العمليات
عملية بازيدراز
مرضیه عابدینی
20 Views
تم تنفيذ عملية بازیدراز بالتنسيق مع قوات جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرس الثوري في عام 1981م في مرتفعات بازيدراز، بين مدينتي قصرشيرين وغيلان غرب وسربل ذهاب.
بدأت هذه العملية في الساعة 5 صباحًا من يوم 22 إبریل 1981م، في الجبهة الغربية، والهدف من ذلك هو الحصول على ميزة السيطرة والمراقبة للجيش العراقي على المدن والمناطق في قصر شيرين وسرپل ذهاب..[1]
في منطقة العمليات بازيدراز، تم تنفيذ ثلاث عمليات خلال فترة الحرب المفروضة. كانت العملية الأولى في أواسط شهر مارس 1981م، والتي كانت عملية محدودة ولم تحقق نتائج، بينما كانت العملية الثانية في 22 إبریل 1981م، ، وأما العملية الثالثة التي عُرفت بعملية الشهداء رجائي وباهنر، فقد تمت في 2 سبتمبر 1981م.
المرتفعات الوعرة في بازيدراز تتميز بقمم عالية ومنحدرات حادة وقِطع ممتدة في جميع الاتجاهات. تُعتبر هذه المرتفعات من العوائق الرئيسية أمام أي نوع من تحركات الوحدات العسكرية، ولها أهمية خاصة في المنطقة الحدودية لمحافظة كرمانشاه. تقع هذه المرتفعات کمیزة كبيرة داخل مثلث قصرشيرين - جيلان غرب - سربل ذهاب، وبالإضافة إلى السيطرة الكاملة على المنطقة، فإنها تتمتع بمراقبة مناسبة وعميقة وواسعة في جميع الاتجاهات، خاصةً الشمال والشرق والجنوب. كما أنها یلغی إمكانية الدعم المتبادل من حيث تنظيم القوات وتخطيط النيران لتنفيذ المهام. بعد احتلال هذه المرتفعات، استخدم العراقيون المنطقة كموقع للمراقبة، مما تسبب في مشاكل عديدة لوحدات اللواء 3 من الفرقة 81 للجيش، وأثر على حركة المركبات من المعابر الإلزامية «كل داوود» و«ميان كل» في طريق باطاق - سربل ذهاب.
تسببت ميزات هذه المرتفعات في قيام الجيش العراقي بأنشطة هندسية لبناء طرق على المرتفعات المذكورة، ليتسنى لقوات العراق الاستقرار هناك باستخدام هذه الطرق. وبالتالي، قامت العراق بإنشاء طريق أسفلتي في قمة 1050 و1100 شمالاً وجنوباً و1150، نظراً للمزايا التي كانت تتمتع بها من حيث الرصد وتوجيه نيران المدفعية، حيث تم إنشاء الطريق الواقع على طريق قصر شيرين - جيلان غرب إلى سفوح قمة 1150 المعروفة باسم «قمة بازيدراز»، وتمت تسمية نقطة الرصد الموجودة على هذه القمة بـ " موقع مراقبة صدام".[2]
منذ أوائل عام 1981م، قررت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخاذ إجراءات أكثر جدية لدفع قوات الاحتلال العراقي إلى الوراء. قامت قوات الاستطلاع التابعة لحرس الثورة الإسلامية بدراسة المنطقة لمدة ثلاثة أشهر.[3] وفي النهاية، خططت الكتيبة 9 من مقاتلي الحرس الثوري، بالتعاون مع الكتيبة 143 الميكانيكية من اللواء 3 في الفرقة 81، فصيلة من قوات الإنزال الجوي بالدعم من مروحیات طیران القوات البریة.[4] ووحدات من التعبئة والبيشمركة المسلمين الأكراد، لتنفيذ أول عملية شبه واسعة النطاق في هذه المنطقة تحت اسم عملية بازيدراز.
توجيه العمليات كان تحت قيادة مقرّ المقدّم الغربي للحرس الثوري والجيش، وكانت المهمة الرئيسية للقوات هي الهجوم على المرتفعات المؤدية إلى قمم 1050 و1100 الشمالية والجنوبية و1150 بازيدراز بهدف السيطرة على هذه القمم وكذلك تدمير القوات العراقية المستقرة في هذه المنطقة.
وفقًا لخطة العمليات المعروفة باسم «خطة عمليات محسن»، تقرر أن يتم الهجوم من أربعة محاور بدعم كامل من القوات الجوية و طیران القوات البریة، في إطار أربع مجموعات قتالية تحمل أسماء «أجدر» و«ببر» و«بلنغ» و«شير»، والتي تتكون من قوات المشاة التابعة للحرس الثوري ومطلقوا النار قاذفات التنینات فی الجيش.[5]
في اليوم الثاني من العمليات، تعرضت الوحدات المتمركزة في كورهموش وقراویز لهجوم من القوات المدرعة العراقية. وقد اضطر قائد الفوج الثالث من اللواء 81 المدرع إلى تنفيذ عملية هجوم الجوي في تلك المنطقة. واستشهد الرائد أدبيان الذي كان يتولى قيادة العمليات.[6]
في نهاية العمليات التي استمرت حتى 30 ابریل 1981م، تم تحرير قمم 850 و900 و1000 و1100 الشمالية من مرتفعات بازيدراز. كما قُتل حوالي ألف من القوات العراقية وأُسر نحو سبعمائة منهم على يد القوات الوطني.[7]
في الساعات الأولى من صباح 28 ابریل 1981م، شنت الفرقة السابعة المدرعة العراقية هجومًا لاستعادة مواقعها في مرتفعات بازيدراز، حيث واجهت مقاومة من القوات الإيرانية، مما أدى إلى فقدان عدد كبير من الدبابات وسقوط عدد من القتلى والجرحى، مما اضطرها إلى التراجع. خلال هذا الهجوم، سقطت طائرة الهليكوبتر التي كان يقودها الرائد علي أكبر شيرودي، طيار طيران القوات البرية للجيش، نتيجة إصابتها برصاصة، واستشهد بسبب شدة الإصابات التي تعرض لها، بينما أصيب مساعد الطيار.[8]
خلال فترة العمليات، نفذت القوات العراقية سبع هجمات مضادة ثقيلة في جميع منطقة الدفاع، لكن القوات الإيرانية، بعد سبعة أيام من الجهود ودون أن تدخل أي وحدات جديدة لتعزيزها، تمكنت من صد هجمات العدو باستخدام نيران المدفعية الثقيلة والأسلحة المضادة للدبابات والدعم الجوي، وخاصة من طيران القوات البرية ، واستطاعت السيطرة على الأهداف المحددة مسبقًا بنجاح نسبي.[9]
يُقام كل عام في أواخر إبریل، بمناسبة تذكّر بطولات لا حصر لها للمجاهدين خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس وأهمية هذه العمليات التي تثير الفخر، احتفال كبير في مرتفعات بايدراز، بحضور عدد كبير من رفات سنوات الدفاع المقدسة ، وقوافل راحلي النور، وتعبويين من جميع أنحاء البلاد، شعب مربی الشهداء من جميع أنحاء إيران الإسلامية.[10]
[1]. درویشی سهتلاني، فرهاد، روزشمار جنغ ایران و عراق (التقویم الیومي للحرب الإيرانية والعراقية)، الكتاب الثالث عشر: تداوم اشغال و بحران (استمرار الاحتلال والأزمة)، طهران: سباه باسداران انقلاب اسلامي، مرکز اسناد و تحقیقات دفاع مقدس، 2019م، ص525.
[2]. نفسه، ص541.
[3]. نفسه، ص525.
[4]. علائي، حسين، روند جنغ ایران و عراق (مسار حرب إيران والعراق)، ج1، طهران: مرزوبوم، 2012م، ص308.
[5]. درویشی سهتلاني، فرهاد، روزشمار جنغ ایران و عراق (التقویم الیومي للحرب الإيرانية والعراقية)، الكتاب الثالث عشر، ص525.
[6]. بورداراب، سعيد، تقویم تاریخ دفاع مقدس، ج9: ضربههاي بیدربی (تقويم تاريخ الدفاع المقدس، ج9: الضربات المتتالية)، مرکز اسناد انقلاب اسلامي ، طهران، 2008م، ص54 و55.
[7]. درویشی سهتلاني، فرهاد، روزشمار جنغ ایران و عراق (التقویم الیومي للحرب الإيرانية والعراقية)، الكتاب الثالث عشر، ص22.
[8]. نفسه، ص639 و 640.
[9]. نفسه، ص308.
[10]. نفسه، ص240 و 241.