الشخصيات

هاشمي، سيد مجتبی

زینب احمدی
2 دورہ

سيد مجتبی هاشمي قندي (1985-1940م)، كان أول قائد للجنة الثورة الإسلامية في مركز طهران وقائد مجموعة فدائيي الإسلام خلال حرب إيران والعراق. تم اغتياله في 15 مایو 1985م في شارع وحدة إسلامي في طهران على يد أعضاء منظمة مجاهدي خلق، واستشهد. 

وُلِد سيد مجتبی هاشمي في 4 نوفمبر 1940م في حي شابور في طهران (وحدة إسلامي حالياً). كان الابن الثالث لعائلة متدينة. جده من جهة الأب، سيد هاشم هاشمي قندي، مؤسس مسجد قندي في ميدان الإعدام (محمدية) وكان من كبار تجار السكر في طهران، وشخصية متدينة ومثقفة. بعد إكمال دراسته الثانوية، انضم إلى الجيش، وبسبب لياقته البدنية وقوته، أصبح عضوًا في القوات الخاصة المسمی ب/ الملقب ب القبعات الخضراء (کلاه سبزها)؛ لكنه بعد فترة قصيرة، ومع مشاهدته للوضع السائد في الجيش ووعيه أكثر بطبيعة حكم البهلوي، خرج من الجيش الملكي وبدأ العمل الحر. كان والده يمتلك عدة دكاكين في السوق الجديد، وافتتح سيد مجتبی بجانب محل العطارة الخاص بوالده محلًا لبيع البلور. [1]

في 5 یونیو 1963م، انضم إلى حركة الإمام الخميني الإسلامية مع عدد من أصدقائه. كان ينشط في مدن محافظة طهران وحتى في المحافظات المجاورة. كان يقوم بإعداد وتوزيع البيانات والأشرطة الصوتية وصور الإمام. في أيام انتصار الثورة الإسلامية، حوّل متجره إلى تعاونية لتوفير السلع الأساسية بأسعار أرخص للناس.[2]

عند عودة الإمام الخميني إلى البلاد في 1 فبرایر 1979م، سيد مجتبي بعضويته في لجنة استقبال الإمام، شارك في ذلك الاستقبال التاريخي. بعد انتصار الثورة الإسلامية، كان يسعى في ميدان النضال ضد بقايا حکومة بهلوي. نظم القوى الثورية في المنطقة 9 من طهران وأسس لجنة الثورة الإسلامية 9 للمنطقة. مع اعتقال ومعاقبة عدد كبير من الهاربين، ساد النظام في هذه المنطقة. سيد مجتبی بفضل السمعة  الحسنه التي كان يتمتع بها بين الناس، جمع القوى الثورية معًا وأسس واحدة من أقوى اللجان في طهران.

مع بدء أحداث كردستان، وبعد أمر التعبئة العامة من الإمام، توجه هاشمي مع عدد من أفراد لجنة المنطقة 9 إلى غرب البلاد وشارك في تحرير وتنظيف تلك المنطقة. لم يمضِ سوى بضعة أيام على بدءعدوان العراق لأراضي البلاد حتى توجه السيد مجتبی، مع عدد من أصدقائه ورفاقه، طواعيةً وبشكل مستقل إلى جنوب البلاد واستقر في مدرسة فدائيان إسلام، الواقعة في مدينة آبادان. وبهذا الشكل، تم تشكيل أول قوة عسكرية غير نظامية لمواجهة هجوم العراق في آبادان وخرمشهر، والتي عُرفت بمجموعة فدائيان إسلام.[3]

المقام المعظم للقيادة السید علی الخامنئی ، الذي كان في ذلك الوقت ممثلاً للإمام الخميني وإمام جمعة طهران، زار خط فدائيي الإسلام في آبادان وفندق كاروانسرا (مكان تجمع قوات فدائيي الإسلام). وأثناء تقديره للأنشطة القتالية لفدائيي الإسلام، قال: لقد ذكرنا اسم فدائيي الإسلام عدة مرات في أماكن مختلفة وقد مدحناكم؛ لكن الآن عندما جئنا إلى هنا، نرى أنكم أكثر حيوية وأفضل مما كنا نصفه؛ عازمون، جازمون، مهتمون ومتحركون. اسمكم أيضاً واضح؛ فدائي الإسلام. كما قال السيد مجتبی إن صور السيد القائد خامنئي موجودة في جميع خنادق الفدائيين، وندعمه بحب. فقال آية الله خامنئي: إذا كان لديكم في الخندق صورنا، فإن في قلوبنا، التي هي خندق الله، إن شاء الله توجد صوركم جميعاً.[4]

 

منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) حاولت مرارًا اغتيال هاشمي؛ لكنه كان مسلحًا وكان يدافع عن نفسه. في إحدى المرات، تم دهن قفل باب منزله بالقطران، وكان مفتاح سيد مجتبی عالقًا في القفل. كان المنافقون يعتزمون استغلال هذا التأخير لاستهدافه بالرصاص. مجتبي یاخذ خندقًا داخل مجرى مائي صغير بجوار المنزل وبدأ بإطلاق النار على كل من كان يخطط لاغتياله. في مرة أخرى، أخذوا زوجته رهينة وأدخلوها السيارة. لكن زوجته، التي كانت امرأة قوية ومجربة، تمكنت من نزع سلاحهم.

 

كان هاشمي يساعد الناس بطرق مختلفة. في عقد الفجر للثورة، كان يبيع في متجره لبيع الملابس السلع النادرة بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية. وقد حول متجره إلى جمعية تعاونية باسم الوحدة الإسلامية، وكانت المدارس التي تحتاج إلى مساعدات تأخذ منه الوشاح و العبائة والأحذية.

في يوم الحادث، بينما كان المتجر مغلقًا، جاء عدد من المنافقين إلى السيد مجتبی وقالوا بانهم جاءوا من بعيد وطلبوا حجابًا وشاحا ومعطفًا. السيد، الذي لم يكن مسلحًا،  کان یرفع مصراع التعاون وفتح الباب. دخل المنافقون وأطلقوا عليه عدة رصاصات من الخلف. 

استُهدف السيد مجتبی هاشمي في اعتاب شهر رمضان، في 15 مایو 1985م  ، من قبل عناصر منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) واستشهد.

[1]. فکور، أصغر، آقا سيد مجتبی، طهران: شاهد، 2012م، ص19 و 20. 

[2]. صمدي، محمدعلي، ستارجان آسمان جمنامي (نجوم السماء المجهولة)، طهران: فرهنجسراي اندیشه، 1999م، ص180؛ كاظمي، جعفر، بنجه در بنجه رئیس‌جمهور (قبضة في قبضة الرئيس)، طهران: فاتحان، 2016م، ص27. 

[3]. صمدي، محمدعلي، ستارجان آسمان جمنامي (نجوم السماء المجهولة)، ص180 و 181. 

[4]. نفسه، ص181؛ كاظمي، جعفر، بنجه در بنجه رئیس‌جمهور (قبضة في قبضة الرئيس)، ص13ـ11. 

[5]. كاظمي، جعفر، بنجه در بنجه رئیس‌جمهور (قبضة في قبضة الرئيس)، ص171 و 172؛ فکور، أصغر، آقا سيد مجتبی، ص16.