الشخصيات
کارتر، جیمی
فاطمه دفتری
28 دورہ
جيمس إيرل كارتر (1924-2024م) هو التاسع والثلاثون لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت فترة رئاسته متزامنة مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبدء الحرب المفروضة من العراق ضد إيران.
وُلِد جيمي كارتر عام 1924م في مدينة بلينز بولاية جورجيا. درس في مجال الفيزياء وانضم إلى البحرية. في عام 1962م، تم انتخابه كعضو في مجلس الشيوخ من ولاية جورجيا. في عام 1977م، أصبح رئيسًا للولايات المتحدة ممثلًا عن الحزب الديمقراطي، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1981م.[1]
الدفاع عن إيران في زمن الحكم البهلوي كان من سياسات كارتر، وكان يعتبره من أولويات الولايات المتحدة. [2] ولهذا الغرض، كان يسعى لتعزيز القوة العسكرية لإيران. في هذا السياق، قام سايروس فانس، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت، بزيارة طهران في 12 مايو 1977م، وأعلن عن موافقة كارتر على طلب محمد رضا شاه ببيع 160 طائرة من طراز F-16.[3] کما وافق كارتر، على الرغم من معارضة عشرين سيناتور أمريكي، على بيع سبع رادارات طائرة من طراز AWACS لإيران، وأكد في رده على المعارضين أن المساعدة لإيران هي مساعدة لأمريكا.[4]
انتهت سياسة الصداقة مع إيران التي اتبعها كارتر مع انتصار الثورة الإسلامية، حيث قامت الولايات المتحدة بتجميد الأموال والنقود الذهبية الإيرانية في البنوك الأمريكية والتي كانت تتجاوز ثمانية مليارات دولار،[5] ووفقًا للأمر 12710، منعت استيراد النفط من إيران. كما قامت بتجميد ممتلكات وأصول إيران في الولايات المتحدة، وأغلقت الحسابات البنكية الإيرانية في البنوك الأمريكية، ومنعت المعاملات بالدولار الأمريكي مع البنوك الإيرانية.[6]
تاريخ 4 نوفمبر 1979م، قام الطلاب التابعین لخط الإمام باستیلاء علی السفارة الأمريكية في إيران و اعتقال موظفیها،[7] ردًا على الإجراءات الأمريكية ضد إيران ومقاومتهم لاستسلام محمد رضا شاه بهلوي، الذي كانت السلطات الإيرانية تطالب بتسليمه ومحاكمته. [8] كما أعلن الإمام خميني في خطاب له في 11 نوفمبر 1979م لكارتر: "كارتر، لا تخيفنا من النضال. نحن رجال حرب واهل النضال. نفضل أن تبقى كرامتنا محفوظة وأن تبقى بطوننا جائعة." [9] مع تصاعد التوتر بين إيران وأمريكا في 9 أبريل 1980، (الموافق 20 فروردين 1359)، تم قطع العلاقات السياسية بين البلدين بشكل كامل.[10]
كانت عملية اقتحام السفارة الأمريكية في إيران فضيحة كبيرة لكارتر. لقد قام باتخاذ إجراءات لحل هذه الأزمة وإنقاذ الرهائن، لكنها باتت بالفشل، بما في ذلك العملية العسكرية في صحراء طبس في ابریل 1980م. [11]
مع بدء الحرب المفروضة في شهر سبتمبر 1980م، كان كارتر يأمل أن يؤدي ذلك إلى تحرير الرهائن الأمريكيين[12]؛ لكنه من جهة أخرى، اعتبر الحرب خطرًا كبيرًا على السلام والاستقرار في المنطقة. [13] في خطابه في 11 اکتوبر 1980م، قال إن أمريكا لديها هدفان في أزمة إيران والعراق: إجبار البلدين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومنع التدخل الروسي في هذه الأزمة. [14]
كان كارتر في الظاهر يؤكد على أنه ليس لديه موقف داعم لإيران أو العراق[15]، لكنه في 8 اکتوبر 1980م، صرح بأنه إذا لم تؤثر الوساطات بين إيران والعراق، يجب على الدول المتحالفة مع أمريكا في الخليج الفارسي أن تأخذ جانب العراق ولا تتردد في تقديم المساعدات المادية والمعنوية له.[16] وفي إطار هذه التصريحات، وفي الوقت نفسه مع فرض حظر على بيع المعدات والذخائر لإيران، قام ببيع المعدات العسكرية لحكومة العراق وتعزيز قدراتها العسكرية.[17] وقد أدى ذلك، خلال الحرب، إلى خلق العديد من المشاكل لإيران في تأمين الوسائل والمعدات اللازمة. [18]
رونالد ریغان، منافس كارتر في انتخابات الرئاسة الأمريكية، انتقد سياسات كارتر في المنطقة (غرب آسيا) واعتبر أن حرب إيران والعراق كانت نتيجة لسياساته وغياب الحزم في السياسة الخارجية وضعف القدرة الدفاعية لأمريكا. [19]
في 4 نوفمبر 1980م، هُزم جيمي كارتر في انتخابات الرئاسة على يد رونالد ريغان. [20]
بعد سنوات، أدان كارتر، الذي كان له دور في تأجيج حرب إيران والعراق، في تصريحات له في 21اکتوبر 1987م، سياسات ريغان في الخليج الفارسي. [21]
خلال فترة حكم الجمهوريين التي استمرت اثني عشر عامًا (ثماني سنوات من حكم رونالد ريغان وأربع سنوات من حكم جورج هربرت ووكر بوش) في أمريكا، انسحب جيمي كارتر من السياسة؛ لكنه عاد إلى الساحة السياسية مع فوز بيل كلينتون من الحزب الديمقراطي، ولعب دورًا مؤثرًا في تهدئة الأزمة النووية في كوريا الشمالية وأزمة هايتي. [22]
[1]. دانشنامه دانشغستر (موسوعة دانشغستر)، ج12، طهران: مؤسسة دانشغستر روز، 2010م، ص546.
[2]. طيراني، بهروز، روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، طهران: مرکز اسناد و تاریخ دیبلماسي ، 2000م، ص245.
[3]. نفس المصدر، ص241 و242.
[4]. نفس المصدر، ص245 و246.
[5]. نفس المصدر، ص295.
[6]. واعظي، حسن، إيران وأمريكا، طهران: سروش، 2002م، ص126؛ موسويان، سيد حسين، إيران وأمريكا، طهران: تيسا، 2014م، ص83.
[7]. طلوعي، محمود، صد سال صد جهره (مئة عام مئة وجه-تاريخ مصور للقرن العشرين)، طهران: نشر علم، 1999م، ص1023.
[8]. طيراني، بهروز، روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، ص294.
[9]. طيراني، بهروز، روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، ص295.
[10]. طلوعي، محمود، صد سال صد جهره (مئة عام مئة وجه)، ص1025 .
[11]. كارتر، جيمي، ایران در خاطرات جیمي کارتر (إيران في مذكرات جيمي كارتر)، المترجمان: إبراهيم إيراننجاد و طيبة غفاري، طهران: مرکز اسناد انقلاب اسلامي، 2011م، ص154.
[12]. روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، ج4، طهران: مرکز مطالعات و تحقیقات جنغ ، الطبعة الثانية، 1996م، ص84.
[13]. نفسه، ص124.
[14]. نفسه، ص278 و 279.
[15]. نفسه، ص84.
[16]. نفسه، ص344.
[17]. حسيني، سيد يعقوب، تاریخ نظامي جنغ تحمیلی (التاريخ العسكري للحرب المفروضة)، زمینههای بروز جنغ (مجالات نشوء الحرب)، ج1، طهران: انتشارات سازمان عقیدتی سیاسي ارتش جمهوری اسلامي ایران ، 2008م، ص298.
[18]. نفسه، ص342.
[19]. روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، ج4، ص164 و 165.
[20]. طلوعي، محمود، صد سال صد جهره (مئة عام مئة وجه)، ص1025.
[21]. طيراني، بهروز، روزشمار روابط ایران و آمریکا (التقویم الیومي للعلاقات الإيرانية الأمريكية)، ص337.
[22]. ساجدي، أحمد، مشاهیر سیاسي قرن بیستم (مشاهير السياسة في القرن العشرين)، طهران: محراب قلم، 1995م، ص328.