المفاهيم والمصطلحات

تبادل الأسرى

إعداد: سجاد نادري بور نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
2 دورہ

خلال سنوات الدفاع المقدس الثماني، أُسر 40,214 فردًا من القوات الإيرانية من قبل العدو، بينما أُسر 68,245 فردًا من القوات العراقية في إيران. تم تبادل أسرى الطرفين في الفترة من 1981م إلى 2003م على ثلاث مراحل زمنية وفي 140 عملية تبادل.

عاد 40,214 مجاهد إيراني إلى البلاد في 78 عملية تبادل بين 16 يونيو 1981م و17 مارس 2004م. وتوفي أو استُشهد 574 فردًا أثناء الأسر. کما لجأ 500 فرد من الأسرى الإيرانيين إلى العراق.[1] وعاد 68,245 أسيرًا عراقيًا إلى بلادهم في 120 عملية تبادل خلال الفترة نفسها. کما لجأ 10,336 أسيرًا عراقيًا وحصلوا على الجنسية الإيرانية، وتوفي 1,214 أسيرًا عراقيًا أثناء الأسر، وتم تسليم رفاتهم إلى السلطات العراقية.[2]

جرت عملية تبادل الأسرى بين إيران والعراق على ثلاث مراحل. في المرحلة الأولى من التبادل، كان ما يقرب من نصف الأسرى الإيرانيين الذين أطلقت الحكومة العراقية سراحهم من المدنيين. وهؤلاء إما أُسروا على يد القوات المعتدية في القرى الحدودية الجنوبية في الأيام الأولى للحرب، أو كانوا ممن اختطفتهم وباعتهم للعراقيين جماعات معارضة للجمهورية الإسلامية في كردستان، مثل جماعتي "كومله" و "الديمقراطي".

ضمت قائمة الأسرى في هذه المرحلة 23 امرأة، كنَّ بشكل عام من النساء المدنيات في المناطق الحدودية، و5 منهن كنَّ من كوادر الإغاثة. کما شمل الإفراج في هذه الفترة أيضاً عدداً من الجرحى والمعاقين. سُلِّم هؤلاء الأسرى إلى السلطات الإيرانية تحت إشراف ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية في مطارات مهرآباد (طهران)، أنقرة (تركيا)، ولارناكا (قبرص)، وعبر معبر خسروي-المنذرية الحدودي.[3]

بدأت المرحلة الثانية من التبادل بقبول الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 598 في 18 يوليو 1988م، وتَبَع ذلك قبول العراق للقرار في 6 أغسطس 1988م، وبانتهاء الحرب. بعد قبول القرار وقبل إقرار وقف إطلاق النار، زار وفد ثلاثي من الأمم المتحدة إيران والعراق لمدة أحد عشر يوماً، من 23 يوليو إلى 3 أغسطس 1988م، بهدف دراسة مسألة عودة وتبادل الأسرى. وأكد الوفد في تقريره أنه بحسن نية الطرفين، وبالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة، وإرشادات لجنة الصليب الأحمر الدولية، يمكن للطرفين تحديد آلية عودة الأسرى.

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن أن المادة الثالثة من هذا القرار تطالب بالإفراج الفوري عن أسرى الحرب وإعادتهم بعد توقف الأعمال القتالية النشطة. ومع ذلك، فإن عملية عودة أسرى الحرب بين إيران والعراق لم تتم بما يتناسب مع توقعات القرار، ودخلت في مسار غامض ومعقد ناتج بشكل أساسي عن ضعف بنود القرار وظروف "لا حرب ولا سلم". نتيجة لعرقلة الحكومة العراقية لتنفيذ هذا القرار، وصلت مفاوضات السلام إلى طريق مسدود، وتأجل الإفراج عن الأسرى وتبادلهم لفترة من الزمن. في نهاية المطاف، وبعد مراسلات بين صدام حسين وحجة الإسلام أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس الجمهورية)، اتفق الطرفان في أغسطس 1990م على تنفيذ القرار 598 والانسحاب إلى الحدود الدولية المعترف بها والمنصوص عليها في معاهدة الحدود وحسن الجوار لعام 1975م (معاهدة الجزائر). وبعد هذا الاتفاق، بدأ تبادل الأسرى.[4]

في المرحلة الثانية من التبادل، سُلِّم الأسرى إلى السلطات الإيرانية في معبر خسروي-المنذرية الحدودي ومطار مهرآباد. جرت هذه المرحلة على 42 عملية تبادل. شملت العملية الأولى، التي وقعت في 17 أغسطس 1990م في معبر خسروي-المنذرية، تسليم 1,272 أسيرًا بواسطة ممثلي الصليب الأحمر إلى السلطات الإيرانية.[5]

امتدت المرحلة الثالثة من التبادل من عام 1990م إلى 2003م، وخلال هذه المرحلة، سُلِّم 639 أسيرًا إلى السلطات الإيرانية من قبل المسؤولين العراقيين في 17 عملية تبادل تحت إشراف ممثلي الصليب الأحمر. في ديسمبر 2003م، أُغلِق ملف الأسرى الأحياء الإيرانيين والعراقيين. واتفق ممثلو لجنة الصليب الأحمر الدولية والسلطات في كل من العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية على أنه لم يعد هناك أي أسرى أحياء من كلا البلدين.[6]

كان اللواء الطيار الشهيد حسين لشكري، وهو طيار في القوات الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آخر أسير وصل إلى أرض الوطن في سياق عملية تبادل الأسرى بين إيران والعراق.[7]

تفاصيل تبادل الأسرى الإيرانيين (1981 - 2003م) وفق الجدول التالي:

رقم

السنة(م)

عدد الأسرى المُفرج عنهم

عدد المراحل

مواقع التسليم

1

1981

62

2

مطارا لارناكا (قبرص) - مهرآباد (طهران)

2

1983

32

1

مطار أنقرة (تركيا)

3

1984

99

2

مطارا أنقرة (تركيا) - مهرآباد (طهران)

4

1984

99

2

مطارا أنقرة (تركيا) - مهرآباد (طهران)

5

1986

76

1

مطار مهرآباد (طهران)

6

1987

129

2

مطار مهرآباد (طهران)

7

1988

485

8

مطار مهرآباد (طهران)

8

1989

165

3

مطار مهرآباد (طهران)

9

1990

41,205

58

مطار مهرآباد (طهران) - معبر خسروي-المنذرية

10

1991

421

1

معبر خسروي-المنذرية

11

1993

103

2

معبر خسروي-المنذرية

12

1994

1

1

معبر خسروي-المنذرية

13

1995

100

1

معبر خسروي-المنذرية

14

1996

871

2

معبر خسروي-المنذرية

15

1997

542

2

معبر خسروي-المنذرية

16

1998

6,248

11

معبر خسروي-المنذرية

17

1999

276

2

معبر خسروي-المنذرية

18

2000

4,118

10

معبر خسروي-المنذرية

19

2001

507

2

معبر خسروي-المنذرية

20

2002

902

4

معبر خسروي-المنذرية

21

2003

59

1

معبر خسروي-المنذرية

 

وفقاً للوثائق، كان صدام حسين في بعض مراحل الحرب ينشر أخباراً كاذبة عن الإفراج عن بعض الأسرى الإيرانيين وتسليمهم للصليب الأحمر، وذلك بهدف تقديم نفسه للعالم كشخصية ساعية للسلام، في حين أنه لم يتم في الواقع تسليم أي أسرى إلى السلطات الإيرانية.[8]

 

 

[1] علاماتي، غلام رضا، "واكاوي و تحليل چگونگي تبادل اسراي جنگ ايران و عراق (1367-1359)" (تحليل ودراسة كيفية تبادل أسرى الحرب بين إيران والعراق (1980-1988م)، فصلنامه فصلية علمی مطالعات دفاع مقدس (دراسات الدفاع المقدس العلمية)، ج 7، العدد 2، صيف 1400 ش / 2021م، ص 235.

[2] المصدر نفسه، ص 241.

[3] المصدر نفسه، ص 236.

[4] المصدر نفسه، ص 234 و 235.

[5] المصدر نفسه، ص 238-239.

[6] المصدر نفسه، ص 241.

[7] "اولین و آخرین اسیر ایران" (أول وآخر أسير إيراني)، وكالة فارس نيوز، رمز الخبر 14020503000738؛ "زندگی حسین و منیژه با صبوری و اصالت معنا پیدا کرد" (حياة حسين ومنيجه اكتسبت معنى بالصبر والأصالة)، جريدة جوان، 1401 ش / 2022م، السنة الرابعة والعشرون، العدد 6562، ص 2.

[8] فصلنامه علمی مطالعات دفاع مقدس (فصلية دراسات الدفاع المقدس العلمية، العدد 235، صيف 1400 ش / 2021م، ص 244؛ خرمي، محمد علي، جنگ ايران و عراق در اسناد سازمان ملل(حرب إيران والعراق في وثائق الأمم المتحدة)، مجلد 4، طهران، مرکز مطالعات و تحقیقات جنگ سپاه پاسداران انقلاب اسلامی (مركز حرس الثورة الإسلامية لدراسات وبحوث الحرب)، 1387 ش / 2008م، ص 229-230.