس هو التقاط الصور الجوية لجبهات القتال والأهداف العسكرية في عمق أراضي العدو.
قامت شركة ماك-دونل دوغلاس (الأمريكية) في عام 1963م[1] بإجراء تعديلات على مقاتلة فانتوم (F-4) لتحويلها إلى طراز RF-4. يطابق مظهر هذه الطائرة نظيرتها المقاتلة، باستثناء أن مقدمتها (الأنف) خُصصت لتركيب أنواع مختلفة من الكاميرات والرادارات. كما أن تجهيزات الملاحة الجوية فيها أكثر تطوراً مقارنة بالطراز القتالي. ونظراً لمهمتها الاستطلاعية، فإن هذه الطائرة لا تحمل أي أسلحة وهي غير قادرة على الاشتباك الجوي.[2] في هذه الطائرة، يتولى الطيار في المقصورة الأمامية مهمة قيادة الطائرة، بينما يقوم الطيار في المقصورة الخلفية بأعمال التصوير والملاحة.[3]
استخدمت الولايات المتحدة طائرة RF-4 على نطاق واسع في حرب فيتنام بدءاً من عام 1967م. في البداية، ترددت الولايات المتحدة في بيع هذه الطائرة المتقدمة لحلفائها، حتى أنها رفضت طلب الكيان الصهيوني للحصول على طائرات RF-4 خلال حرب الأيام الستة مع العرب (1967م). وبدلاً من ذلك، حلقت هذه الطائرات بإشراف طيارين أمريكيين من قواعدها في ألمانيا وقامت بمهام تصوير لمناطق الاشتباك لصالح جيش الكيان الصهيوني.[4]
في عام 1971م، اشترت إيران أولى طائرات RF-4 من الولايات المتحدة، وتدريجياً انضمت 16 طائرة من هذا النوع إلى القوات الجوية للجيش الإيراني، مما أدى إلى زيادة القدرة الإيرانية على التصوير الجوي.[5]
كما أُرسلت هذه الطائرات من الجانب الإيراني للمشاركة في أزمة ظفار في سلطنة عمان (بين 1973 و 1976م)، حيث نفذت مهام تصوير جوي للمنطقة.[6]
في سبتمبر 1980م وقبل بدء الحرب المفروضة، كانت قاعدة مهرآباد تمتلك 8 طائرات RF-4 جاهزة للعمليات، بالإضافة إلى 7 طيارين للمقصورة الأمامية و17 طياراً للمقصورة الخلفية لقيادة هذه الطائرات.[7]
في 23 سبتمبر 1980م، أي بعد يوم واحد من الهجوم الجوي للجيش العراقي، نفذت إيران عملية جوية واسعة ضد القواعد العسكرية للعدو.[8] ولتحديد نتائج هذه العملية، نُفِّذت أولى الطلعات الاستطلاعية بواسطة طائرة RF-4 فوق قاعدة الحبانية العراقية، وتم تصوير المناطق التي تعرضت للقصف.[9]
من بين معدات التصوير الجوي لطائرة RF-4، كانت كاميرا K.A-90B بعدسة 24 بوصة، وهي كاميرا مخصصة للتصوير البانورامي والارتفاعات العالية. وقد قدمت هذه الكاميرا مساعدة حيوية ومهمة للمجاهدين لمسح خطوط جبهة القتال، لا سيما أثناء العمليات العسكرية الكبيرة.[10] وباستخدام هذه الكاميرا، كان يتم تصوير خط لجمن (الحافة الأمامية لمنطقة القتال) ومراجعة آخر مستجدات مواقع قوات العدو.[11]
وقد لعبت طائرات RF-4 دورًا فعالًا في تخطيط مختلف العمليات خلال الدفاع المقدس، بما في ذلك عمليات: ثامن الأئمة أكتوبر 1981م،[12] وفتح المبين أبريل1982م،[13] وبيت المقدس مايو / يونيو 1982م،[14] ووالفجر-8 فبراير 1986م.[15]
على سبيل المثال، في عملية ثامن الأئمة، كانت طلعات الطائرة تنفذ، وتُرسل الصور الملتقطة مع المرفقات إلى قاعدة أميدية في الأهواز بواسطة طائرة جت فالكون، ومن هناك تُنقل برًّا إلى مقر قيادة الفرقة 77 للجيش (قيادة العمليات) بالقرب من ماهشهر. وهناك، كان ضباط استخبارات الفرقة يعملون على تحليل الصور.[16]
كانت حماية معلومات الطيران من الأمور الأساسية في مهمات RF-4. ففي بعض الأحيان، بعد إقلاع الطائرة من القاعدة، لم يكن حتى رادار المراقبة على علم بالوجهة الفعلية لمنع تسرب المعلومات.[17]
في بداية الحرب المفروضة، كانت طائرات RF-4 تخترق الأجواء العراقية سراً وبشكل انفرادي من نقاط مختلفة وعلى ارتفاع منخفض لإنجاز مهامها.[18]ولكن مع منتصف الحرب، أصبحت مهمة طائرات الاستطلاع أكثر صعوبة بسبب دخول أنواع متطورة من الطائرات مثل الميراج ثم الميغ-25 إلى سلاح الجو العراقي، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي متقدمة مثل رولاند إلى الشبكة الدفاعية العراقية. وبالطبع، كانت طلعات الاستطلاع تُلغى وتُكرر في أيام متتالية في كثير من الأحيان بسبب علم العدو بالعملية أو بسبب الظروف الجوية السيئة.[19]
ومن بين الطيارين الشهداء لطائرة RF-4 في الحرب المفروضة: فريدون ذوالفقاري، محمد رضا نوروزي،[20] علي رضا دريانيان، غلام رضا خسرو بور، حميد رضا نادري نيا، مسعود كوروش، وغلام عباس سلطاني.[21]
بعد انتهاء الحرب، وتحديداً في أواخر صيف 1989م، نُقلت طائرات RF-4 من قاعدة مهرآباد إلى قاعدة شهيد نوجة (همدان).[22] وفي أغسطس 1989م، نجح خبراء جهاد الاكتفاء الذاتي للقوات الجوية (نهاجا) في تركيب نظام جديد للتزود بالوقود جواً على طائرة RF-4، مما مكّنها من التزود بالوقود من تحت جناح طائرة بوينغ 707.[23] بالإضافة إلى ذلك، خضعت إحدى طائرات RF-4 التي تضررت في عام 1977م بسبب هبوط قاسٍ لعملية إصلاح وإعادة تأهيل على يد متخصصين من منظمة الصناعات الجوية في عام 1995م، وعادت للخدمة العملياتية.[24]
في 29 أكتوير 2003م، تعرضت طائرة RF-4 لخلل فني أثناء رحلة تدريبية بالقرب من زنجان، وسقطت بالقرب من مدينة إيجرود التابعة لمحافظة زنجان، مما أدى إلى استشهاد الطيارين اللذين كانا على متنها.[25]
[1] Gunston, Bill, SPY PLANES, New York, Arco Military Book, 1988, p. 44.
[2] شيرمحمد، محسن، گردان 11 شناسایی راهکنشی نیروی هوایی در دفاع مقدس (كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية في الدفاع المقدس)، مجلة صف، العدد 433، تیر 1396ش/ 2017م، ص 35.
[3] شيرمحمد، محسن، تنها در آسمان: گفتگو با سرتیپ دوم خلبان محمود کنگرلو (وحيداً في السماء: حوار مع العميد الطيار محمود كنكرلو)، الجزء الأول، مجلة صنایع هوایی، العدد 352، مرداد 1401ش/2022م، ص 12.
[4] شيرمحمد، محسن، گردان 11 شناسایی راهکنشی نیروی هوایی در دفاع مقدس (كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية في الدفاع المقدس)، ص 35؛ شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، طهران، مرکز انتشارات راهبردی نهاجا (مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية)، 1396ش/2017م، ص 28.
[5] شيرمحمد، محسن، گردان 11 شناسایی راهکنشی نیروی هوایی در دفاع مقدس (كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية في الدفاع المقدس)، ص 83.
[6] شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 105 و 103.
[7] مجموعة المؤلفين، تاریخ نبردهای هوایی دفاع مقدس (تاريخ المعارك الجوية للدفاع المقدس)، ج 1: تا آغاز تهاجم سراسری عراق (حتى بدء الهجوم العراقي الشامل)، طهران، مرکز انتشارات راهبردی نهاجا (مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية)، الطبعة الأولى، 1393ش/2014م، ص 389.
[8] شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 136.
[9] المصدر نفسه، ص 137.
[10] شيرمحمد، محسن، گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی (كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية في الدفاع المقدس)، ص 33؛ شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 83.
[11] شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 180 إلى 184.
[12] شيرمحمد، محسن، گردان 11 شناسایی در عملیات شکست حصر آبادان(كتيبة الاستطلاع 11 في عملية كسر الحصار عن آبادان)، فصلیة اقتدار هوایی، العدد 13، صيف وخريف 1400ش/2021م، ص 29 و 30.
[13] شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 205 إلى 207.
[14] المصدر نفسه، ص 210 إلى 213.
[15] المصدر نفسه، ص 242 إلى 245.
[16] شيرمحمد، محسن، «ك گردان 11 شناسایی در عملیات شکست حصر آبادان(كتيبة الاستطلاع 11 في عملية كسر الحصار عن آبادان)، ص 29 و 30.
[17] شيرمحمد، محسن، چشمان عقاب: حماسه گردان 11 شناسایی تاکتیکی نیروی هوایی و عملیات عکسبرداری هوایی در دفاع مقدس (عيون العقاب: ملحمة كتيبة الاستطلاع التكتيكي 11 للقوات الجوية وعمليات التصوير الجوي في الدفاع المقدس)، ص 209.
[18] المصدر نفسه، ص 252.
[19] المصدر نفسه، ص 252 إلى 254.
[20] المصدر نفسه، ص 245.
[21] المصدر نفسه، ص 141، 223، 227، 229 و 260.
[22] المصدر نفسه، ص 269.
[23] المصدر نفسه، ص 205 إلى 207.
[24] المصدر نفسه، ص 115 إلى 117.
[25] المصدر نفسه، ص 274 و 275.
