الأماكن

مستشفى الشهيد كلانتري

إعداد: مريم لطيفي نقله إلى العربية: سيد محمود عربي
2 دورہ

مستشفى الشهيد كلانتري في أنديمشك، والواقع بالقرب من خطوط سكة حديد زاغروس، تأسس عام 1981م بهدف علاج الجرحى الحربيين وبقي عاملاً حتى نهاية الحرب المفروضة.

بدأت شركة الترافرس الخرسانية في عام 1973م مرحلة الأبحاث والتصميم، بعد شراء الأرض من المزارعين، بهدف إنشاء مصنع لإنتاج الروابط لتطوير شبكة السكك الحديدية في البلاد. وصل المصنع إلى مرحلة التشغيل التجريبي عام 1978م، لكنه لم يُفتتح رسمياً بعد انتصار الثورة الإسلامية. ونظراً لخطورة بيئة إنتاج الروابط، كان قد تم بناء جناح طوارئ بمساحة 1200 متر مربع في الجانب الغربي من الموقع لعلاج الموظفين والعمال المصابين أثناء العمل.[1]

مع بدء الحرب المفروضة، وبسبب قرب أنديمشك من الجبهة الوسطى، وغرب الكرخة، وشوش، كان يُنقل عدد كبير من الجرحى إلى أنديمشك، ولم يكن مستشفى الشهيد بهشتي في المدينة قادراً وحده على استيعابهم. تزايد الشعور بالحاجة إلى مستشفى إضافي في أنديمشك لتغطية الرعاية الطبية للجرحى، تزامناً مع التخطيط لعملية فتح المبين. ولهذا السبب، وفي شتاء عام 1981م، سُلِّم مبنى جناح الطوارئ لشركة الترافرس الخرسانية، الذي كان غير مُستغل ويقع بالقرب من خطوط السكك الحديدية، إلى الحرس الثوري لتجهيزه بإمكانيات مستشفى.

أرسل الحرس الثوري في أنديمشك مجموعة من قوات التعبئة، بقيادة جاسم عرب (حمزة تدين منش) من كوادر الحرس، لتطهير وتفقد المعدات الطبية الموجودة في جناح الطوارئ.[2] بعد تحديد احتياجات المستشفى الجديد،[3] جُهّز المستشفى من قبل الرعاية الصحية القتالية التابعة لمقر كربلاء،[4] وسُمي بـ"الشهيد كلانتري" تخليداً لذكرى المهندس موسى كلانتري، وزير الطرق والمواصلات،[5] وعُيِّن الشهيد الدكتور محمد علي رهنمون رئيساً له.[6] في بداية العمل، خُصص فقط جناح الطوارئ للمستشفى، ولكن تدريجياً، ومع توسع نطاق الأنشطة الطبية للمستشفى، وُضعت أقسام أخرى من الشركة تحت تصرفه. كما أنشأ الحرس الثوري جناح طوارئ خرسانياً تحت الأرض في ساحة المستشفى، وبَنَت الإدارة العامة للسكك الحديدية عدة ملاجئ في محيط المستشفى.[7]

ضم مستشفى الشهيد كلانتري طوارئ، ومختبراً، وأقساماً داخلية، وجراحية، وعظام (أرثوبيدي)، وأشعة، وبنك دم، إلى جانب أقسام مساعدة مثل المشرحة، والمغسلة، ومصلى، ومطبخ، ومهاجع للأطباء، ومركز اتصالات، ومنشآت إمدادية.[8] في عامي 1982م و 1983م، كان المستشفى مجهزاً بـ 350 سريراً للعلاج الداخلي، و 40 سريراً للطوارئ، و 4 غرف عمليات، و 4 فرق جراحية متكاملة، إلى جانب جراح عظام، وجراح أوعية، و 8 أطباء عامين، و 10 فنيي تخدير، و 18 فني غرفة عمليات، و 18 فني مختبر، و 4 فنيي أشعة، و 20 فني طوارئ، و 7 ممرضات، و 40 ممرضاً مساعداً، و 30 مساعد ممرض، و 80 مسعفاً وموظف إخلاء، وبنك دم بكامل معداته، ومنصتين لهبوط المروحيات، و 3 حافلات إسعاف، و 2 ميني باص، و 8 سيارات إسعاف داخل المدن.[9]

كان الأطباء والممرضون العاملون في هذا المركز يُنتدبون من مختلف أنحاء البلاد، وكان يشارك إلى جانبهم العديد من الممرضات والمساعدين المحليين من أنديمشك. من ضمن الأطباء الذين عملوا في هذا المستشفى: الدكتور رهنمون، والدكتور توانا، والدكتور يزدي، والدكتورة زينب مينا أميري مقدم.[10] ومن الممرضات والمُسعفات: مريم كاتبي، وشمسي سبحاني، وإيران ترابي، وعطية جترجي، وآمنة داغري، وصغرى بستاك.[11] بالإضافة إلى ذلك، كانت أعداد من نساء أنديمشك يتوجهن إلى المستشفى طواعيةً لتقديم الخدمة. كانت هؤلاء السيدات ينشطن في أقسام مثل غسيل الملابس، والتجهيزات، وغيرها. كنّ يعملن جنباً إلى جنب مع الممرضات، حيث كنّ يعتنين بالجرحى، ويقدمن لهم الطعام، ويقمن بغسل الملاءات وملابس المقاتلين المصابين.[12]

كان الجرحى الذين يُنقلون إلى هذا المستشفى هم من محور غرب أنديمشك-دزفول، والجبهات الوسطى مثل دشت عباس، فكة، دهلران، زبيدات، شرهاني، چنغولة، چنانه، عين خوش، رقابية، بالإضافة إلى جرحى الغارات الجوية والصاروخية العراقية على أنديمشك. ساهم قرب أنديمشك من الجبهات الجنوبية وتوفر طرق مواصلات مناسبة في نقل جزء من جرحى تلك الجبهات إلى المستشفى عبر القطار ووسائل النقل الأخرى. كما ساهم وجود منصتين لهبوط المروحيات في المستشفى في تسريع نقل الجرحى من الجبهات المجاورة. كان يُستبقى الجرحى الأفضل حالاً في المستشفى، بينما يُرسل أولئك الذين يعانون من إصابات خطيرة إلى مستشفيات أخرى أكثر تجهيزاً في المحافظات الأخرى، برعاية طبية خاصة.[13]

في عام 1984م، استأنفت شركة الترافرس الخرسانية عملها في نفس الموقع ولكن في قسم منفصل. عندما كان المستشفى يواجه تدفقاً كبيراً من الجرحى، كان موظفو الشركة يُساعدون طاقم المستشفى في إخلاء ونقل الجرحى.[14] لم يتعرض هذا المستشفى لقصف جوي عراقي طوال الحرب المفروضة، على الرغم من قصف أنديمشك.

ظل مستشفى الشهيد كلانتري عاملاً حتى أغسطس 1998م بعد نهاية الحرب. وفي سبتمبر 1998م، نُقلت معداته وإمكانياته وكوادره إلى مستشفى الشهيد بقائي في الأهواز، وأُغلق.[15] سُجِّل المستشفى في عام 2008م كأحد الآثار الوطنية لـ "الدفاع المقدس" تحت الرمز 141.[16]

سُلط الضوء في جزء من فيلم "ويلايي ها" السينمائي على التطوع النسائي في مغسلة مستشفى الشهيد كلانتري، لغسل ملابس وملاءات وأغطية الجنود الجرحى الملطخة بالدماء. كما تناول كتاب "حوض خون" لفاطمة سادات مير عالي قصص المتطوعات من نساء أنديمشك في المغسلة. وقد كتب قائد الثورة الإسلامية تقريظاً على هذا الكتاب في أكتوبر 2021م.[17]

 

[1] لطيفي، مريم، اندیمشک در جنگ عراق علیه ایران (أنديمشك في حرب العراق ضد إيران)، طهران: نيلوفران، 1391ش/ 2012م، ص 221-222.

[2] المصدر نفسه.

[3] جريدة كيهان، العدد 20883، 28 سبتمبر 2014م /6/7/1393ش، ص 8.

[4] لطيفي، مريم، المصدر نفسه، ص 221 و 222؛ درويشي، محمد صادق، «بهداری سپاه و جنگ شیمیایی عراق در آینه اسناد جنگ»، (الخدمات الطبية للحرس الثوري والحرب الكيميائية العراقية في مرآة وثائق الحرب)، نکين إيران، العدد 31، شتاء 1388ش /2009م، ص 100.

[5] لطيفي، مريم، المصدر نفسه، ص 222.

[6] درويشي، محمد صادق، المصدر نفسه، ص 10.

[7] لطيفي، مريم، المصدر نفسه، ص 222.

[8] المصدر نفسه، ص 223؛ درويشي، محمد صادق، المصدر نفسه، ص 100.

[9] درويشي، محمد صادق، المصدر نفسه، ص 10.

[10] https://www.javann.ir/003fED ؛ https://defapress.ir/fa/news/4081.

[11] http://oral-history.ir/?page=post&id=5705 ؛ https://www.isna.ir/news/91050301627؛ أنیسی، فريبا، "از خطه كردستان تا دشت «نخل‌های بی سر» (گفتگو)" (من أرض كردستان إلى سهل "النخيل مقطوعة الرؤوس" (حوار)، مجلة پيام، ع 73، فروردين 1377 ش / أبريل 1998م، ص 10-4.

ميرعالي، فاطمة سادات، حوض خون - روايت زنان انديمشك از رخت‌شويي در دفاع مقدس (حوض الدم - رواية نساء أنديمشك عن غسيل الملابس في الدفاع المقدس)، طهران، راه يار، 1399 ش / 2020م، ص 286.

إسلامي بور، عباس، حماسه زينبيان - خاطرات خواهران انديمشكي (ملحمة الزينبيات - مذكرات الأخوات الأنديمشكيات)، طهران، نيلوفران، 1393 ش / 2014م، ص 32.

نيك دل، سمانه، نعمت جان - روايت زندگي صغري بستاك امدادگر بيمارستان شهيد كلانتري انديمشك (نعمة الروح - رواية حياة صغرى بستاك المسعفة في مستشفى شهيد كلانتري بأنديمشك)، طهران، راه يار، 1399 ش / 2020م، ص 104.

[12] لطيفي، مريم، المصدر نفسه، ص 222

[13] المصدر نفسه، ص 223-224.

[14] المصدر نفسه، ص 222.

[15] المصدر نفسه، ص 224.

[16] https://www.irna.ir/news/4680109.

[17] https://farsi.khamenei.ir/photo-album?id=49793.