الأماكن
إنجلترا
بقلم: سجاد ناديبور
نقله الی العربیة: سید محمود عربی
5 دورہ
تقع إنجلترا في شمال غرب أوروبا، وكانت من الداعمين الرئيسيين لصدام حسين في الحرب المفروضة التي شنّها العراق ضد إيران. تبلغ مساحة إنجلترا حوالي 244,820 كيلومتراً مربعاً. وهي تتكون من جزيرة رئيسية وعشرات الجزر الأصغر، وتقع على حافة المحيط الأطلسي الشمالي، وبحر الشمال، والبحر الأيرلندي، وتشترك بحدود برية مع جمهورية أيرلندا في ركنها الغربي. و عصمتها لندن وتعتمد نظاماً ملكياً في الحكم. ومن مدنها الهامة: ساوثهامبتون، برمنغهام، مانشستر، بلفاست، ليفربول، نيوكاسل، غلاسكو، بورتسموث، كارديف، بريستول، كينغستون، إدنبرة، وأبردين.[1]
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإنجلترا العديد من التطورات منذ بدايتها في العصر الصفوي. بفضل الدعم العسكري البريطاني، نجح الشاه عباس الأول في طرد القوات البرتغالية من بندر عباس،[2] كما أوفد أول سفير إيراني إلى لندن.[3] وفي فترة حكم كريم خان زند، ازدهرت العلاقات التجارية بين البلدين، وتم إعفاء التجار الإنجليز من الرسوم الجمركية.[4]
توسعت العلاقات بشكل لافت خلال حكم الأسرة القاجارية، حيث منحت إيران لإنجلترا العديد من الامتيازات، من أهمها معاهدتا كلستان[5] وتركمانجاي،[6] واتفاقية رويتر[7] واتفاقية دارسي.[8] وفي الفترة نفسها، لعبت إنجلترا دوراً في عزل واستشهاد أمير كبير[9]، وحاولت تحويل مسار الثورة الدستورية،[10] وقامت بقمع انتفاضة أهالي تنغستان،[11] وتسببت في انفصال هرات عن إيران[12] والمجاعة الكبرى في البلاد.[13] ومع مساهمة إنجلترا في وصول الأسرة البهلوية للحكم، أصبحت العلاقات أكثر أحادية الجانب وتصاعد التدخل الإنجليزي في الشؤون الداخلية الإيرانية، مما أدى في عهد الشاه الثاني إلى فصل البحرين عن إيران.[14]
مع تولي حكومة محمد مصدق السلطة وتأميم النفط، قُطعت العلاقات بين البلدين، وفرضت إنجلترا عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.[15] استمرت حالة الفتور في العلاقات حتى انقلاب 19 أغسطس1953،[16] الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة وإنجلترا، حيث قامت حكومة فضل الله زاهدي (حكومة الانقلاب) بإعادة العلاقات بين الدولتين.
مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، تدهورت العلاقات بين البلدين مجدداً. ومع بدء الحرب المفروضة من العراق على إيران، انضمت إنجلترا التي كانت على علم بالمخطط وتُقدّم المشورة لصدام[17] قبل الهجوم على إيران، إلى صفوف مؤيدي نظام البعث العراقي، ولم تدخر جهداً لمواجهة إيران.
وفي خطوة أولى، لم تلتزم إنجلترا التي كانت قد أعلنت حيادها ظاهرياً في بداية الحرب، بعقدها السابق مع إيران بشأن بناء وتسليم 1500 دبابة من طراز تشيفتن، بل قامت بتسليم جزء من هذه الدبابات إلى العراق في خضم الحرب.[18] بعد ذلك، أغلقت إنجلترا عدة مكاتب وزارية وشركات حكومية إيرانية في لندن، بحجة منع شراء الأسلحة العسكرية.[19] ومن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها إنجلترا ضد إيران، كانت الإجراءات الأمنية. فكان الإنجليزيون يزودون العراق بنتائج عمليات التنصت على مكتب المشتريات الإيراني في لندن.[20]
أثناء الحرب، تولت إنجلترا مهمة توفير الدعم اللوجستي والإنتاج العسكري داخل الأراضي العراقية. ومن أبرز تلك الإجراءات، بناء شبكة من الملاجئ الأرضية المكلفة، التي بدأ تنفيذها في حزيران 1982م على يد مهندسين بريطانيين. وفي إطار هذا المشروع، قامت شركات إنجلترا بتشييد ملاجئ محمية لـ 48,000 جندي. كان كل ملجأ عبارة عن نفق فولاذي يتسع لما يصل إلى 1,200 فرد، ومصمماً بحيث يحتوي على مراكز قيادة، ومرافق طبية، وغرف عزل، ومطابخ، ومخازن للمؤن والمياه، ومستودعات للأسلحة، مما يضمن جميع احتياجات البقاء لفترات طويلة.[21]
كما أقام العراق، بدعم من عدة دول بما فيها إنجلترا، مصنعاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية على بعد 10 كيلومترات من طريق سامراء-بغداد، قادر على إنتاج 60 طناً شهرياً من غاز الخردل والتابون. وكانت المواد الخام لهذا المصنع تأتي من إنجلترا، وألمانيا، وهولندا، والسوق الأوروبية المشتركة، وتُستخدم في الأسلحة الكيميائية التي استهدف بها العراق القوات الإيرانية.[22]
تولت إنجلترا أيضاً مسؤولية تدريب القوات المسلحة العراقية، حيث كان يتم تدريب ما متوسطه 40 طياراً عسكرياً عراقياً سنوياً في قاعدة تابعة للقوات الجوية البريطانية خلال الحرب المفروضة. كما أشرفت على هذه الدورات شركات خاصة مثل شركة الطيران C.S.I.[23]
وخلافاً لما أُعلن رسمياً، واصلت الشركات البريطانية بيع الأسلحة للعراق طوال فترة الحرب. وشمل ذلك تصدير ما قيمته أكثر من 1.5 مليار دولار من السلع والتكنولوجيا المتقدمة إلى العراق.[24]
وفي فبراير 1982م، أعلنت إنجلترا موافقتها على تسليم دبابات متطورة للعراق بقيمة مليار دولار. وإلى جانب ذلك، استأنفت لندن المفاوضات مع بغداد حول بيع 300 صاروخ هوك بقيمة 2 مليار دولار.[25]
كان الانتعاش المفاجئ في السوق العراقية مفيداً أيضاً لصناعة الأدوات الآلية البريطانية، حيث ارتفعت مبيعات هذا القطاع إلى العراق من 2.9 مليون دولار في عام 1986م إلى 31.5 مليون دولار في عام 1987م.[26]
وعلى الرغم من دعم إنجلترا لنظام صدام، امتنعت إنجلترا خلال حرب الناقلات عن إرسال 80% من سفنها الحربية وقطعها البحرية ومعداتها العسكرية إلى الخليج الفارسي، خشية من المواجهة المباشرة مع إيران.[27] وإضافة إلى دعمها العسكري للعراق في حربه ضد إيران، كانت حكومة إنجلترا عدوة لإيران على الساحة الدبلوماسية أيضاً. فمثلاً، على الرغم من استشهاد مئات المدنيين في حادثة إسقاط طائرة إيرباص إيرانية من قبل الطراد الأمريكي "فينسينس"، قدمت إنجلترا دعماً فورياً للولايات المتحدة الأمريكية.[28]
بعد أشهر قليلة من نهاية الحرب المفروضة من العراق على إيران، أعادت إنجلترا فتح سفارتها في طهران، وازدهرت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما لعبت إنجلترا دوراً بارزاً في مجريات المفاوضات النووية الإيرانية.
بعد اغتيال صادق شرفكندي (الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني) في مطعم ميكونوس بمدينة برلين الألمانية، قامت إنجلترا، مع دول أوروبية أخرى، باستدعاء سفيرها من طهران، ولكن بعد فترة، ومع اتضاح فشل هذه السياسة، أعادت سفيرها إلى طهران.[29] وخلال هجوم طلاب الجامعات في طهران على سفارة إنجلترا في 29 نوفمبر 2011م، قامت إنجلترا أولاً بطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من لندن، وقامت إيران في خطوة متبادلة بإغلاق سفارة إنجلترا في طهران.[30] وفي النهاية، عادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد 4 سنوات.[31]
[1] مجلة نامه اتاق بازرگانی، العدد 12، فبراير 2008، ص 20-21.
[2] محمود، محمود، تاریخ روابط سیاسی ایران و انگلیس در قرن نوزدهم میلادی، ج 1، طهران، اقبال، الطبعة الرابعة، 1974، ص 4.
[3] دينيس، رايت، ایرانیان در میان انگلیسیها، ترجمه كريم إمامي، طهران، نشر نو، الطبعة الثانية، 1989، ص 18.
[4] محمود، محمود، المرجع نفسه، ص 5-7.
[5] المرجع نفسه، ص 151-173.
[6] المرجع نفسه، ص 260-274.
[7] صحيفة همدلی، السنة السابعة، العدد 1983، الاثنين 25 يوليو 2022، ص 8.
[8] رييسي، مينا، «امتياز دارسي»، فصلية مطالعات تاریخی، العدد 37، صيف 2012، ص 186-188.
[9] محمود، محمود، المرجع نفسه، ص 260.
[10] انگلستان با تبدیل نهضت عدالتخانه به مشروطه انتقام گرفت، «انتقمت إنجلترا بتحويل حركة بيت العدالة إلى الدستورية»، https://psri.ir/?id=nuh4gsb0 .
[11] «رشادت دلیران تنگستان در برابر تجاوز قوای انگلیس «بسالة أبطال تنكستان في مواجهة قوات إنجلترا الغازية»، https://irdc.ir/0001r3 .
[12] هنت، الكابتن، جنگ انگلیس و ایران در سال 1273 هـ.، طهران، شرکت سهامی چاپ، 1948، ص 22-23.
[13] مجد، محمدقلي، قحطی بزرگ، طهران، مطالعات و پژوهشهای سیاسی، (معهد الدراسات والبحوث السياسية)، 2007، ص 121-165.
[14] جدا شدن بحرین از ایران «انفصال البحرين عن إيران»، https://psri.ir/?id=nema91nb .
[15] هوشنگ مهدوی، عبدالرضا، سیاست خارجی ایران در دوران پهلوی 1357ـ1300، طهران، منشورات البرز، 1994، ص 192 و 193.
[16] مكي، حسين، کودتای 28 مرداد 1332 و رویدادهای متعاقب آن، طهران، منشورات العلمية، 1999، ص 128.
[17]«انگلیس از حمله عراق به ایران اطلاع داشت»، http://tarikhirani.ir/fa/news/5613.
[18] . https://inews.co.uk/news/world/britain-owes-iran-450m-might-finally-pay-back-104060
[19] قادري كانغافوري، روحالله، «تحلیلی بر میزان کمکهای مالی تسلیحاتی منطقهای و فرامنطقهای به عراق در جنگ تحمیلی علیه ایران» «تحليل لمقدار المساعدات المالية والتسليحية الإقليمية وغير الإقليمية للعراق في الحرب المفروضة ضد إيران»، فصلية نگين إيران، العدد 32، ربيع 2010، ص 61.
[20] درودیان، محمد، سیری در جنگ ایران و عراق، ج 6، طهران، مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ، 1997، ص 135.
[21] المرجع نفسه، ص 76.
[22] المرجع نفسه، ص 115 و 116.
[23] كشور تجهیزكننده صدام در جنگ با ایران، «الدولة التي جهزت صدام في الحرب مع إيران» https://irdc.ir/fa/news/99/80-
[24] درودیان، محمد، آغاز تا پایان، ج 7، طهران، مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ، 2018، ص 135.
[25] صالحي، حميد، نقش قدرتهای بزرگ در جنگ عراق علیه ایران، طهران، میزان، 2012، ص 136.
[26] موقع وكالة الدفاع المقدس الإخبارية، خدمات انگلیس به صدام در جنگ تحمیلی «خدمات إنجلترا لصدام في الحرب المفروضة»، رمز الخبر 380190، 19 يناير 2020.
[27] كوردزمان، أنتوني، «غرب و منازعه دریایی در خلیج فارس ـ 1987»، ترجمة بريسا كريمينيا، فصلية نگين إيران، صيف 2003، العدد 5، ص 68.
[28] افشای کمک انگلیس به لاپوشانی جنایت آمریکا در خلیج فارس «الكشف عن مساعدة بريطانيا في التستر على جريمة أمريكا في الخليج الفارسي»، موقع إيرنا.
[29] بازخوانی شکست توطئه غرب علیه ایران در ماجرای میکونوس «إعادة قراءة فشل مؤامرة الغرب ضد إيران في قضية ميكونوس»، https://irdc.ir/000122 .
[30] «در واکنش به تعطیلی سفارت ایران در لندن ـ تمامی دیپلماتها و کارکنان سفارت انگلیس از ایران اخراج میشوند»، «ردًا على إغلاق السفارة الإيرانية في لندن - سيتم طرد جميع الدبلوماسيين وموظفي السفارة البريطانية من إيران»، hamshahrionline.ir/x3jCc .
[31] تصاویر بازگشایی سفارت انگلیس در تهران، «صور افتتاح السفارة البريطانية في طهران»، https://fararu.com/fa/news/244359 .