التسلح

مقاتلة سوبر اتندارد

إعداد: محسن شيرمحمد نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
10 دورہ

السوبر اتندارد هي طائرة مقاتلة صُنعت في فرنسا. وخلال سنوات الحرب المفروضة، استعان بها الجيش العراقي في مهاجمة وتدمير الناقلات والوحدات البحرية الإيرانية.

صُنعت طائرة سوبر اتندارد في فرنسا عام 1974م، وهي مقاتلة هجومية ذات مقعد واحد، قادرة على تنفيذ العمليات في الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة. تم تزويد هذه المقاتلة بنظام هجومي ضد الوحدات العائمة (السفن)، كما أنها تتمتع بخاصية التزود بالوقود جواً. تبلغ المسافة بين طرفي جناحي هذه الطائرة 9.6 مترًا، وطول هيكلها 14.30 مترًا، وارتفاعها 3.86 مترًا. يبلغ الحد الأقصى لوزن الحمولة التسليحية فيها 2100 كيلوغرام، وسرعتها القصوى 1230 كيلومتراً في الساعة، وأقصى سقف للطيران لها 13,700متر. [1]

تم تجهيز هذه الطائرة برادار CSF Agave بمدى 120 ميلاً، ولديه القدرة على الإقفال على الهدف من مسافة 100 ميل. كما يستطيع الرادار نقل معلوماته باستمرار إلى ذاكرة صاروخ إكزوسيت لتوجيهه حتى مسافة 8 أميال من الهدف. إن سوبر اتندارد، المجهزة بمعدات الحرب الإلكترونية، يمكنها حمل صاروخ إكزوسيت واحد بالإضافة إلى 4 قنابل بوزن 400 كيلوغرام لكل منها،[2] وهي مجهزة كذلك بمدفعين رشاشين عيار 30 ملم،[3] ولديها القدرة على التزود بالوقود وتقديم الوقود لطائرات أخرى في الجو، وهي مزودة بصواريخ جو-جو أيضاً.[4]

خلال الحرب المفروضة على إيران، قرر العراق شراء 10 طائرات سوبر اتندارد من فرنسا، لكن تم الموافقة على تأجير 5 طائرات فقط.[5] ولأجل ذلك، خضع 10 طيارين عراقيين لدورة تدريبية على الطيران بها في فرنسا استمرت ثلاثة أشهر. كما تم نشر 15 فنياً أجنبياً في العراق (7 فرنسيين و 8 بلجيكيين) لإجراء عمليات الصيانة والتجهيز.[6] سلمت هذه الطائرات إلى العراق في أكتوبر 1983م واستغرقت عملية تشغيلها 4 أشهر.[7]

عند بدء نشر طائرات سوبر اتندارد في العمليات، سجل سلاح الجو العراقي خطأه الأول باستهداف ناقلة النفط اليونانية "فيلكون" المحملة بـ 80 ألف طن من النفط الكويتي، وذلك في المنطقة الواقعة جنوب جزيرة خارك.[8] كما قامت المقاتلات، في 3 ديسمبر 1984م، بالاشتراك مع أسراب الميراج إف-1، بتنفيذ ضربة جوية ضد ناقلة نفط قبرصية (تابعة للشحن الإيراني) على بعد 40 ميلاً في المنطقة البحرية جنوب غرب بوشهر.[9]

كان على طائرات سوبر اتندارد أن تُحلِّق في أزواج بشكل عام لحماية بعضها البعض من المقاتلات الإيرانية.[10] لم تكن رادارات المقاتلات الحربية المُثبتة عليها تمنح الطيارين القدرة على التعرّف الكامل على الأهداف وتمييزها. وقد تسبب هذا القصور في إضاعة العراق صواريخها باستهداف بعض الأهداف الثانوية عن طريق الخطأ.[11] وفي آخر عملية لها، في 21 ديسمبر 1984م، استهدفت هذه المقاتلة ناقلة النفط "ماغنوليا" التي ترفع علم ليبيريا (وكانت تحمل نفطاً إيرانياً مُصدَّراً) على بعد 31 ميلاً بحرياً جنوب خارك، وتسببت في غرقها.[12] وفي نهاية المطاف، أُعيدت 4 طائرات سوبر اتندارد إلى فرنسا في سبتمبر وأكتوبر 1984م.[13] وتحطمت طائرة واحدة من هذا الطراز وسقطت في الماء بسبب ضعف رؤية الطيار، مما أدى إلى مقتل الطيار.[14] وبعد ذلك، تم استبدال هذه المقاتلات بـ ميراج إف-1 في جيش صدام.[15]

 

[1] 1شروين، كوروش، سوپراتاندارد سلاحي جری و تلاش مذبوحانه ديگر(سوبر اتندارد سلاح جريء ومحاولة يائسة أخرى)، شهرية صف، ع 48، آذر 1362 ش / ديسمبر 1983م، ص 49.

[2] لطف‌الله‌زادگان، علي‌رضا و إيرج همتي، روزشمار جنگ ايران و عراق، كتاب بيست و هشتم، نخستين عمليات بزرگ در شمال‌غرب: والفجر-4 (يوميات الحرب الإيرانية العراقية، الكتاب 28، أول عملية كبرى في الشمال الغربي: والفجر-4)، طهران، مركز اسناد و تحقيقات دفاع مقدس سپاه پاسداران انقلاب إسلامي(مركز الوثائق والبحوث للدفاع المقدس التابع لحرس الثورة الإسلامية)، 1396 ش / 2017م، ص 338 و 339.

[3] المصدر نفسه، ص 339.

[4] المصدر نفسه، ص

[5] المصدر نفسه، ص

[6] المصدر نفسه، ص 338

[7] زرگر، عقيل، سراب، داستان ميراژهاي عراقي: بخش دوم (السراب، قصة الميراجات العراقية: الجزء الثاني)، شهریة صنايع هوايي، ع 220، مهر 1388 ش / أكتوبر 2009م، ص 5.

[8] آنتوني کوردزمن و آبراهام واگنر، درس‌هاي جنگ مدرن، جنگ ايران و عراق، ج 2 (دروس الحرب الحديثة، الحرب الإيرانية العراقية، ج 2)، ترجمه حسين یکتا، طهران، منشورات مرزوبوم، ط 1، 1390 ش / 2011م، ص 502.

[9] زرگر، عقيل، المصدر نفسه، ص 5.

[10] نافياس، مارتين س و إي. آر. هوتن، جنگ نفت‌کش‌ها (حرب الناقلات)، ترجمه: پژمان پورجباري و رحمت قره، طهران، بنياد حفظ آثار و نشر ارزش‌هاي دفاع مقدس(مؤسسة حفظ آثار ونشر قيم الدفاع المقدس)، 1392 ش / 2013م، ص 169.

[11] آنتوني کوردزمن و آبراهام واگنر، المصدر نفسه، ص 509

[12] زرگر، عقيل، المصدر نفسه، ص 5.

[13] نافياس، مارتين س و إي. آر. هوتن، المصدر نفسه، ص 208.

[14] ام.وودز، كوين وآخرون، جنگ ايران و عراق از ديدگاه فرماندهان صدام(الحرب الإيرانية العراقية من وجهة نظر قادة صدام)، ترجمه عبدالمجيد حيدري، طهران، منشورات مرزوبوم، 1393 ش / 2014م، ص 351.

[15] آنتوني کوردزمن و آبراهام واگنر، المصدر نفسه، ص 403.