المجموعات، المؤسسات، المنظمات
فرقة ولي العصر 7 (عج)
بقلم: فاطمه خادمی
نقله الی العربیة: سید محمود عربی
7 دورہ
تُعدُّ فرقة ولي العصر 7 (عج) من الوحدات القتالية التابعة للحرس الثوري في فترة الدفاع المقدس، وكان معظم أفرادها من قوات التعبئة (البسيج) والحرس الثوري في محافظة خوزستان.
تشكّلت النواة الأولية لفرقة ولي العصر 7 (عجل الله تعالی فرجه) التابعة للحرس الثوري في محافظة خوزستان قبل اندلاع الحرب المفروضة. وكان المنشأ الرئيسي لهذه الفرقة هو الحرس الثوري في دزفول، حيث كانت قواتها المؤسسة في البداية من مجاهدين من أهالي دزفول.[1] وقبل الحرب، شارك الحرس الثوري في دزفول في مواجهة المجموعات المناهضة للثورة مثل "كومله" و"الديمقراط" في غرب البلاد، وهو ما استمر حتى بداية الحرب المفروضة.[2]
إثر الهجوم العراقي واسع النطاق، تعرضت مدن جنوب إيران للقصف. ووقفت قوات شعبية ومتطوعو التعبئة من دزفول وشوش وأنديمشك إلى جانب قوات الجيش لمواجهة العدو، بإشراف حرس دزفول. وفي المنطقة الغربية لنهر الكرخة، جرى تنظيم مجاهدين من محافظات أخرى إلى جانب قوات حرس دزفول لعرقلة تقدم العدو. غير أنه، ونظراً لقلة عدد القوات العسكرية ونقص القوة الدفاعية في المناطق الحدودية، تمكن العدو من الوصول إلى جسر النادري (جسر الكرخة) ووضع حامية الكرخة تحت نيرانه، مما أدى إلى انسحاب وحدة عمليات حرس دزفول من حامية الكرخة ونقلها إلى مدينة دزفول.[3]
بعد ذلك، استُدعيت القوات المرسلة من حرس الثورة في دزفول، التي كانت قد ذهبت إلى الغرب لمواجهة المجموعات المناهضة للثورة، إلى الجنوب. وبعد تمركزها في محور دشت عباس، بدأت في تنفيذ عمليات غير منتظمه. استمر هذا المسار حتى تشكيل كتيبة دزفول ولواء المقاومة 7 دزفول.[4]
تكونت كتيبة دزفول من مجاهدين من دزفول، وأنديمشك، وشوش، وتشكلت للمرة الأولى قبل عملية طريق القدس ديسمبر 1981م. وشاركت في هذه العملية كـكتيبة اختراق، وكانت هذه أول تجربة للكتيبة في العمليات المنتظمه، وقد أرسى ذلك الأسس لتشكيل لواء دزفول.[5]
في النصف الثاني من عام 1360 هـ ش (1981م)، أُعيد تنظيم الهيكل القتالي للحرس الثوري، ووُضع تشكيل الألوية القتالية على جدول الأعمال. وكانت وحدة حرس الثورة في دزفول من أولى الكتائب التي رُفِعت إلى مستوى لواء في 22 ديسمبر 1981م، وأُطلق عليها اسم لواء المقاومة 7 دزفول في أوائل يناير 1982م. وعُيّن عبد المحمد رؤوفي ومحمد حسن كوسهجي على التوالي قائداً ونائباً لقائد اللواء 7.[6]
كانت قوات اللواء 7 ولي العصر (عج) تتمركز قبل عملية فتح المبين تحت إمرة المقر المركزي كربلاء في معسكر دوكوهه. وكانت الأمور التدريبية للفرقة تتم على ضفاف نهر الكرخة في معسكر الكتائب القتالية، وفي معسكر الشهيد مصطفى خميني غرب دزفول، وفي منتجع أنديمشك (خلف سد عليكِلّه في دزفول، في معسكر التدريب البرمائي).[7]
شارك اللواء 7 بدايةً في عملية فتح المبين 22 مارس 1982م في جبهات تپه چشمه، وكرخة، وصالح مشطط، ومالحة. وفيها، تم ردّ القوات البعثية المعتدية حتى الحدود الدولية.[8] وتمكّن هذا اللواء في عملية فتح المبين من السيطرة على موقعي 4 و 5 في مرتفعات أبو صليبي خات.[9] وبعد عملية فتح المبين، اختير الاسم المبارك للإمام ولي العصر (عج) للواء المقاومة 7 دزفول؛ وبقي هذا الاسم ملازماً له منذ ارتقائه إلى مستوى فرقة.[10]
كانت عملية بيت المقدس 1-24 مايو 1982م هي العملية الثانية والأكثر أهمية التي شارك فيها لواء 7 ولي العصر (عج). وقد نُفِّذَت العملية غرب نهر كارون، حيث كان من بين الأهداف المحددة للواء 7: السيطرة على جزء من طريق أهواز-خرمشهر، وتأمين الحدود الدولية، والسيطرة على طريق شلمجة-خرمشهر وتحريره، وقد نجح في تحقيقها جميعاً. وفي 13 يوليو 1982م، شارك اللواء 7 أيضاً في عملية رمضان.[11]
وقبل عملية والفجر التمهيدية فبراير 1983م، أُعيدت ترقية اللواء 7 ولي العصر (عج) إلى مستوى فرقة، وانضمت إليه كتائب أخرى من مدن محافظتي خوزستان ولرستان.[12] وبعد ارتقائه إلى فرقة 7 ولي العصر (عج)، شارك في عمليات والفجر التمهيدية 6 فبراير 1983م، والفجر 1، 17 أبريل 1983م، وخيبر 22 فبراير 1984م.[13]
شاركت فرقة 7 ولي العصر (عج) في عملية خيبر بثلاثة ألوية من أهواز، دزفول، شوشتر، وأنديمشك. وقد كانت هذه المدن هي المزوِّدة بالقوات القتالية للفرقة 7. لكن بعد عملية خيبر، تغيّر هيكل قوات الفرقة من تقسيمات الألوية إلى تقسيمات الكتائب، وتم حل جميع ألوية الفرقة.[14]
وكانت وحدات الفرقة 7 تتضمن المدفعية، استخبارات العمليات، المعدات، الهندسة، الطبابة، الاتصالات، الموارد البشرية، الإمداد والتموين، التخريب، المدرعات، الدفاع الجوي، والدعاية.[15]
وفي 15 سبتمبر 1986م، عشية عملية كربلاء 4، حُلَّت فرقة الإمام الحسن المجتبى (ع) 15 المستقلة البرمائية من بهبهان ودُمجت قواتها في كتائب فرقة 7 ولي العصر (عج).
شاركت فرقة 7 ولي العصر (عج) في عملية كربلاء 4 (24 ديسمبر 1986م) ثم في عملية كربلاء 5 (9 يناير 1987م). في هذه العملية، كان من بين الأهداف المحددة السيطرة على موقعين هلاليين في زاوية قناة السمك (کانال ماهي) وتطهيرهما في شرق البصرة. منذ الليلة الثانية للعملية، تمركزت الفرقة 7 في مقر تكتيكي بكتيبتي قمر بني هاشم (ع) ومالك الأشتر، ثم خرجت من منظمه مقر القدس ودخلت العمل تحت إمرة مقر كربلاء. وكانت أول مهمة أوكلتها قيادة هذا المقر للفرقة 7 هي السيطرة على الضلع الفوقانی الأيسر من المنطقة الخماسية التي توجد عليها الجسور. في اليوم التالي، أصيب حوالي 70 فردًا من قوات كتيبة الفجر التابعة للفرقة 7 وعدد من أفراد كتيبة مالك الأشتر بقنابل كيميائية معادية على طريق الشهيد صفوي. وأخيراً، وبعد عشرين يوماً وليلة من القتال والمقاومة، تمركز المجاهدون على بعد ستة كيلومترات شرق البصرة بعد عبورهم قناة السمك ونهري دويجي وجاسم. وانتهت عملية كربلاء 5 بتثبيت المناطق التي تمت السيطرة عليها، بما في ذلك مركز حدودي بوبيان، وشلمجة، وكوت سواري، وخين، وجزر بوارين، والفياض، وأم الطويل، وبحيرة بوبيان وجزء من قناة السمك.[16]
بعد عملية كربلاء 5، شاركت فرقة 7 ولي العصر (عج) أيضاً في عمليات نصر 4 (21 يونيو 1987م)، ونصر 8 (17 نوفمبر 1987م)، ووالفجر 10 (15مارس 1988م)، وبيت المقدس 7 (13 يونيو 1988م).[17]
وبعد أن هاجم الجيش العراقي في 25 مايو و25 يونيو 1988م بكامل قوته وباستخدام واسع للأسلحة الكيميائية مناطق شلمجة وجزر مجنون وجفير، أعاد احتلال المناطق التي كان قد سيطر عليها في عمليات كربلاء 5 وخيبر وبدر، وأَسَرَ عدداً من قوات فرقة 7 ولي العصر (عج) التي كانت تقوم بالدفاع في مناطق عمليات والفجر 10 ونصر 4 وبدر وجزر مجنون.[18]
فجر يوم الجمعة،22 يوليو 1988م، وبعد ثلاثة أيام من قبول إيران لقرار مجلس الأمن رقم 598، تقدم العراق مرة أخرى إلى داخل الأراضي الإيرانية من محوري كوشك وشلمجة، واستولى على 30 كيلومتراً من طريق أهواز-خرمشهر. وعلى الفور، أعدّت فرقة 7 ولي العصر (عج) نفسها للهجوم على العدو عبر إرسال كتائبها القتالية إلى تقاطع معسكر حميد. تحركت كتائب هذه الفرقة باتجاه كوشك ووصلت إلى الحدود دون أي اشتباك مع العدو، وشكّلت خطاً دفاعياً.[19]
شاركت فرقة 7 ولي العصر (عج) على مدار سنوات الحرب المفروضة الثماني في 14 عملية مهمة بـ 38 كتيبة.[20]
بعد نهاية الحرب المفروضة وتشكيل القوات الخمس للحرس الثوري، أصبح الهيكل القتالي لفرقة 7 ولي العصر (عج) مرة أخرى قائماً على الألوية في3 نوفمبر 1988م. ومن الناحية التنظيمية، وُضعت الفرقة تحت إمرة الفيلق السادس خوزستان. وتولت ألوية الفرقة الثلاثة: اللواء المدرع الأول الامام الحجة (عجل الله تعالی فرجه) (أهواز)، واللواء الثاني مشاة الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام ) (بهبهان)، واللواء الثالث مشاة حضرت مهدي (عجل الله تعالی فرجه) (دزفول)، مهمة الدفاع وحماية الحدود في جميع أنحاء المناطق الجنوبية من البلاد.
وبعد تشكيل الأفواج الإقليمية في عام 2008م، تحوّل اللواء الثالث التابع للفرقة إلى تشكيل شعبي مستقل عن التقسيمات العسكرية، عُرِف باسم فيلق ولي العصر (عج) لمحافظة خوزستان. كما تم وضع اللواءين الأول والثاني في هيكلية القوة البرية للحرس الثوري.[21]
منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، قاد فرقة 7 ولي العصر (عج) كل من: عبد المحمد رؤوفي نجاد، ومهدي كياني، ومحمد نبي رودكي، وأحمد سوداكر الذي استشهد متأثراً بإصابته الكيميائية، ومحسن كاظميني، وحسن شاهواربور، وعبد الرحمن بورجوادي، وحسن حسين نجاد.[22] كما استشهد قادة كتائب من فرقة ولي العصر (عج) خلال الحرب المفروضة، منهم: أكبر منصوري (قائد كتيبة سلمان في عملية بيت المقدس)، وجعفر حيدريان (قائد كتيبة أباذر في عملية فتح المبين)، ومصطفى عسكري (قائد كتيبة علي بن أبي طالب في عملية والفجر 8).
وبلغ عدد شهداء فرقة 7 ولي العصر (عج) خلال سنوات الحرب الثماني 23 ألف شهيد، و35 ألف جريح، و3500 الاسری المحرّرون. بالإضافة إلى ذلك، تضم قائمة شهداء هذه الفرقة 500 شهيد مجهول الهوية من الدفاع المقدس.[23]
وتُعدُّ هذه الفرقة حالياً وحدة العمليات التابعة لـ فيلق ولي العصر (عج) في خوزستان، وتعمل كوحدة تابعة للقوة البرية للحرس الثوري.
[1] كوچك، عبد المحمد، اطلس لشکر 7 ولی عصر(عج) در دوران دفاع مقدس، طهران، مرکز اسناد و تحقیقات دفاع مقدس سپاه پاسداران انقلاب اسلامی، الطبعة الأولى، 1398هـ ش (2019م)، ص 16.
[2] المرجع نفسه.
[3] المرجع نفسه.
[4] المرجع نفسه، ص 16 و 20.
[5] سالمی نجاد، عبد الرضا، فاتحان سایت و رادار ـ گزارش عملیات فتحالمبین، ج 1، طهران، نيلوفران، الطبعة الأولى، 1395ش (2016م)، ص 13 و 14.
[6] كوچك، عبد المحمد، المرجع نفسه، ص 16.
[7] المرجع نفسه، ص 20 و 21 و 23.
[8] المرجع نفسه، ص 48.
[9] سالمی نجاد، عبد الرضا، نبرد در رمل های جنگل عمقرـ گزارش عملیات والفجر مقدماتی، ج 4، طهران، نيلوفران، 1397ش (2018م)، ص 14.
[10] كوچك، عبد المحمد، المرجع نفسه، ص 10 و 17.
[11] المرجع نفسه، ص 48 و 114 و 126.
[12] المرجع نفسه، ص 10.
[13] المرجع نفسه، ص 48 و 136 و 144 و 152.
[14] المرجع نفسه، ص 20 و 21.
[15] المرجع نفسه، ص 30-42.
[16] المرجع نفسه، ص 205 و 214 و 190 و 202 و 48.
[17] المرجع نفسه، ص 48.
[18] المرجع نفسه، ص 258.
[19] المرجع نفسه، ص 259.
[20] المرجع نفسه، ص 10.
[21] المرجع نفسه، ص 21.
[22] المرجع نفسه، ص 27 و 273.
[23] المرجع نفسه، ص 262-266.