المجموعات، المؤسسات، المنظمات
القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية
إعداد: محسن شيرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
7 دورہ
تأسست القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية في 17 سبتمبر 1985م بموجب مرسوم من الإمام الخميني (قدس سره) يقضي بإنشاء القوات الثلاث (البرية والجوية والبحرية) داخل الحرس الثوري.
بدأت وحدات الحرس الثوري البحرية نشاطها بشكل محدود في جزر وموانئ محافظتي بوشهر وبندر عباس ابتداءً من نوفمبر 1980م. وفي يوليو 1982م، أنشأ الحرس الثوري مقر نوح النبي (ع) في بوشهر بهدف دعم العمليات البرمائية في الحرب المفروضة، وتم تجميع الوحدات البحرية في هذا المقر.
بعد تأسيس مقر نوح، شاركت وحدات الحرس الثوري البحرية في نقل وإمداد القوات البرمائية التابعة للحرس، وإجلاء الجرحى خلال عملية خيبر في 4 مارس 1984م (والتي تضمنت الاستيلاء على جزر مجنون). وتكررت هذه المشاركة في عملية بدر في مارس 1985م في المنطقة نفسها.[1]
في عام 1985م، عززت الوحدات البحرية للحرس الثوري تواجدها في الخليج الفارسي، وتم تسليم جزء من الدفاع عن جزيرة خارك إلى الحرس الثوري.[2]
في 17 سبتمبر 1985م، تم التشكيل الرسمي للقوات الثلاث للحرس الثوري، بما في ذلك القوة البحرية، بموجب مرسوم صادر عن الإمام الخميني.[3]
تم اختيار مجموعة من القوات الخبرة والمحلية من المدن الساحلية في الخليج الفارسي وإرسالهم إلى هولندا لتلقي تدريب بحري شامل. وبعد الانتهاء من الدورة، ولإكمال مهاراتهم، عادوا إلى إيران بحراً على متن السفن نفسها التي اشترتها إيران للقوة البحرية للحرس الثوري.[4] كما تم شراء رادارات بحرية من ألمانيا بمدى 48 ميلاً بحرياً (77 كم) للزوارق، ومدى 96 ميلاً بحرياً (154 كم) للقواعد الساحلية.[5]
وباستخدام الهندسة العكسية للغم عراقي (روسي) عائم تم الاستيلاء عليه كغنيمة حرب، تم تصنيع ألغام بحرية بالتعاون مع وزارة الصناعات ووضعها تحت تصرف القوة البحرية للحرس الثوري.[6]
تم إنشاء ثلاث مناطق بحرية تابعة للقوة البحرية للحرس الثوري، تتمركز في بندر عباس، وبوشهر، وماهشهر، وتولت مسؤولية الدفاع عن جزر الخليج الفارسي.[7]
دعمت القوة البحرية للحرس الثوري القوات البرية للحرس في عملية والفجر-8 (السيطرة على الفاو في فبراير 1986م). وخلال هذه العملية، تولى قائد القوة البحرية للحرس الثوري (حسين علائي) قيادة مقر نوح في المحور الجنوبي للعملية، وتولت السفن البحرية نقل الذخائر والإمدادات.[8] وفي أولى عملياتها السطحية البحرية خلال والفجر-8، اشتبكت القوة البحرية للحرس الثوري مع فرقاطات عراقية في خور عبد الله، وتمكنت من تدمير عدد من سفن العدو.[9]
وفي سبتمبر 1986م، نجحت القوة البحرية للحرس الثوري، بمساعدة غواصي فرقة الإمام الحسين (ع)، في الاستيلاء على رصيف العمية العراقي شمال الخليج الفارسي ضمن عملية كربلاء-3. وتم بعدها جمع التجهيزات العسكرية للعدو من على الرصيف، وعادت القوات إلى مواقعها السابقة، مع زرع ألغام في ممر خور عبد الله المائي. أسفرت هذه العملية عن مقتل 63 من قوات العدو، وتدمير طائرتين، وفرقاطة أوزا واحدة، ورادارين، والاستيلاء على 12 مدفعاً مضاداً للطائرات و4 رادارات كغنائم.[10]
حتى أواخر عام 1986م، كانت القوة البحرية للحرس الثوري مجهزة بمجموعة واسعة من الزوارق الصغيرة التي كان من الصعب للغاية اكتشافها بالرادار. كانت هذه الزوارق مسلحة بصواريخ سريعة، ورشاشات، وأسلحة خفيفة، ومدافع عيار 107 ملم. تم شراء حوالي 40 إلى 50 زورقاً سريعاً بطول 13 متراً من صنع شركة بوغهامر السويدية في عام 1985م، ودخلت الخدمة 29 منها. هذه الزوارق كانت قادرة على حمل 6 أفراد طاقم وأكثر من 500 كجم من الأسلحة لمسافة حوالي 500 ميل بحري، وبسرعة قصوى تصل إلى 67 عقدة بحرية (124كم/ساعة). كما امتلكت القوة البحرية للحرس الثوري عدداً من السفن المجهزة بالرافعات التي كان يصعب تمييزها عن السفن التجارية، وكانت قادرة على حمل ما يصل إلى 350 طناً من الذخائر والألغام.[11] واستعارت هذه القوة أيضاً عدداً من الزوارق البرمائية والسفن الصغيرة من القوة البحرية للجيش. كانت القوة البحرية للحرس الثوري منتشرة في عدد من الجزر والمنصات النفطية البحرية، وكانت مراكز تجمع قواتها الرئيسية في جزر: فارسي، سيري، هالُو، أبو موسى، طنب الصغرى والكبرى، ولارك.[12]
مع تصاعد هجمات العراق على السفن في الخليج الفارسي، اشترت إيران نظام صواريخ "كرم ابريشم"(Silkworm) من الصين في أواخر عام 1985م، وذلك استعداداً لتنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة.[13]
في عام 1986م، أُرسل 50 فرداً من القوة البحرية للحرس الثوري إلى الصين للتدريب على استخدام صواريخ "كرم ابريشم". شكّلت هذه المجموعة بعد عودتها لواءين صاروخيين.[14] تم إلحاق هذين اللواءين بالمنطقة البحرية الأولى للحرس الثوري، وتمركزوا في منطقة سيريك على الساحل الشرقي لمضيق هرمز. في ذلك الوقت، كانت إيران تمتلك ما بين 50 و 70 صاروخاً من طراز كرم ابريشم و 12منصة إطلاق.[15] وفي 15 ديسمبر 1986م، أُطلق أول صاروخ بحري-بري من الحرس الثوري باتجاه رصيف البكر.[16] ومنذ ذلك الحين، أُعلن عن جاهزية القوة البحرية للحرس الثوري للرد بالمثل على العراق.[17]
تم تعزيز القوة البحرية للحرس الثوري في جزر فارسي، وأبو موسى، وطنب الكبرى والصغرى، ووصل عدد أفرادها في هذه الجزر إلى حوالي ألف جندي. كما قامت القوة البحرية للحرس الثوري بتحويل المنصات النفطية البحرية الإيرانية إلى قواعد عسكرية.[18]
بدأت القوة البحرية للحرس الثوري عمليات الرد بالمثل في الخليج الفارسي (ضمن حرب الناقلات) في أوائل عام 1986م،[19] ووسعت نطاق عملياتها لتشمل مضيق هرمز في عام 1987م.
في 24 يوليو 1987م، استُهدفت ناقلة النفط العملاقة "بريجتون"(الحاملة للنفط الكويتي) في الخليج الفارسي بألغام بحرية. وبعد ذلك، استُهدفت أرصفة الأحمدي والشعيبة الكويتية بصواريخ كرم ابريشم الإيرانية، بسبب دعم الكويت للعراق.[20]
استهدفت القوة البحرية للحرس الثوري 55 سفينة ضمن عمليات الرد بالمثل.[21] وكانت معظم هذه الهجمات تُشنّ بالزوارق السريعة من جزيرة فارسي، الواقعة بين الساحل الإيراني وشمال المملكة العربية السعودية. كان يتم تحديد هوية الناقلة ووجهتها ليلاً، ويُنفَّذ الهجوم بعد ساعات قليلة.[22]
كانت جزيرة فارسي هي أقرب جزيرة إيرانية إلى الممر المائي الدولي، والمقر الرئيسي لأقوى مجموعة رد بالمثل في القوة البحرية للحرس الثوري بقيادة الشهيد نادر مهدوي.[23] في 8 أكتوبر 1987م، هاجمت مروحيات أمريكية زوارق القوة البحرية للحرس الثوري حول جزيرة فارسي. أسفر الهجوم عن استشهاد 8 أفراد، وأسر 6 آخرين، وإغراق 4 سفن إيرانية. وفي المقابل، استُهدفت مروحية أمريكية بصاروخ ستينغر (Stinger) وتم تدميرها.[24] ويُعتقد أن إيران حصلت على 6 صواريخ ستينغر عن طريق المجاهدين الأفغان المسلمين.[25]
يُعد نادر مهدوي[26] من أبرز شهداء القوة البحرية للحرس الثوري في الدفاع المقدس، حيث استشهد في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية في الخليج الفارسي.[27]
بعد نهاية الحرب المفروضة، انضمت تسليحات مثل الزوارق السريعة طراز هودونغ (Houdong)، والصواريخ البحرية سي-802 وسي-701 إلى التنظيم القتالي للقوة البحرية للحرس الثوري. ومنذ عام 1999م، تولت القوة البحرية للحرس الثوري مسؤولية تأمين مضيق هرمز والخليج الفارسي. ولتحقيق ذلك، قُسّم الخليج الفارسي إلى 5 قطاعات منفصلة، وأُنشئت في كل قطاع منطقة بحرية. وتنشط القوة البحرية للحرس الثوري حالياً في خمسة مجالات هي: الوحدات البحرية، والوحدات الصاروخية، والمغاوير، والطيران البحري، والطائرات المسيّرة.
كان حسين علائي أول قائد للقوة البحرية للحرس الثوري. وفي عام 1990م، تولى علي شمخاني قيادة القوة البحرية للحرس الثوري والجيش في نفس الوقت. وتلاه في قيادة القوة البحرية للحرس الثوري كل من: علي أكبر أحمديان، ومرتضى صفاري، وعلي فدوي. ويتولى قيادة هذه القوة حالياً الأدميرال الحارس علي رضا تنكسيري.[28]
[1]"نيروي دريايي سپاه چگونه تشكيل شد؟" (كيف تشكّلت القوة البحرية للحرس الثوري؟)، وكالة أنباء الدفاع المقدس، 26 شهريور 1399 ش / 16 سبتمبر 2020م، WWW.DEFAPRESS.IR/FA/NEWS/416066/.
[2] شيرعلي نيا، جعفر، موج سرخ: روايت جنگ در خليج فارس (الموجة الحمراء: رواية الحرب في الخليج الفارسي)، طهران، فاتحان، 1391 ش / 2012م، ص 73.
[3] علائي، حسين، روند جنگ ايران وعراق: ج 2 (مسار الحرب الإيرانية العراقية: ج 2(، طهران، مرزوبوم، 1391 ش / 2012م، ص 130.
[4] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 73.
[5] خداوردي، مهدي، "اتخاذ مدل چهاربعدي در عمليات هاي نيروي دريايي سپاه پاسداران، تاريخ شفاهي سردار دكتر حسين علائي(اعتماد النموذج رباعي الأبعاد في عمليات القوة البحرية للحرس الثوري، التاريخ الشفوي للعميد د. حسين علائي(، فصلية نگين، ع 50، پاييز 1393 ش / خريف 2014م، ص 85.
[6] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 74.
[7] خداوردي، مهدي، المصدر نفسه، ص 80.
[8] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 78.
[9] المصدر نفسه، ص 79.
[10] علائي، حسين، المصدر نفسه، ص 257 - 255.
[11] كوردزمن، أنطوني وأبراهام فاغنر، درسهاي جنگ مدرن، جنگ ايران و عراق، ج 2 (دروس الحرب الحديثة، الحرب الإيرانية العراقية، ج 2(، ترجمه حسين يكتا، نشر مرزوبوم، 1390 ش / 2011م، ص 58.
[12] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 74.
[13] علائي، حسين، المصدر نفسه، ص 276.
[14] كوردزمن، أنطوني وأبراهام فاغنر، المصدر نفسه، ص 166.
[15] المصدر نفسه، ص 141.
[16] علائي، حسين، المصدر نفسه، ص 277.
[17] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 75.
[18] كوردزمن، أنطوني وأبراهام فاغنر، المصدر نفسه، ص 61.
[19] علائي، حسين، المصدر نفسه، ص 331.
[20] "نيروي دريايي سپاه چگونه تشكيل شد؟ (كيف تشكّلت القوة البحرية للحرس الثوري؟) وكالة أنباء الدفاع المقدس، 26 شهريور 1399 ش / 16 سبتمبر 2020م، WWW.DEFAPRESS.IR/FA/NEWS/416066/.
[21] ولي بور زرومي، السيد حسين، "شكل گيري نيروهاي سه گانه در سپاه"(تشكيل القوات الثلاث في الحرس الثوري)، فصلية نگين، ع 27، بهار 1388 ش / ربيع 2009م، ص 23.
[22] كوردزمن، أنطوني وأبراهام فاغنر، المصدر نفسه، ص 63.
[23] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 125.
[24] المصدر نفسه، ص 149.
[25] كوردزمن، أنطوني وأبراهام فاغنر، المصدر نفسه، ص 135.
[26] ياحسيني، سيد قاسم، بار ديگر نادر (نادر مرة أخرى)، طهران، نشر فاتحان، ط 3، 1395 ش / 2016م، ص 16 و 17.
[27] شيرعلي نيا، جعفر، المصدر نفسه، ص 149.
[28] "معرفي و تاريخچه نيرو دريايي سپاه"(تعريف وتاريخ القوة البحرية للحرس الثوري)، 28 اسفند 1401 ش / 19 مارس 2023م، موقع كشتي داران:WWW.KASHTIDARAN.COM/BLOG/HISTORY-OF-THE-IRGC-NAVY.
