العمليات
عملية نصر 5
فاطمه کثیری
23 دورہ
نفذت قوات الحرس الثوري الإيراني عملية نصر 26 يونيو 1987م، في غرب منطقة سردشت، باستخدام تكتيكات خاصة للحروب الجبلية.
بدأ الحرس الثوري الإسلامي منذ ربیع عام 1987م بجدية في إنشاء جبهة جديدة ضد الجيش العراقي في شمال غرب إيران، بهدف السيطرة على المرتفعات والتحكم في هذه المنطقة، بالإضافة إلى إغلاق المعابر التي يستخدمها المناهضون للثورة وعملاء (جاش: الأكراد الذين كانوا متعاونين مع الحكومة العراقية)، لتوفير الظروف لمرور القوات المعارضة العراقية (الأكراد العراقيون الذين كانوا تحت قيادة مقر رمضان) من عمق الأراضي العراقية إلى حدود إيران، مما يتيح دعمًا أكبر لهذه الجماعات وزيادة قوتها القتالية. كانت الجماعات المناهضة للثورة تستخدم هذه المرتفعات بسبب وجود الشقوق والمعابر العديدة. تم عقد اجتماع لمراجعة مستوى استعداد المقرات، ومشاكل المنطقة، وطريقة تنفيذ العمليات بحضور محمد علي (عزيز) جعفري، قائد مقر قدس، وسيد يحيى (رحيم) صفوي، نائب قائد قوات الحرس الثوري، في 11 یونیو 1987م. [1]
منطقة العمليات نصر 5، تشمل ارتفاع كَلَة قَندي، قمة فرفري، وسلسلة الجبلیة المرتبطة بها. ارتفاع فَرَفَري ينتهي بسهل واسع نسبيًا، حيث تقع مدينة قلعة ديزة العراقية في شمال غربه. الحد الفاصل بين خطوط إيران والعراق يُعرف بسهل باجار. منطقة العمليات كانت تقع على حدود محافظتي أذربيجان الغربية وكردستان. كان الحضور و الاستیلاء على قمة فرفري وسلسلة الجبلیة بها يوفر إمكانية السيطرة والرؤية على كلا الجبهتين العراقية والإيرانية.[2]
في هذه المنطقة الجبلية، كان دعم القوات المتمركزة في الارتفاعات يتم بصعوبة. كل مرة كانت الرحلة ذهابًا وإيابًا سيرًا على الأقدام من آخر موقع الاستقرار للقوات إلى ارتفاع فرفري تستغرق حوالي خمس ساعات. لذلك، بدأ مهندسو لواء 8 نجف الأشرف بناء الطريق قبل عشرة أيام من بدء العمليات.
محسن رضائي، القائد العام للحرس الثوري، في 16 یونیو 1987م، أصدر أمرًا بتكليف المهمة العامة للقوات البرية للحرس الثوري لتنفيذ عمليات نصر 5 من خلال استخدام مقر نجف الأشرف في منطقة ماووت ومقر قدس في منطقة سردشت.[3]
بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني عملية نصر 5 في الساعة 00:15 یوم الاثنين 22 یونیو 1987م الاسم الرمزی لهذه العملیه «یا زهرا سلام الله علیها» في جنوب غرب سردشت بمحافظة أذربيجان الغربية.[4]
بعد ساعتين من بدء العملية، سقطت مرتفعات كَلِه قَندي وفرفري. في سلسلة الجبلیة المرتبطة بكَلِه قَندي، واجهت القوات المهاجمة مقاومة من القوات العراقية وتحملت خسائر كبيرة. كما أصيب عدد من قوات جهاد البناء الذين كانوا یشتغلون في إنشاء الطريق، وتوقفت أعمال إنشاء الطريق.
مع تقدم القوات الإيرانية وسیطرة الرؤية في المنطقة، أدرك عزيز جعفري وأحمد كاظمي من خلال دراسة المنطقة بشكل أعمق، أن هناك سلسلة ارتباطية جبلیة بين ارتفاعي كَلَة قندي وفرفري، لم تُلاحظ حتى الآن بسبب الوضع الخاص لاستقرار ورؤية القوات. على هذه السلسلة الجبلیة كانت هناك خمسة قواعد، وكانت قاعدة قلة سنغی هي القاعدة الرئيسية للعراق، مما شكل تهديدًا للعملية بأكملها. لذلك، قرروا أن يقوم لواء 8 نجف الأشرف، في الليلة التالية، باستخدام قوات من كتيبة الإمام رضا عليه السلام، بالاستيلاء على هذه السلسلة الارتباطية. بمجرد تأكيد علی هذا القرار، بدأ قائد كتيبة الإمام رضا عليه السلام وقادة الفرق العاملة في إجراء عمليات الاستطلاع وتصميم العملية للاستيلاء على السلسلة الارتباطية.[5]
في 23 یونیو، تحركت كتيبة الإمام الرضا (عليه السلام) مع ستة فئات (حوالي 150 شخصًا) للاستيلاء على الجبهة المرتبطة بارتفاع فرفري وارتفاع كَلَة قندي، من ثلاثة محاور رئيسية ومحور خداعي (الحركة الرئيسية من جهة كَلَة قندي وخطة الخداع من جهة فرفري) نحو الهدف. وصلت القوات جميعها في الوقت المحدد إلى موقع العمل، ولكن في أحد المحاور واجهت كمينًا من القوات العراقية، مما أدى إلى تأخير في تنفيذ العمليات بشكل منسق. في الساعة 22:30، بدأت الاشتباكات، ورغم النيران الشديدة للجيش العراقي، واصلت القوات تقدمها. كما ساعدت النيران الدقيقة للقوات الإيرانية في تمكين القوات من الوصول إلى أهدافها قبل بزوغ الفجر. بعد ذلك، دخلت أجهزة جهاد البناء إلى المنطقة وبدأت في تنفيذ الأعمال الهندسية.
مع انتهاء هذه العملية، تم تحرير سهل بوجار وعدد من القرى الإيرانية التي كانت تحت مرمى نيران القوات العراقية مباشرة، وسيطرت القوات الإيرانية على الشريط الحدودي.[6]
مع السيطرة على المرتفعات المطلة على منطقة مدينة قلعة ديزه في كردستان العراق (شرق أربيل وشمال سليمانية)، أصبحت تسع عشرة قرية عراقية في مرمى نظر القوات الإيرانية. كما تم السيطرة على عشرين كيلومترًا من الشريط الحدودي من قبل الحرس الثوري، وتم تدمير كتيبة ميكانيكية
وكتيبة من اللواء 97 مشاة من الفرقة 24 للجيش العراقي وكتيبة من قوات الجاش. كما تم إغلاق المعابر ضد الثورة في سهل بوجار. [7]
قامت القوات العراقية بتجميع قواتها المشاة في المنطقة العملياتية، وفي الساعة 1:30 من يوم 29یونیو 1987م، تمكنت من تنفيذ هجوم مضاد ثقيل واستولت على جزء من السلسلة الارتباطية. [8]
بتوجيه من أحمد كاظمي، منعت القوات الإيرانية تقدم الجيش العراقي من خلال المراقبة وإطلاق قذائف الهاون ودخول عدة دبابات من لواء 27 محمد رسول الله صلى الله عليه وآله. [9]
في هذه العملية، قُتل وجرح العشرات من القوات العراقية، وأُسر مئة شخص من قبل القوات الإيرانية. [10]
________________________________________
[1]. لطفاللهزادغان، علي رضا، روزشمار جنغ ایران و عراق (تقويم الحرب الإيرانية العراقية)، الكتاب التاسع والأربعون: اعتماد القرار تصویب قطعنامه 598 (اعتماد القرار 598)، طهران: مرکز اسناد دفاع مقدس سباه باسداران انقلاب اسلامي، 2008م،، ص 24 و 138.
[2]. نفس المصدر، ص 256.
[3]. نفس المصدر، ص 191 و 278.
[4]. سميعي، علي، کارنامه توصیفي عملیات رزمندغان اسلام در طول هشت سال دفاع مقدس (السجل الوصفي لعمليات المجاهدين الإسلاميين خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس)، طهران: معاونت تبلیغات و انتشارات نمایندغي ولي فقيه در نيروي زميني، 1998م، ص 345؛ لطفاللهزادغان، علي رضا، روزشمار جنغ ايران و عراق (تقويم الحرب الإيرانية العراقية)، الكتاب التاسع والأربعون، ص 278.
[5]. لطفاللهزادغان، علي رضا، روزشمار جنغ ايران و عراق (تقويم الحرب الإيرانية العراقية)، الكتاب التاسع والأربعون، ص 278.
[6]. نفس المصدر، ص 288 و 289.
[7]. سميعي، علي، کارنامه توصيفي عمليات رزمندغان اسلام در طول هشت سال دفاع مقدس (السجل الوصفي لعمليات المجاهدين الإسلاميين خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس)،، ص 289.
[8]. لطفاللهزادغان، علي رضا، روزشمار جنغ ايران و عراق (تقويم الحرب الإيرانية العراقية)، الكتاب التاسع والأربعون، ص 372.
[9]. نفس المصدر، ص 301.
[10]. نفس المصدر، ص 289.