العمليات
عملیة تنغ حاجیان
سمانه کرمیان
50 Views
عملية تنغ حاجيان هي واحدة من العمليات المحدودة والناجحة في الأشهر الأولى من الحرب المفروضة، حيث ألحقت خسائر فادحه بالعدو وفتحت الطريق بين جيلان غرب وسربل ذهاب الذي كان مغلقًا.
تم تنفيذ العملية المحدودة لتنغ حاجيان من 4 إلى 14 ینایر 1981م تحت قيادة منظمة القتال المشتركة للجيش والحرس الثوري، وشملت قصر شيرين وسربل ذهاب وجيلان غرب.[1]
جيلان غرب هي واحدة من مدن محافظة كرمانشاه، تقع علی بُعد خمسين كيلومترًا عن حدود خسروي. تقع هذه المدينة في منطقة جبلية ترتبط من اربع جهات بمدن خسروي في الغرب، وسربل ذهاب في الشمال، وإيلام في الجنوب، وإسلام آباد في الشرق. مع بداية الحرب المفروضة من قبل العراق ضد إيران، تقدمت القوات المتعدّية نحو جيلان غرب، ورغم النجاحات الأولية الناتجة عن نقص القوات العسكرية الإيرانية على الحدود، إلا أنها اعاقت بالقرب من تنغ حاجيان.[2]
تنغ حاجیان يقع في جنوب قرية نسارديره وعلى بعد عشرة كيلومترات شرق قرية غور سفيد، ويقع بين مرتفعات برآفتاب، ويعتبر أقرب طريق للوصول إلى جيلان غرب، حيث يربط سهل جيلان غرب بسهل ديره في جنوب سربل ذهاب.[3] يبعد تنغ الحاجيان حوالي أربعين كيلومترًا عن الحدود. احتلاله يعني قطع الاتصال بين مدينتين وفصل جبهتين وعدم تواصل القوات القوى الداخلية، مما أدى إلى مشاكل عديدة. [4]
بدأ الجيش العراقي تقدمه نحو جيلان غرب في 27 سبتمبر 1980م. واستمر التقدم في الأيام التالية، وفي 29 اکتوبر تمكن من احتلال تنغ الحاجيان. مع تقدم القوات العراقية، أصبح جيلان غرب في مرمى مدفعيتهم متوسطة المدى.
في 18 اکتوبر 1980م، أصاب صاروخ عراقي متوسط المدى جيلان غرب للمرة الأولى. ردًا على هذا الهجوم، قامت طائرات القوة الجوية الإيرانية بقصف تنغ الحاجيان.[5]
قامت 81 المدرعة للجيش وحرس الثورة الإسلامية في جيلان غرب، بهدف تدمير قوات العدو وتحقيق التفوق التكتيكي، خططت لعملية في هذه المنطقة، وتم تنفيذها في 4 ینایر 1981م في محورين شمالي وجنوبي في مضيق حاجيان. استمرت هذه العملية أحد عشر يومًا. في المحور الشمالي، أدت عوائق العدو إلى احتلال جزء فقط من مرتفعات برافتاب. في المحور الجنوبي، استولى الکتیبة المشاة التابع للحرس الثوري مع الکتیبة 285 المدرع للجيش على قريتي غور سفيد وآوه زين والمرتفعات المحيطة، ثم تقدموا نحو مضيق حاجيان واندمجوا مع القوات في المحور الشمالي، وبذلك تم تحرير مضيق حاجيان. كما استولى اللواء المشاة للدرك المستقر في داربلوط على تشغالوند، ولكنهم اضطروا للتراجع أمام رد فعل العدو.
بعد تحرير القرية ومرتفعات آوه زين ومضيق حاجيان وقرية غور سفيد، كانت القوات العراقية تقوم بهجمات مضادة في هذه المنطقة حتى 14 ینایر . لكنها في كل مرة كانت تعود مع تحمل خسائر إلى الوراء، وفي النهاية تم دفعها من سبعة كيلومترات إلى اثني عشر كيلومترًا من جيلان غرب. نتيجة لذلك، انخفض قصف المدفعية العراقية على جيلان غرب وتم تحرير حوالي أربعين كيلومترًا مربعًا من المناطق المحتلة.
في هذه العملية، شاركت أربع كتائب من القوات الإيرانية مع خمس كتائب من القوات العراقية. شملت خسائر الجيش العراقي تدمير مروحتين، وتسعة وعشرين دبابات و ناقلات الجنود، وعشر مدافع، واثني عشر سيارة. كما تم أسر مئة وعشرة من الجنود العراقيين.[6]
نتيجة العملية كانت تحرير المرتفعات الشرقية، بما في ذلك: مضيق حاجيان، ومرتفاعات برآفتاب، والمسافة بين مضيق حاجيان ومضيق كورك، والطريق المهم جداً من مدينة جيلان غرب إلى مدينة سربل ذهاب، مما وضع مقر کتیبة المشاة الثامن للعدو تحت النيران.
و جدیر بالذکر بان كتيبة الدبابات 285 من اللواء 81، وكتيبة 812 مهدی، وكتيبة المدفعية والدعم الجوي من طيران القوات البرية ، كان لها دور مؤثر في عملية تحرير مضيق حاجيان.[7]
أفراد الكتيبة 110 والقوات التابعة لها مثل وحدات الدبابات، المدفعية، الدفاع الجوي، الفصیلة الثانية، الكتيبة 134 مشاة التي كانت تحت أمر الكتيبة، وعدد من الوحدات الأخرى كان لها دور كبير في عمليات تنك حاجيان.
خلال ثلاثة أيام من القتال في جيلان غرب، تم تدمير اللواء الجبلي العراقي وسقطت / و تم وضع جميع الوثائق المتعلقة بقيادة اللواء المذكور في أيدي القوات الإيرانية.[8] وجميع الوثائق المتعلقة بقيادة هذا اللواء أصبحت في حوزة القوات الإيرانية.
[1]. دَري، حسن، أطلس راهنما7 (اطلس الدلیل7): کرمانشاه در جنغ (کرمانشاه في الحرب)، طهران: مرکز مطالعات و تحقیقات جنغ سباه، 2005م، ص92.
[2]. کریمي، قاسم، حماسهسازان تنغ حاجیان (صناع الملحمة مضیق حاجيان)، طهران: إيران سبز، 2009م، ص17ـ15
[3]. بورجباري، بجمان، جغرافیاي حماسي3 (أطلس جغرافي ملحمي3)،: کرمانشاه در جنغ (کرمانشاه في الحرب)، طهران: بنیاد حفظ آثار و نشر ارزشهاي دفاع مقدس، 2013م، ص211
[4]. کریمي، قاسم، حماسهسازان تنغ حاجیان ( صناع الملحمة مضیق حاجيان)، ، ص17.
[5]. نفس المصدر، ص21-19.
[6]. دَري، حسن، أطلس راهنما7 (اطلس الدلیل7): ص92 و 93؛ بورجباري، بجمان، أطلس جغرافیاي حماسي3 (أطلس جغرافي ملحمي3)، ص211 و 212.
[7]. کریمي، قاسم، حماسهسازان تنغ حاجیان (صناع الملحمة مضيق حاجيان)، ، ص42.
[8]. همان، ص43 و44.