التسلح
طائرة توبوليف
إعداد: محسن شيرمحمد
نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
18 دورہ
توبوليف هي طائرة قاذفة قنابل صُنعت في الاتحاد السوفيتي سابقاً. وقد استُخدمت في الحرب المفروضة من قبل القوة الجوية العراقية لقصف أهداف عسكرية ومدنية إيرانية، وذلك بطرازين هما: تو-16 (Tu-16) وتو-22 (Tu-22).
قامت قاذفة القنابل توبوليف تو-16، المعروفة بـ "باجر"، بأول رحلة تجريبية لها في عام 1952م، وبدأت الخدمة الفعلية في عام 1954م.[1] ويُرسل نوع خاص من طائرات "باجر" مزود بمعدات مخصصة لمهام الاستطلاع والكشف البحري.[2] يبلغ طول طائرة تو-16 حوالي 36 متراً، وعرضها حوالي 32 متراً، وارتفاعها 14 متراً، في حين يبلغ أقصى سرعة لها 992 كيلومتراً في الساعة، ويصل سقف طيرانها إلى حوالي 40 ألف قدم، ويبلغ مداها التشغيلي 5900 كيلومتر، وتتمتع بقدرة على حمل 9000 كيلوغرام من الذخائر.[3]
قاذفة القنابل توبوليف تو-22، التي تحمل التسمية الحركية "بلایندر"، بدأت رحلتها التجريبية الأولى في عام 1961م ودخلت الخدمة في عام 1963م. وتُعدّ هذه الطائرة إنجازاً حيث كانت أول قاذفة سوفيتية تخترق جدار الصوت وتمتلك قدرة التزود بالوقود أثناء الطيران.[4] لمتطلبات الاستطلاع ومهام الكشف البحري، يتم تشغيل نسخة خاصة منها بمعدات مخصصة.[5] يبلغ طول "بلایندر" حوالي 40.5 متراً، وعرضها 23.7 متراً، وارتفاعها 10.6 متراً. تصل سرعتها القصوى إلى 1.4ماخ، وتبلغ سقف طيرانها 60 ألف قدم، ويصل مداها القتالي إلى 6500 كيلومتر.[6] كما أنها قادرة على حمل حمولة قتالية تزن ثمانية آلاف كيلوغرام.[7]
بدأ سلاح الجو العراقي في تفعيل طائرات توبوليف تو-16 في عام 1961م،[8] وأضاف إليها طائرات تو-22 في عام 1974م.[9] وقد استُخدمت طائرات تو-22 في أول مهمة قتالية لها في العام نفسه ضد المعارضة الكردية داخل البلاد. عشية الهجوم الشامل على إيران، كان القوام العددي للقاذفات الثقيلة العراقية يتوزع بين 8 طائرات تو-16 و 14 طائرة تو-22.[10] كانت هذه القاذفات في الخدمة العراقية تعتمد بشكل كبير على المستشارين السوفييت في الدعم اللوجستي والفني.[11] خلال الضربة الجوية الافتتاحية في 22 سبتمبر 1980م، تم توجيه أربع قاذفات تو-22 لاستهداف مطار مهرآباد الدولي والقاعدة الجوية الأولى، مما أسفر عن إخراج طائرتين عسكريتين من الخدمة وإصابة طائرات نقل وحظائر.[12] كما شاركت قاذفتان تو-22 في هجوم على مطار شيراز. وفي سياق محاولة ثلاث قاذفات تو-16 مهاجمة أصفهان،[13] تمكن الدفاع الجوي الإيراني من إسقاط إحداها بالقرب من إيلام، وقُتل جميع أفراد الطاقم.[14]
في 29 أكتوبر 1980م، اخترقت قاذفتان من طراز توبوليف تو-22 (Tu-22) المجال الجوي الإيراني بهدف قصف أصفهان وطهران. سقطت إحداهما بالقرب من نجف آباد (أصفهان) بعد اصطدامها بكابلات الضغط العالي للكهرباء، بينما أُسقطت الثانية بواسطة وحدات الدفاع الجوي الإيرانية المتمركزة في ثكنة منظرية بقم.[15]
وخلال عملية والفجر 8 في فبراير 1986م، استُخدمت قاذفات تو-16 و تو-22 لقصف مواقع القوات الإيرانية. وفي 16 فبراير 1986م، أُسقطت طائرة تو-22 بواسطة منظومة صواريخ "هوك" الإيرانية،[16] التي كانت تتمركز في آبادان.[17]
في المراحل اللاحقة من الحرب، زُوّدت طائرات تو-16 و تو-22 بصواريخ جو-سطح مضادة للسفن من طراز آي.إس-6 (AS-6) سوفيتية الصنع.[18] كما حصل العراق على قنابل ثقيلة جداً (سوفيتية الصنع) لإطلاقها من قاذفات تو-16، بلغ وزن الواحدة منها حوالي 9000 كيلوغرام وتحوي 4000 كيلوغرام من مادة تي.إن.تي (TNT).[19]
بشكل عام، فإن قدرة حمل الذخائر ودقة القصف لقاذفات تو-22 في العمليات التقليدية لم تختلف كثيراً عن الطائرات المقاتلة-القاذفة الأحدث. ومع ذلك، كانت قاذفات تو-16 شديدة الهشاشة لدرجة أن الجيش العراقي نادراً ما استخدمها في مهام الاختراق العميق.[20]
في عام 1987م، حصل سلاح الجو العراقي على أربع قاذفات قنابل من طراز B-6 (وهي النسخة الصينية من تو-16) من الصين، بالإضافة إلى ما بين 30 إلى 50 صاروخاً مضاداً للسفن من طراز "كرم ابريشم" (Silkworm)، لاستخدامها ضد أسطول ناقلات النفط والسفن التجارية الإيرانية.[21] كانت صواريخ "كرم ابريشم" من طراز جو-سطح وتحمل التسمية سي-601 (C-601).[22]
في 6 فبراير 1988م، استُهدفت السفينة الإيرانية "إيران انتخاب" في أول هجوم عراقي باستخدام صاروخ سي-601.[23] وقد بلغ إجمالي السفن الناقلة للنفط الإيراني التي استُهدفت بصواريخ سي-601 (C-601) المُطلقة من قاذفات B-6) 14 ناقلة.[24]
خلال سنوات الحرب المفروضة الثماني، أُسقطت أربع قاذفات "بلایندر" (تو-22) بواسطة نيران طائرات "تومكات" (F-14) ومضادات الصواريخ "هوك" الإيرانية، كما دُمرت ثلاث قاذفات من طراز تو-16 بواسطة صواريخ رابير أرض-جو. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ثلاث قاذفات أخرى لأضرار بالغة، لكنها نجحت في الهبوط اضطرارياً في العراق.[25]
[1] نمازي، محمود وآخرون، هواپيماشناسي (علم الطيران)، طهران، چاپخانه نیروی هوایی ارتش (مطبعة القوات الجوية للجيش)، 1371 ش / 1992م، ص 252.
[2] المصدر نفسه، ص 253.
[3] المصدر نفسه، ص 254 و 255.
[4] المصدر نفسه، ص 257.
[5] المصدر نفسه، ص 258.
[6] المصدر نفسه، ص 259.
[7] المصدر نفسه، ص 260.
[8] بابامحمودي، مهدي، داستان یک کانوپی، بخش دوم(قصة مظلة، الجزء الثاني)، ماهنامه صنایع هوایی(مجلة الصناعات الجوية)، ع 241، أغسطس/سبتمبر 2011م، ص 13.
[9] بابامحمودي، مهدي، "هشت سال جنگ تحميلي در آسمان، بخش سيزدهم" (ثماني سنوات من الحرب المفروضة في السماء، الجزء الثالث عشر)، مجلة صنايع هوايي، ع 242، مهر 1390 ش / أكتوبر 2011م، ص 23.
[10] تاریخ نبردهای هوایی دفاع مقدس، ج 1: تا آغاز تهاجم سراسری (تاريخ المعارك الجوية للدفاع المقدس، مجلد 1: حتى بدء الهجوم الشامل)، طهران، مرکز انتشارات راهبردی نهاجا (مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية للجيش)، ط 1، 1393ش/2014م، ص 333.
[11] بابامحمودي، مهدي، داستان یک کانوپی، بخش سوم("قصة مظلة، الجزء الثالث)، ماهنامه صنایع هوایی(مجلة الصناعات الجوية)، ع 242، (أكتوبر 20111م، ص 46.
[12] هیئت تدوین تاریخ دفاع مقدس، تقویم مستند عملکرد نیروی الهی هوایی ارتش جمهوری اسلامی ایران (هيئة تدوين تاريخ الدفاع المقدس، التقويم الموثق لأداء القوة الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، ج 3، أكتوبر 1980م، طهران، مرکز انتشارات راهبردی نهاجا (مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية للجيش)، 1397ش/2018م، ص 10 و 11.
[13] ترابي، مجيد، "الميراجات العراقية في المعركة: الجزء الثالث"، ماهنامه صنایع هوایی(مجلة الصناعات الجوية)، ع 327، أبريل 1399 ش/2020م، ص 41.
[14] السامرائي، وفيق، ویرانه دروازه شرقی (حطام البوابة الشرقية)، ترجمه: عدنان قاروني، طهران، مرکز فرهنگی سپاه (المركز الثقافي للحرس الثوري)، 1377ش/1998م، ص 57.
[15] موسوي، إسماعيل وآخرون، تقویم مستند عملکرد نیروی الهی هوایی ارتش جمهوری اسلامی ایران(التقويم الموثق لأداء القوة الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، ج 4، آبان 1359ش / أكتوبر2000م، طهران، مرکز انتشارات راهبردی نهاجا (مركز النشر الاستراتيجي للقوات الجوية للجيش)، 1397 ش/2018م، ص 104 و 105.
[16] زاهدي مطلق، إبراهيم، شلیک به آسمان (إطلاق النار نحو السماء)، طهران، سوره مهر، 1396 ش/2017م، ص 209 إلى 213.
[17] بابامحمودي، مهدي، داستان یک کانوپی، بخش چهارم(قصة مظلة، الجزء الرابع(، ماهنامه صنایع هوایی(مجلة الصناعات الجوية)، ع 243، نوفمبر2011م / آبان 1390ش، ص 20.
[18] كردزمن، أنتوني وأبراهام واغنر، درسهای جنگ مدرن، جنگ ایران و عراق (دروس الحرب الحديثة، حرب إيران والعراق)، ترجمه: حسين يكتا، ج 2، طهران، نشر مرز وبوم، 1390ش /2011م، ص 512.
[19] المصدر نفسه، ص 407 و 408.
[20] المصدر نفسه، ص 397.
[21] بابامحمودي، مهدي، داستان یک کانوپی، بخش چهارم(قصة مظلة، الجزء الرابع)، ص 21.
[22] نافياز، مارتن س. وإي. آر. هوتن، جنگ نفتکشها(حرب الناقلات)، ترجمه: بجمان بورجباري ورحمة قره، طهران، بنیاد حفظ آثار و ارزشهای دفاع مقدس(مؤسسة حفظ آثار وقيم الدفاع المقدس) 1392ش/2013م، ص 312.
[23] المصدر نفسه، ص 315.
[24] المصدر نفسه، ص 315 و 316.
[25] بابامحمودي، مهدي، " داستان یک کانوپی، بخش چهارم(قصة مظلة، الجزء الرابع)، ص 22.
