المجموعات، المؤسسات، المنظمات

الفرقة 88 المدرعة في زاهدان

بقلم: محسن شیرمحمد نقله الی العربیة: سید محمود عربی
2 دورہ

تعتبر الفرقة 88 المدرعة في زاهدان إحدى وحدات الجيش في جنوب شرق البلاد، وقد لعبت دورًا في مواجهة العدو خلال الدفاع المقدس.

يعود تاريخ الفرقة 88 في زاهدان إلى حوالي مئة عام مضت. ففي عام 1300هـ.ش (1921م)، عندما تم تأسيس الجيش الحديث في إيران، اندمجت الوحدات العسكرية المختلفة، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق الشرقية، وتم تأسيس الفرقة الشرقية في 4 يناير 1922م. تم إنشاء عدة معسكرات دائمة في المنطقة الشرقية من البلاد، بما في ذلك معسكر سيستان، وشُكِّل لواء سيستان تحت قيادة الفرقة الشرقية.

بعد احتلال إيران من قبل قوات الحلفاء في سبتمبر 1941م وسقوط رضا شاه، تم حل معظم وحدات الجيش، بما في ذلك لواء سيستان. لكن بعد ستة أشهر، أعيد تنظيم هذا اللواء وتشكيله باسم "اللواء 14 مكران". وفي عام1945م، غادرت الوحدات العسكرية التابعة للحلفاء الأراضي الإيرانية، وتمركزت وحدات من لواء مكران في معسكرات سيستان، زاهدان، وخاش.

منذ عام 1968م، وللحماية الفضلى للحدود الشرقية للبلاد، تقرر تغيير اسم لواء مكران (بالتزامن مع انفصال مدينة بَم عن منطقة سيستان) إلى اللواء 88 المستقل في تشابهار. وقد تم نشر هذا اللواء في مدينة تشابهار لتأمين الحدود الدولية وسواحل بحر عُمان ومنع انعدام الأمن في المنطقة. في عام1975م، زادت قدرة لواء تشابهار لتصل إلى ثلاثة كتائب. شملت هذه الكتائب اثنتين ميكانيكيتين باسم الكتيبة 197 الميكانيكية والكتيبة 196 الميكانيكية، وكتيبة مشاة باسم الكتيبة 157.

في عام 1976م، ولإكمال التنظيم القتالي للواء تشابهار، أُضيفت إليه وحدات من مناطق أخرى، بما في ذلك الكتيبة 231 دبابات من هفتكل بخوزستان، والكتيبة 255 دبابات من زاهدان، والكتيبتان 300 و 381 مدفعية من مراغة. وفي عام 1976م، انتقل اللواء 88 المدرع من مدينة تشابهار إلى زاهدان، وأصبح يُعرف باسم اللواء 88 المدرع المستقل في زاهدان.[1]

بعد انتصار الثورة الإسلامية، عانت البلاد من أزمات داخلية مختلفة. وشهدت منطقة سيستان وبلوشستان اضطرابات واشتباكات مسلحة، لكن تم منع توسع هذه الاضطرابات التي كان هدفها هو تقسيم إيران، وذلك بفضل إجراءات الوحدات العسكرية "اللواء 88" والقوات المسلحة الأخرى. كان من أهم إجراءات اللواء 88 قمع الأشرار في مدينتي بامبور وإيرانشهر. بعد فترة وجيزة، تمت ترقية اللواء 88 إلى الفرقة 88 المدرعة في زاهدان، وذلك بسبب حدود محافظة سيستان وبلوشستان المشتركة مع باكستان وأفغانستان.

خصصت للفرقة وحدات من القوة البرية للجيش، وتم تنظيمها ونشرها على النحو التالي: اللواء المدرع الأول في زاهدان. اللواء المدرع الثاني في خاش. اللواء المدرع الثالث في إيرانشهر. الكتيبة 212 للفرسان المدرعين في زابل. مدفعية الفرقة في إيرانشهر. دعم الفرقة اللوجستي في زاهدان.[2]

مع بداية الحرب المفروضة، توجه في البداية عدد من أفراد الكوادر العسكرية، لا سيما المتخصصون منهم (أفراد أطقم الدبابات، أفراد أطقم ناقلات الجند، المهندسون، أسلحة مضادة للدبابات، اللاسلكي، إلخ) بشكل فردي وطوعي إلى مناطق العمليات. بعد عدة أشهر، تم إرسال وحدات تحت اسم "مجموعة سلمان القتالية" (من سلمان 1 إلى 5) إلى مناطق العمليات الجنوبية والغربية والشمالية الغربية.[3] في عام1983م، تم إرسال وحدات من الفرقة 88 على شكل ألوية إلى الجبهة. ففي مايو 1983م، تم إرسال اللواء المدرع الثالث في إيرانشهر إلى المنطقة الشمالية الغربية ومريوان، وشارك في عمليتي "ظفر 2" و"ظفر 3".[4]

وفي أكتوبر 1983م، تم إرسال اللواء المدرع الأول في زاهدان بجميع وحداته التابعة إلى المنطقة الشمالية الغربية (مريوان) وتواجد في الخطوط الأمامية لعملية "ظفر 6".[5]

في أواخر عام 1983م، أُرسِل اللواء المدرع الثاني في خاش إلى منطقة عمليات ميمك، ومن ثم إلى المنطقة الشمالية الغربية في مريوان وبنجوين، وشارك في عملية "والفجر-4".[6]

في نوفمبر 1985م، أُرسِلَت بقية الفرقة 88 إلى منطقة جيلان غرب، ثم في ديسمبر 1986م إلى سومار، وتولت الدفاع عن هذه المنطقة ومدينة نفت‌شهر. لعبت وحدات الفرقة 88 دورًا في عملية "كربلاء 6".[7]

في عام1986م، وقع حادث مؤسف للفرقة 77. ففي2 نوفمبر 1986م، تحطمت طائرة نقل من طراز "سي-130" كانت متجهة من كرمانشاه إلى زاهدان بسبب خلل فني، واصطدمت بجبل قرب مطار زاهدان. نتيجة لهذا الحادث، استُشهد 91 فردًا من الفرقة 88 المدرعة كانوا عائدين من الجبهة إلى زاهدان.[8]

في الأيام الأخيرة من الحرب، وتحديدًا في 21 يوليو 1988م، شن الجيش العراقي هجومًا واسع النطاق في منطقة سومار، حيث قامت الفرقة 88 في زاهدان بالدفاع.[9] نجحت وحدات الفرقة 88 في إيقاف الجيش العراقي بالقرب من منطقة "جهل زري" المعروفة بـ "مضيق الشيطان"، وبعد اشتباك عنيف، أجبرته على التراجع.[10]

خلال فترة "الدفاع المقدس"، استُشهد 2400 فرد من الفرقة 88، وأُصيب 8426 آخرون، كما وقع 2252 فردًا في الأسر.[11] بعد انتهاء الحرب المفروضة، عادت وحدات الفرقة 88 تدريجياً إلى محافظة سيستان وبلوشستان حتى عام 1998.[12] وتولت بعض هذه الوحدات، مثل اللواء 188 في زاهدان، مسؤولية تأمين المناطق الحدودية الشرقية للبلاد لمدة سنتين.[13]

ومع تطبيق خطة ثامن (خطة استقلالية الألوية عن فرق الجيش) في عام 2011، أصبحت ألوية الفرقة 88 مستقلة. وبدأت هذه الألوية العمل تحت أسماء جديدة: اللواء 188 المدرع في زاهدان، اللواء 288 في خاش، واللواء 388 للمشاة الآلية في إيران شهر. وتخضع هذه الألوية لإشراف مقر قيادة الفرقة 88 فقط من الناحية العملياتية.[14]

منذ عام 1980 وحتى نهاية الحرب في عام 1988، تناوب على قيادة الفرقة 88 في زاهدان كل من: العقيد مسعود منفرد نياكي، العقيد غلام رضا قاسمي نو، العقيد حسين علي اتحاديه، العقيد إيرج همتي، العقيد محمد صفر زمانفر، العقيد محمد جابري بور، العميد الثاني حسين شمس نيا،[15] أما الآن، فيشغل هذا المنصب العميد الثاني الركن مهدي أحمدي أفشار.[16]

 

 

[1] زرگر، غلام‌حسین، دفاع مقدس و ارتش در استان سیستان و بلوچستان، طهران، إیران سبز، 1398، ص 9.

[2] المصدر نفسه، ص 10 و 11.

[3] المصدر نفسه، ص 11.

[4] المصدر نفسه، ص 14.

[5] المصدر نفسه، ص 13.

[6] المصدر نفسه، ص 13.

[7] المصدر نفسه، ص 14.

[8] مؤسسة فراندیش، رویدادهای سال 1365، طهران، منشورات فراندیش، 1366ش، ص 164.

[9] زرگر، غلام‌حسین، المصدر نفسه، ص 16.

[10] المصدر نفسه، ص 16.

[11] المصدر نفسه، ص 196 و 197.

[12] المصدر نفسه، ص 68.

[13] حسین‌احمدی، علی، “آفند و پدافند قاطع با تانک”، مجلة صف، العدد 430، مارس 2017، ص 41.

[14] زرگر، غلام‌حسین، المصدر نفسه، ص 38؛ حسین‌احمدی، علی، المصدر نفسه، ص 41؛ حسین‌احمدی، علی، پایدار و قدرتمند در نقطه مرزی کشور (ثابتون وأقویاء فی النقطة الحدودیة للبلاد)، مجلة صف، العدد 431، أبریل ومایو 2017، ص 47 و 48.

[15] زرگر، غلام‌حسین، المصدر نفسه، ص 17.

[16] فرمانده جدید قرارگاه عملیاتی لشکر 88 زرهی سیستان و بلوچستان معرفی شد (تعیین قائد جدید لمقر عملیات الفرقة 88 المدرعة سیستان وبلوشستان)، وکالة أنباء فارس، 19 سبتمبر 2019، www.farsnews.ir/sistan-baluchestan/news/13980628000125/.