العمليات
عملية توكل
بقلم: محسن شیرمحمد
نقله الی العربیة: سید محمود عربی
2 دورہ
تُعتبر عملية توكل واحدة من جهود القوة البرية للجيش لتحرير المناطق المحتلة في خوزستان خلال السنة الأولى من الحرب. وفي 18 ديسمبر 1980، قام مقر قيادة أروند بإعداد خطة لدفع الجيش العراقي إلى التراجع من المناطق الشرقية لنهر كارون، وتحرير طريقي الأهواز وماهشهر إلى آبادان.[1] وقد تم تشكيل مقر قيادة أروند في ماهشهر منذ 16 أكتوبر 1980، بأمر من هيئة الأركان المشتركة للجيش وتحت قيادة العقيد حسن علي فروزان (قائد الشرطة العسكرية الإيرانية آنذاك)، بهدف توجيه القوات العسكرية في منطقة جنوب خوزستان.[2]
خطة التي تم إعدادها سمیت "توكل"، ، كانت ستُنفذ على مرحلتين. في المرحلة الأولى، كان من المقرر أن يهاجم اللواء 37 المدرع محور الشرق-الغرب، وفي شمال محور ماهشهر-آبادان، كان سيهاجم رأس جسر العدو ويسيطر على جسر مارد،[3] بينما كانت الكتيبتان 301 و 303 التابعتان للشرطة العسكرية تؤمّنان الجناحين الجنوبي والشمالي للواء. وفي الوقت نفسه، كانت مجموعة دبابات القتال 246 وقوات الحرس الثوري المتمركزة في سليمانية ودارخوين، تهاجم من الشمال إلى الجنوب، بالتوازي مع الضفة الشرقية لنهر كارون، وتسيطر على السواتر الترابية للعدو على محور تقدمها.
في المرحلة الثانية، وبعد النجاح النسبي للعمودين الشرقي والشمالي، كانت عناصر اللواء الثاني مشاة قوچان (التابع للجيش) تتقدم من الجنوب إلى الشمال، وتهاجم السواتر الترابية للعدو في الجبهة الجنوبية. وفي الوقت نفسه، كانت قوات الحرس الثوري والقوات الشعبية تشارك في الهجوم بالتنسيق مع الوحدات العسكرية على المحاور الثلاثة المذكورة. وفي حال نجاحهم في تحرير الضفة الشرقية لنهر كارون، كان الهجوم سيتواصل نحو غرب النهر.[4]
في شهر كانون الثاني/يناير 1981، وعلى أعتاب عملية توكل، بدا أن قوات العدو قد حصلت على معلومات استخباراتية حول الخطة، حيث قامت في 9 كانون الثاني/يناير 1981 بقصف منطقة انتشار وحدات مقر قيادة أروند بنيران مدفعية كثيفة وهجمات جوية ومن خلال المروحيات. بالإضافة إلى النيران المكثفة، تم تنفيذ تحركات كبيرة في عدة محاور، بما في ذلك محور الأهواز-خرمشهر، وتم إرسال وحدات لتعزيز وحدات المنطقة العامة خرمشهر-آبادان. هذه التحركات تشير إلى أن قوات العدو قد أدركت الهجوم الوشيك في منطقة شرق نهر كارون، ولهذا السبب تم نقل وحدات احتياط من الفيلق الثالث العراقي من منطقتي الأهواز والبصرة إلى هذه المنطقة.[5]
في نهاية المطاف، وعلى الرغم من احتمالية يقظة العدو، بدأت عملية توكل. في البداية، شن اللواء 37 المدرع هجومًا ليليًا على مواقع العدو في الساعة 12:30 بعد منتصف ليل 10 يناير 1981. كان تقدم اللواء جيدًا في البداية، ولكن في الساعة 6:30 صباحًا، ومع شروق الشمس ونقص المعدات الهندسية الكافية مثل الجرافات واللوادر، لم يكن من الممكن إعداد سواتر ترابية. ونتيجة لذلك، أصابت قذائف العدو المضادة للدبابات عددًا من دبابات وجرافات اللواء. في هذه الأثناء، وصلت تعزيزات عراقية جديدة إلى المنطقة، مما أدى إلى تفوق قوات العدو وأصبح من المستحيل مواصلة الهجوم. في النهاية، وعلى الرغم من أن القوات الإيرانية سيطرت على عدد من السواتر الترابية في عمق مواقع العدو ونجح اللواء 37 المدرع في إحداث ثغرة في خط الدفاع، إلا أن ضغط العدو حال دون الحفاظ على المواقع التي تم السيطرة عليها، واضطر اللواء إلى التراجع إلى مواقعه الأولية.[6]
في الساعة الواحدة فجرًا، قامت مجموعة الدبابات القتالية 246 والحرس الثوري بدعم تقدم أفراد اللواء 37 المدرع بنيران مباشرة وغير مباشرة. وتقدم فريق من هذه المجموعة إلى الجنوب من مواقعه، لكنه اصطدم بحقل ألغام للعدو في طريقه. وبسبب عدم وجود فريق هندسي مرافق، لم يتمكن من عبور منطقة الألغام، فعاد إلى مواقعه الأولية.[7] كما شنّت الكتيبة 301 التابعة للشرطة العسكرية هجومًا على مواقع العدو وسيطرت على جزء منها، ولكن بسبب تفوق العدو الكامل، لم تتمكن من الاحتفاظ بالمواقع التي تم الاستيلاء عليها، فانسحبت إلى مواقعها السابقة في الساعة العاشرة صباحًا.
بالإضافة إلى ذلك، نظمت مجموعة العمليات غير النظامية فرقًا استكشافية متوغلة على محور ماهشهر-آبادان، واقتربت من مواقع القوات العراقية، وألحقت خسائر بالعدو. وقامت مجموعة المدفعية 22 بدعم الوحدات المهاجمة بنيران تمهيدية، لكن الدعم الناري لوحدات المدفعية انخفض بشكل كبير بسبب أعمال الصيانة واستبدال سبطانة ستة مدافع.[8]
على المحور الجنوبي، حققت قوات اللواء الثاني قوچان (التابع للجيش) ومجموعة فدائيي الإسلام الشعبية تقدمًا محدودًا في منطقة الفياضية، لكنهم اضطروا للانسحاب إلى مواقعهم السابقة بعد تعزيز قوات العدو.[9]
في عملية توكل، كان من المقرر أن تقوم طائرات سلاح الجو من قاعدة بوشهر بدعم القوات الصديقة.[10] ولكن من بين 10 طلعات جوية مخططة، تم استخدام 4 منها في منطقة أخرى دون تنسيق مع مقر أروند، ولم يتم توفير الدعم الجوي بعد الظهر بسبب الطقس الغائم. وفي يوم 11 يناير أيضًا، تعذر توفير الدعم الجوي بسبب هطول الأمطار. وعلى عكس المتوقع، لم يكن دعم الطيران العمودي (هوانيروز) فعالًا بشكل كبير في يوم الهجوم؛ فبالرغم من استخدام 13 مروحية، فإن 38 طلعة جوية في العملية لم تحقق النتائج المرجوة.[11]
في المجمل، أسفرت هذه العملية عن استشهاد 95 من قواتنا، وإصابة 326 آخرين، وفقدان 66، بالإضافة إلى أسر 152 على يد العدو. كما تم تدمير 24 دبابة، و7 ناقلات جنود مدرعة، ومركبة إطلاق صواريخ تاو.[12] بعد الفشل الهجومي لعملية "توكل"، عادت الحالة العامة في منطقة العمليات بين آبادان وماهشهر إلى ما كانت عليه قبل الهجوم في 11 يناير 1981، وعاد الطرفان لتبادل نيران المدفعية.[13]
[1]صادقيگويا، نجاتعلي، دفاع از آبادان ـ دفاع از آبادان در سال اول جنگ تحمیلی، طهران: إيران سبز، 1391 هـ. ش، ص 173؛ دروديَان، محمد. تجزیهوتحلیل جنگ ایران و عراق ـ بازیابی ثبات، ج 2. طهران: مركز دراسات وأبحاث الحرب، 1378 هـ. ش.، ص 115.
[2] رنجبر، سيفالله. نیروهای انتظامی و جنگ. طهران: منشورات إسلامي، 1386 هـ. ش.، ص 87؛ سروري، روحالله وأبوالقاسم جاوداني. عمليات ثامنالائمه. طهران: آجا، 1390 هـ. ش.، ص 73.
[3] صارمي، مجيد. اللواء 37 مدرع في عمليات ثامنالائمه. طهران: إيران سبز، 1389 هـ. ش.، ص 31.
[4] بنيلوحي، السيدعلي وآخرون، نبردهای شرق کارون به روایت فرماندهان، طهران: مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ سپاه، 1387 هـ. ش.، ص 135؛ حسيني، السيديعقوب، نبردهای منطقه خرمشهر و آبادان در سال اول جنگ تحمیلی، طهران: إيران سبز، 1396 هـ. ش.، ص 350 و 368.
[5] صادقيگويا، نجاتعلي. المصدر نفسه، ص 185.
[6] حسيني، السيديعقوب. المصدر نفسه، ص 370 و 371.
[7] المصدر نفسه، ص 368.
[8] المصدر نفسه، ص 371.
[9] راميننژاد، رامین. تاریخ لشکر خراسان، ج 2. مشهد: آهنگ قلم، 1391 هـ. ش.، ص 69؛ حسيني، السيديعقوب. المصدر نفسه، ص 370.
[10] نمكي، عليرضا، تاریخ نبردهای هوایی ـ عملیات مروارید و نصر نبردهای هوایی آذر و دیماه59، ج 6. طهران: مركز انتشارات راهبردی نهاجا، 1396 هـ. ش.، ص 375.
[11] حسيني، السيديعقوب. المصدر نفسه، ص 371 و 372؛ جعفري، مجتبى. اطلس نبردهای ماندگار، طهران: سوره سبز، ط 35، 1393 هـ. ش.، ص 40.
[12] حسيني، السيديعقوب. المصدر نفسه، 370ـ373.
[13] المصدر نفسه، ص 373.

