المجموعات، المؤسسات، المنظمات

الطلاب السائرون على خط الإمام'

بقلم: مرضیه عابدینی نقله الی العربیة: سید محمود عربی
2 دورہ

الطلاب السائرون على خط الإمام'

كان عدد من 'الطلاب السائرون على خط الإمام'، وهم مجموعة من طلاب مكتب تعزيز الوحدة الذين سيطروا على السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر 1979، حاضرين أيضًا في الدفاع المقدس.

بناءً على الوضع الحرج في بعض مناطق البلاد، قرر أعضاء الجمعيات الإسلامية للجامعات الوطنية (شهيد بهشتي)، طهران، بوليتكنيك (أمير كبير)، وصنعتي شريف، في اجتماعهم الذي عقد في مارس 1979، إرسال فريق من الجمعيات الإسلامية للجامعات إلى إحدى المناطق المتأزمة خلال عطلة عيد النوروز لعام 1979، لرصد المشاكل والحلول الممكنة عن كثب. بعد عدة اجتماعات، تم اتخاذ قرار بتشكيل مؤسسة للقيام بأنشطة خيرية، وإعمار، وخدمية في تلك المناطق. وبعد التشاور مع الحكومة المؤقتة للثورة الإسلامية والحصول على رأي الإمام الخميني، أدى هذا القرار إلى تشكيل جهاد سازندكي (جهاد البناء). في نفس السياق، وفي إطار الدفاع عن الثورة الإسلامية، انضم جزء كبير من أعضاء الجمعيات الإسلامية الطلابية إلى مؤسسات مثل الحرس الثوري وجهاد الجامعة. ومتاثرا بخطاب الثورة الإسلامية، فكرت الجمعيات الإسلامية الطلابية في إنشاء هيكل منظم لزيادة التنسيق بين الجمعيات الإسلامية والطلاب المؤيدين للإمام الخميني، بهدف العمل بشكل أفضل لتحقيق أهداف الثورة وتطبيق أفكار الإمام الخميني في الجامعات.

في صيف عام 1979، عقدت اجتماعات أولاً بحضور ممثلين عن الجمعيات الإسلامية لجامعات طهران، الوطنية، صنعتي شريف، بوليتكنيك، وعلم وصنعت، حيث اتفق المشاركون على فكرة إنشاء منظمة شاملة. وفي لقاء مع الإمام الخميني، تم إبلاغه بهذا القرار، فوافق على الفكرة العامة، وقال لهم: "اذهبوا وقوموا بـ 'تحكيم الوحدة'.[1] وقد تم أخذ اسم "تحكيم الوحدة" من كلام الإمام الخميني. ومن أولى الإجراءات التي قام بها طلاب مكتب تحكيم الوحدة، كانت السيطرة على السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر 1979.[2]

في الأنشطة السياسية التي سبقت الثورة، كان الطلاب المسلمون في جامعات طهران يعرفون بعضهم البعض، وكان بعضهم على دراية بـ حجة الإسلام السيد محمد موسوي الخوئينيها، الذي كان إمام مسجد جُوستان في شارع نياوران. كان يُنظر إليه على أنه رجل دين مرتبط بالإمام والثورة، لذلك عرض عليه الطلاب خطة السيطرة على السفارة الأمريكية، لكي يستفسر من خلاله عن رأي الإمام الخميني. لكنه لم يرَ ضرورة لإبلاغ الإمام قبل السيطرة على وكر التجسس الأمريكي.

كان هؤلاء الطلاب يمثلون أربع جامعات كبرى في طهران: جامعة شريف الصناعية، والجامعة الوطنية، وجامعة طهران، وجامعة بوليتكنيك.[3] شارك في هذه العملية حوالي 400 طالب، كان متوسط أعمارهم 22 عامًا، وشكلت النساء والفتيات ربعهم.[4]

استُخدم علاج مرض محمد رضا بهلوي كذريعة لإعطاء الولايات المتحدة الملاذ لشاه إيران الهارب في 22 أكتوبر 1979.[5] في 1 نوفمبر 1979، أصدر الإمام الخميني بيانًا بمناسبة إحياء ذكرى 4 نوفمبر (يوم هجوم حكومة بهلوي على جامعة طهران)، تناول فيه موضوع ممارسة الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لتسليم الشاه. جاء في البيان: "يجب على طلاب المدارس والجامعات وطلبة العلوم الدينية توسيع هجماتهم بكل قوة ضد أمريكا وإسرائيل، وإجبار أمريكا على تسليم هذا الشاه المجرم المخلوع، وإدانة هذه المؤامرة الكبرى مرة أخرى بشدة.[6]

خرجت حشود من أهالي طهران في مسيرة لإحياء الذكرى السنوية لنفي الإمام الخميني إلى تركيا، وكذلك الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الطلاب في جامعة طهران على يد الجيش الإمبراطوري. توجهت مجموعة من الطلاب المتظاهرين من شارع آية الله طالقاني نحو جامعة طهران، وكان من المقرر أن يتجمع المتظاهرون في أرض الجامعة العشبية. ولكن، عند وصول مجموعة صغيرة من الطلاب المتظاهرين إلى السفارة الأمريكية، تسلقوا أسوارها وفتحوا الأبواب لدخول بقية زملائهم. ولإعلان موقفهم وتوضيح هويتهم، قاموا بوضع لافتة على البوابة الرئيسية للسفارة كُتب عليها: "نحن الطلاب المسلمون السائرون على خط الإمام، لقد احتللنا السفارة الأمريكية احتجاجًا على جرائم أمريكا وإيوائها للشاه المخلوع".[7]

بعد ظهر نفس اليوم، عرّف الطلاب أنفسهم في مؤتمر صحفي أمام الصحفيين المحليين والأجانب بأنهم "الطلاب المسلمون السائرون على خط الإمام".[8] وفي 5 نوفمبر 1979، ألقى الإمام الخميني خطابًا دعم فيه حركة الطلاب في السيطرة على السفارة الأمريكية.[9]

في الهيكل التنظيمي لـ 'الطلاب السائرون على خط الإمام'، كانت القرارات الرئيسية تقع على عاتق المجلس المركزي، الذي كان يتألف من خمسة ممثلين عن الجامعات الأربع التي شاركت في السيطرة على السفارة، بالإضافة إلى حجة الإسلام موسوي الخوئينيها. وكان هناك ست لجان فرعية تابعة للمجلس المركزي وهي: لجنة العمليات التي كانت تدير المسائل الأمنية داخل السفارة. لجنة الوثائق التي كانت مسؤولة عن ترجمة الوثائق التي تم الحصول عليها وإعادة تجميعها، ثم كشفها ونشرها. لجنة العلاقات العامة والتي كانت تعقد المقابلات الصحفية وتتولى التواصل مع الجمهور والاجتماع بالمسؤولين. لجنة الخدمات التي كانت توفر الطعام واللوازم الأساسية الأخرى. لجنة المعلومات والتي كانت مسؤولة عن جمع المعلومات والأمن. لجنة شؤون الرهائن والتي كانت تتولى جميع المسائل المتعلقة بالرهائن.[10]

كان الطلاب المسلمون السائرون على خط الإمام يطالبون بإعادة الشاه والأموال المصادرة إلى إيران. مرت شهور على السيطرة على السفارة الأمريكية، التي أُطلق عليها اسم 'وكر التجسس'، ولم تستطع إدارة الرئيس كارتر فعل شيء لإطلاق سراح رهائنها. حتى وصول أبو الحسن بني صدر إلى منصب أول رئيس لإيران لم يحدث أي تغيير جديد للرهائن، لكن الأمريكيين كانوا لا يزالون يأملون في تحقيق هدفهم دون تلبية المطالب الإيرانية.

في 25 أبريل 1980، دخلت قوة دلتا، وهي أول وحدة أمريكية لمكافحة الشغب والإرهاب، إلى صحراء طبس عبر الحدود الجنوبية لإيران بعدة طائرات ومروحيات لتنفيذ عملية "مخلب العقاب" بهدف تحرير الرهائن. إلا أن عاصفة رملية تسببت في فشل العملية ومقتل 8 من أفراد القوة. في منتصف صيف نفس العام، حاول أحد الرهائن الفرار دون جدوى. بعد هذين الحادثين، قام الطلاب، بالتعاون مع الحرس الثوري، بتقسيم الرهائن إلى عدة مجموعات وإرسال كل مجموعة إلى مدينة مختلفة.

في 12 سبتمبر، أعلن الإمام الخميني الشروط الأربعة لإطلاق سراح الرهائن: إعادة ممتلكات الشاه، وإلغاء جميع المطالبات الأمريكية ضد إيران، وتقديم ضمانات بعدم تدخل الولايات المتحدة سياسيًا وعسكريًا في إيران، والإفراج عن جميع  الاموال  و الممتلکات  الإيرانية. وتم تكليف ممثلي الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي بمتابعة وضع الرهائن، حيث أحالوا مسؤولية التفاوض بشأن مصيرهم إلى الحكومة.

في 22 سبتمبر، شن العراق هجومًا على إيران، ومع اندلاع الحرب، توجه عدد من الطلاب إلى الجبهة. في 19 يناير 1981، تم توقيع اتفاقية الجزائر بين إيران والولايات المتحدة، وفي النهاية، تم تحديد 21 يناير موعدًا لتسليم الرهائن. وصلت حافلات الرهائن إلى المطار وعلى متنها الطائرة الجزائرية، تحت حراسة الطلاب المسلمين السائرين على خط الإمام، حيث سلموا 52 جاسوسًا أمريكيًا إلى السلطات الجزائرية. بعد 15 شهرًا، وفي تمام الساعة التاسعة من مساء يوم 21 يناير 1981، انتهت قصة السيطرة على وكر التجسس الأمريكي في طهران، والتي استمرت 444 يومًا.[11]

بعد انتهاء قضية الرهائن، عقد الطلاب اجتماعًا لمناقشة خياراتهم: إما تشكيل حزب سياسي أو حلّ منظمة "الطلاب السائرون على خط الإمام". وبناءً على رأي الأغلبية، قرروا حلّها. وجاء في مسودة البيان الأخير: "يجب أن ننضم إلى الأمة في جبهات القتال، وإعادة إعمار البلاد، وفصول الدراسة... كان الطلاب منذ البداية أبناء هذا الشعب، ولم يكونوا أبدًا عضوًا منفصلاً. الآن بعد أن أدينا واجبنا، نعود إلى أحضان الأمة".[12]

استمر وكر التجسس تحت سيطرة الطلاب لعدة سنوات، واستمرت عملية فحص الوثائق. في عام 1985، وبقرار من الحكومة، تم تسليم الموقع إلى الحرس الثوري الإيراني.[13]

انضم أعضاء "الطلاب السائرون على خط الإمام" الذين التحقوا بـ جهاد البناء والحرس الثوري إلى ساحة المعركة ضد العدو المعتدي. ومن بين الطلاب الذين شاركوا في السيطرة على السفارة الأمريكية واستشهدوا في الدفاع المقدس، يبرز أسماء مثل: مهدي رجب بيغي، ومحسن وزوائي، وعباس وراميني، وحسين علم الهدى.[14]

تم تسجيل يوم 4 نوفمبر، ذكرى السيطرة على السفارة الأمريكية من قبل الطلاب في عام 1979، في التقويم الرسمي للبلاد باعتباره "اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي" و"يوم الطالب".[15]

[1]كلانتري، عبدالحسين، دفترتحکیم وحدت در کشاکش سنت و تجدد، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1390 هـ. ش.، ص 172، 175، 176.

[2] كُردي، علي، دفتر تحکیم وحدت از آغاز تا انشعاب، طهران: مؤسسه فرهنگی هنری مرکز اسناد انقلاب اسلامی (المؤسسة الثقافية الفنية لمركز وثائق الثورة الإسلامية)، 1390 هـ. ش.، ص 35، 70، 71.

[3] بوريزدان‌پرست، محمدهاشم. روزخدا ـ بررسی علل و خاطرات نخستین روزهای تسخیر لانه جاسوسی، تهران، منشورات سوره مهر، 1390، ص 37.

[4] باری، روبین طهران: منشورات سوره مهر، 1390 هـ. ش.، ص 37.

[5] كلاتة عربي، جواد. در هیاهوی سکوت ـ روایت مستندی از زندگی دانشجوی پیرو خط امام و رئیس ستاد لشکر 27 محمد رسول‌الله شهید عباس ورامینی، (في ضجيج الصمت - رواية وثائقية عن حياة الطالب المتبع لخط الإمام ورئيس أركان فرقة 27 محمد رسول الله الشهيد عباس وراميني)، طهران: مرکز مطالعات پژوهشی 27 بعثت، 1397 هـ. ش.، ص 56.

[6]مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني. “صحيفة الإمام”، المجلد 10. طهران: مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، 1378 هـ. ش.، ص 412.

[7] بوريزدان‌پرست، محمدهاشم. المصدر نفسه، ص 39؛ كُلاتة عربي، جواد. المصدر نفسه، ص 56 و 57.

[8] كلاتة عربي، جواد. المصدر نفسه، ص 57.

[9] مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني. المصدر نفسه، ص 491.

[10] ابتكار، معصومة، تسخیرـ اولین روایت مکتوب از درون سفارت تسخیرشده آمریکا در تهران، طهران: معلومات، الطبعة الثانية، 1387 هـ. ش.، ص 268 و 269.

[11] كلاتة عربي، جواد. المصدر نفسه، ص 90، 91، 92، 93، 100، 101؛ مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني. المصدر نفسه، المجلد 13، 1378 هـ. ش.، ص 213.

[12] ابتكار، معصومة. المصدر نفسه، ص 325؛ كُلاتة عربي، جواد. المصدر نفسه، ص 101.

[13] كلاتة عربي، جواد. المصدر نفسه، ص 102.

[14] ابتكار، معصومة. المصدر نفسه، ص 338.

[15] انقلاب دوم ـ نگاهی به تسخیرلانه جاسوسی در سیزدهم آبانماه 1358، طهران: الكتاب الأخضر، الطبعة الثانية، 1394 هـ. ش.، ص 13.